حقق ريال مدريد الإسباني أول انتصار في تاريخ مواجهاته مع تشيلسي الإنجليزي؛ وجاء ذلك الانتصار لحساب ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا سهرة الأربعاء 6 أبريل/ نيسان، في ملعب "ستامفورد بريدج" معقل البلوز وأمام مشجعيهم، وبنتيجة 1-3.
ووضع ريال مدريد قدمًا في المربع الذهبي للمسابقة، قبل مواجهة الإياب يوم الثلاثاء المقبل 12 أبريل بملعبه "سانتياغو برنابيو"، لكن قبل التفكير في العودة، دعونا نستعرض تحليلا سريعا لأبرز العوامل التي ساعدت الميرينغي على اقتناص الفوز ذهابا.
الشوط الأول.. القليل من كريم بنزيمة يكفي في مواجهة تشيلسي
خرج ريال مدريد منتصرًا في الشوط الأول بأقل مجهود هجومي ممكن، فقط يمكن ملاحظة 4 أو 5 هجمات شنّها لاعبو الملكي ضد مرمى الحارس السنغالي إدوارد ميندي، لكن الأهم هو أن المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة نجح بالتعاون مع البرازيلي فينيسيوس جونيور في زعزعة خطي وسط ودفاع تشيلسي؛ إذ سجل الجزائري الأصل مرتين من إجمالي 3 تسديدات، وحقا يمكن القول إن القليل من بنزيمة يكفي.
بالرسم التكتيكي "4-4-2" بدأ الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، المباراة.. رباعي دفاعي وأمامه رباعي وسط، ثم كريم بنزيمة اللاعب الحر الذي يتجوّل ويلتقط الكرات ويمررها "أماما" إلى فينيسيوس الذي يستغل عامل السرعة في الركض والضرب بالمرتدات، ولذلك يمكن للبعض أن يصف هذا الرسم من ريال مدريد بـ"4-4-1-1".
تموضع لاعبي الفريقين في الشوط الأول
تدرّج ريال مدريد في عملية الضغط، من الأكثر إلى الأقل مع الوقت، إذ بدأ المباراة متكتلًا في دفاعاته، وبعد أن سجّل الهدفين الأول والثاني، بدأ لاعبو المدرب أنشيلوتي في الخروج من مناطقهم وتمرير الكرة بكل ثقة، والإمساك بزمام الأمور، لكنهم قابلوا رغبة جامحة من تشيلسي في التعديل.
لقطة هدف تشيلسي بدت ذكية حقًا من المدرب الألماني توماس توخيل، فعندما استحوذ لاعبو تشيلسي على الكرة عند مشارف منطقة جزاء ريال مدريد، دخل 4 لاعبين إلى الصندوق لمواجهة دفاع الميرينغي في وضعية 1 ضد 1.. هذه النقطة بالتحديد منحت الألماني كاي هافرتز، مهاجم تشيلسي، مواجهة فردية أمام المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو، قبل أن تسكن الكرة شباك الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
وربما كان من الأجدر للمدرب توماس توخيل البدء بالإسباني ماركوس ألونسو في الرواق الأيسر، عوضًا عن مواطنه سيزار أزبيليكويتا، إذ يمكن ملاحظة أن الجانب الهجومي في الرواق الأيسر للبلوز كان ميتًا ومعطلًا، مقارنة بانطلاقات ونجاعة الإنجليزي رييس جيمس في اليمين.
كيف تعامل مدرب الريال كارلو أنشيلوتي مع هجوم مدرب تشيلسي توماس توخيل؟
مع بداية الشوط الثاني، استقبل تشيلسي هدفًا ثالثًا من بنزيمة المحظوظ نوعًا ما في استغلاله سوء تفاهم الحارس ميندي مع المدافع الألماني أنطونيو روديغر، وسارع المدرب توخيل بتعديل رسمه التكتيكي من "3-4-2-1" إلى "4-3-3"، وزج بالمغربي حكيم زياش والكرواتي ماتيو كوفاسيتش لخلق زيادة عددية في خط الوسط أمام تكتل لاعبي ريال مدريد.. على الورق هاجم تشيلسي بـ6 لاعبين.
لم يفلح توخيل في فك شيفرات الميرينغي مع زيادة لاعبيه في الأمام، ليحوّل رسمه من جديد إلى "4-2-3-1" ويدفع بالمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو في الأمام وحيدًا، ومن تحته الثلاثي الهجومي زياش وهافرتز والإنجليزي ماسون ماونت، والهدف دائمًا كان إرسال الكرات إلى لوكاكو، إذ دفع توخيل حرفيًا بكل أوراقه الهجومية في مواجهة كل لاعبي ريال مدريد.
فشل تشيلسي في زيارة الشباك طيلة الشوط الثاني لعدة عوامل، أولها ضعف الجانب النفسي والاتزان في الملعب مقارنة بخبرات لاعبي ريال مدريد الذين مرروا الدقائق المتبقية إلى أن خرجوا بانتصار صعب، وحافظوا على تقدمهم إلى النهاية، رغم إصابة ميليتاو وخروجه في منتصف الشوط الثاني.
كما أن الحارس البلجيكي لريال مدريد، تيبو كورتوا، منع 3 أهداف محققة على الأقل، وفي المقابل كانت الرعونة واضحة في بعض تسديدات ثلاثي تشيلسي؛ الأمريكي كريستيان بوليسيتش وماونت وهافرتز، وبدا التسرع واضحا في أدائهم، ولربما هذه نقطة لا يلاموا عليها عطفًا على فقر خبراتهم.
قدّم تشيلسي مباراة جيدة نوعًا ما في الشوط الثاني، لكن ربما خذله الحظ في لقطة الهدف الثالث لبنزيمة، وتألق كورتوا ورعونة لاعبي البلوز حالا دون تعديل النتيجة أو تقليصها، لكن ذلك لا يمكنه محو براعة المدرب أنشيلوتي في إدارة المباراة، فقد عرف متى يهاجم وينقض ومتى يعود في الخلف.
الرائع أن المدرب أنشيلوتي في الدقيقة 75 تخلى عن رسمه "4-4-2"، وجعل فالفيردي لاعب هجومي ثالث في الأمام إلى جانب بنزيمة وجونيور، لفرض المزيد من الضغط على لاعبي تشيلسي عند التحضير ومضايقتهم بالجهد البدني المعروف عن فالفيردي، وقد نجح الشاب الأوروغوياني في تعطيل العديد من هجمات البلوز في أثناء التحضير.