الروائي الإسباني خافيير مارياس.. إلى حبّي الكبير ريال مدريد!

بواسطة yacoob.alhousani , 29 أبريل 2023

"إلى حبي الكبير .. ريال مدريد" العبارة موغلة في الغواية! ربمّا تقبل القسمة على اثنين، فإمّا أن تسيّجها بسور عالٍ من الحب والعرفان، أو أنها ستثير حنقك وترفع الأدرينالين بداخلك غضبًا من وقعها الرنّان الذي يوازي ليلة عيد في مدينةٍ حُرِمت من الأعياد لسنوات طوال.

كما أنها كفيلة بأن تصنع لصاحبها جمهورًا عريضًا هو نفسه جمهور الملكي؛ لكّنها في المقابل تضمن بمنتهى الثقة أن يصبح لقائلها جيش جرّار من الحاقدين بالمعنى الرياضي.

وتلك الجملة مُهِرت بتوقيع الروائي الإسباني خافيير مارياس (1951-2022) وهو لمن لا يعرف: روائي بارز ومترجم وكاتب مقالات، حصل على الجائزة الوطنية للرواية سنة 2012 في إسبانيا، غير أنه رفضها؛ لأن الحكومة المحافظة منحته إيّاها، ما أثار بلبلة واسعة وإشكالية عريضة! كما رُشِّح عدّة مرّات لنيل جائزة "نوبل".

امتازت روايته بغياب انتمائها الضيق إلى بلده، بل كانت تجنح نحو صيغة مكتملة تهم جميع القرّاء في كلّ العالم، لذا ترجمت مؤلفات خافيير مارياس إلى أكثر من 40 لغة في نحو 60 دولة، وقلّدته فرنسا وسام الفنون والآداب، وترجم من الإنجليزية العديد من الكلاسيكيات.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

ونعته إسبانيا على لسان رئيس حكومتها ووزير ثقافتها مثل الأبطال، واعتُبِر يوم وفاته يومًا حزينًا للأدب الإسباني! لأنه يُعَدّ واحدًا من ألمع وجوه الأدب المعاصر باللغة الإسبانية.

كتب عن عبثية الحياة اليومية وخدع التاريخ والحب وعوالم الجواسيس المثيرة، كما ناقش خبايا الأوساط الأكاديمية في أعمالٍ لم تخلُ من أجواء فلسفية وسرد قصص تشبه الحياة الإنسانية المعاصرة.. جملته الشهيرة في عشق النادي الملكي، جعلته  بالنسبة لـ"الألتراس" المدريدي ضمن قائمة العظماء من مشجعي الريال، والتي تضم شخصيات سياسية بارزة كما تضم نجوم هوليوود مثل توم كروز وأنطونيو بانديراس وكاميرون دياز.

وعلى الرغم من عشقه للريال، إلا أن مارياس كان موضوعيًّا ويرفض التعصب الأعمى، ويعتقد بأن الولاء المطلق يجب أن يكون لمنتخب بلاه أولًا لدرجة أنه حكى عن هذا الموضوع بشكل جوهري وعلني عندما قال : "في بلد يزدحم بالمتعصبين لأنديتهم أكثر من المنتخب؛ من الطبيعي ألّا يمثل المنتخب كل الإسبان".

مارياس عاش في ألمانيا أبهى أيّامه وأنصعها. فهناك نَسَج خيوط قصّة طويلة مع حبّ كرة القدم، لدرجة صنعت منه نجمًا في الملاعب؛ ربما لأنه واحد من  أفضل مَن كتبوا عن عالمها الحقيقي، وخاصة في روايته "أشرار طيبون" إذ وصف أجمل رياضة في العالم والتي تسمح لنا بامتلاك آلة الزمن، والتلاعب بعقاربها، لنطأ بأقدامنا العتبة الأكثر براءة ووهجًا في حياتنا وهي مرحلة الطفولة النقيّة!

في نهائيات كأس العالم 2006 التي احتضنتها ألمانيا كان مارياس نجمًا في كل الملاعب تقريبًا، فهو الكاتب الأشهر والذي وُزّعت روايته "قلب أبيض للغاية" أكثر من مليون نسخة.

فيما شغلته عن كثب فكرة الشهرة التي يعيش أجواءها لاعب كرة القدم، وشكّلت له أرقًا حقيقيًّا ومعضلة مصير هؤلاء بعد الاعتزال، وكتب العديد من المقالات التي عبّر خلالها عن الأسى والحزن الذى ربما يعيشه اللاعب؛ إذا اعتزل ولم يجد عملًا يتربّح منه ويسبك له شهرةً تُعادِل شهرة الملاعب!

وقال إن قلبه اطمأن عندما وجد القيصر بيكنباور فرصة كبيرة بعد الاعتزال ونال شهرة أوسع، حيث يعتقد مارياس أن لاعبي كرة القدم يستحقون التعاطف: "في بعض الأحيان يكون الوضع مأساويًّا. لكن بوجه عام لا نعرف ماذا يحدث عندما يعتزلون، نعلم ما يحدث لبعضهم فقط، وهم الذين صاروا مدربين أو رؤساء أندية مثل فرانز بيكنباور؛ لكن هؤلاء يمثلون أقلية".

Image
تشكيلة ريال مدريد التي خاضت مواجهة سيلتا فيغو ضمن الجولة 30 من الدوري الإسباني (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off
Caption
صورة جماعية للاعبي ريال مدريد 2022-23 (Getty)
Show Video
Off