يندهش الكثيرون من تناول الإعلام الرسمي لنادي الزمالك المصري لكل قضايا وأزمات ناديه، وكيف أن هذا الإعلام أصبح شاذًا عن كل الطرق المألوفة في التناول الإعلامي الصحيح والرشيد.
ولكنني بصفة شخصية لم أندهش على الإطلاق لأنني أعلم وأدرك جيدًا أن الإعلام الرسمي لأي نادٍ في العالم مهمته أن يكون لسان حال إدارة وجماهير هذا النادي مهما كانت التوجهات صحيحة أم خاطئة، وإن كان له دور هام جدًا في توجيه الإدارة نحو التناول الإعلامي الصحيح لأي أزمة بدون أن تقع الإدارة تحت طائلة القانون أو يعرضها لانتقادات عنيفة سواء إعلامية أو جماهيرية، وكذلك التدخل قبل صدور قرارات أو بيانات تخالف اللوائح والمواثيق الرياضية أو توجهات الدولة.
ولكن اللافت أن إعلام نادي الزمالك، ولا سيما القناة الرسمية، ارتدى كل مقدمي برامجه وضيوفه، الذين تحولوا إلى عاملين في القناة، ثوب رئيس النادي الأبيض، وساروا على نفس دربه في الهجوم الخارج على كل من يختلف مع رئيس ناديهم، حتى أن أحد الضيوف يتعمد تقليد رئيس النادي في طريقه كلامه واستخدام نفس عباراته في الهجوم على الجميع، حتى أنه من شدة التقمص خرج متطوعًا ليتهم الإنجليزي كلاتنبرغ رئيس لجنة الحكام المستقيل بالاتحاد المصري بالشذوذ الجنسي وأنه تزوج من رجل مصري، وهو الاتهام الذي أثار ضجة في وسائل الإعلام الإنجليزية، فيما يتطوع الآخرون بالهجوم على كل الرؤساء السابقين ورموز البيت الأبيض من نجوم الكرة السابقين لمجرد وجود خلافات بينهم وبين رئيس النادي الحالي.
رغم أن من بين هؤلاء الإعلاميين من كان بالأمس القريب يعمل في المنظومة الإعلامية مع الرؤساء السابقين الذين يتعرضون لهجوم وقصف إعلامي عنيف، أو ممن كانوا قبل فترةٍ على خلاف وصل إلى حد تبادل القضايا مع رئيس النادي الحالي ومنهم من تمنع منعه من دخول القلعة البيضاء ووضع اسمه على القوائم السوداء، ناهيك عن الهجوم اليومي الليلي على رئيس النادي المنافس الأهلي، سواء بالتطاول عليه أو السخرية منه.. وهو ما دفع الكثيرون من العقلاء إلى مخاطبة مجلس الإعلام الأعلى للتدخل الفوري لإيقاف ما وصفه البعض بالمهزلة، فيما تقدم النادي الأهلي ومن بعده اتحاد الكرة ببلاغات رسمية للعديد من الجهات المسؤولة، قضائيًّا وإعلاميًّا، ضد القناة.
ولكن أغرب ما في القضية وأكثر ما أدهشني أن أرى زملاء إعلاميين باتوا يرددون ويروجون كلام رئيس النادي بشأن خسائر وكبوات فريق الكرة بالنادي وأنها تحدث لأسباب متعلقة بالسحر والجن والعفاريت من صناعة النادي المنافس، وبث بذور الفتنة بالحديث اليومي عن وجود مؤامرات تحاك ضد النادي إضافة إلى إتهام كل الجهات الرياضية بمجاملة الأهلي خوفًا من جماهيره، وعندما اتخذ رئيس النادي قرارًا بإقالة مدرب الفريق البرتغالي فيريرا هللوا للقرار وشنوا حربًا ضد المدرب وأنه فشل في مهمته وعندما أعاده رئيس النادي بعد أيام قليلة رحبوا بالقرار وعادوا لوضع أكاليل الغار فوق رأس "البروف" فيريرا وسط دهشة وذهول كل المشاهدين.
ومؤخرًا ذهب إعلاميو الزمالك خلف رئيس ناديهم بشأن اتهامه بعضًا من الجماهير البيضاء بمحاربته، والدعوة لإسقاطه وباتوا يرددون خلفه مصطلح "اللجان الإلكترونية" التابعة لرؤساء ومسؤولين سابقين وأنهم يمولون بعضًا من الجماهير لمحاربته ومحاربة الزمالك، وهو الأمر الذي كان له رد فعل عكسي كبير وبادرت تلك الجماهير التي تم اتهامها بقصف قناة الزمالك ومَن يعملون فيها عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع نجم الزمالك السابق وإعلامي القناة خالد الغندور إلى الرحيل مؤخرًا، كاشفًا أن ما يتعرض له برفقة أسرته من إهانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو ما دفعه للرحيل، وهنا دق الغندور جرس إنذار الخطر، ليؤكد الكثيرون أن إعلام الزمالك بات أشبه بقصة "الدبة" التي قتلت صاحبها.