الدوري المصري: حرب التصريحات "تستولي" على متعة كرة القدم

بواسطة messaoud.allel , 29 مارس 2020

الكاتب: مسعود علّال

تشهد مسابقة الدوري المصري لكرة القدم تراجعاً فنياً ملحوظاً خلال المواسم الكروية الأخيرة، بسبب بروز ظاهرة جديدة أشعلت المنظومة الكروية، وتسببت في تحييد المعاني السامية للعبة الأكثر شعبية وفقدانها بريقها ولمعانها لمصلحة "حرب التصريحات والبيانات" بين أندية الدوري ومسؤوليها ولاعبيها وحتى الجماهير، لتجد كرة القدم نفسها رهينة هذه الظاهرة بدلاً من التركيز على رفع المستوى الفني والجماهيري لمسابقة الدوري التي تأثرت كثيراً من كل النواحي، وامتدت هذه الآثار السلبية إلى المنتخب الأول.

بالتزامن مع الوضع الحساس الذي تعيشه البلاد منذ ثورة يناير 2011، أصبحت "حرب التصريحات" بين مديري الكرة بالأندية وخاصة الكبار: الأهلي والزمالك وبيراميدز وغيرها من الأندية، السمة الغالبة وواقعاً مفروضاً على مسابقة الدوري المصري الممتاز؛ إذ برع مسؤولو الأندية في تبادل الانتقادات والتراشق عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، ما تسبب في تغير موقع كرة القدم من الملاعب إلى الصحف وشاشات التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت تجذب الجماهير أكثر من المباريات نفسها، حتى ولو تعلق الأمر بمباريات القمة على غرار مواجهات الغريمين الأهلي والزمالك.

ولم يقتصر التراشق الإعلامي على أندية الدوري فحسب، بل كان من المنطقي أن يمتد إلى المنتخب الوطني المصري الأول الذي عاش حالة من الاحتقان منذ خروجه من الدور الثاني لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي جرت على أرض مصر صيف العام الماضي، وما تبع ذلك من إقالات في الجهاز الفني للمنتخب وكذلك التغييرات التي طرأت على هرم اتحاد الكرة، واشتعلت الحرب الكلامية بين أفراد المنتخب سواء من أعضاء الجهاز الفني واللاعبين والإداريين، وامتدت إلى المشجعين.

ويعد رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور الشخصية الأولى الأكثر إثارة للجدل والأزمات بالدوري المصري؛ إذ يتصدر المشهد دائماً من خلال وجوده في قلب كل الأزمات تقريباً، خاصة عبر تراشقه مع مسؤولي الأندية الأخرى وفي مقدمتها الأهلي وبيراميدز، وكذلك مسؤولي اتحاد الكرة ورابطة الدوري، وحتى الجماهير ووسائل الإعلام، وبلغت "الحروب" التي يخوضها مرتضى إلى حد التلويح بالانسحاب من مسابقة الدوري، وآخرها في الموسم الكروي 2019/2020 عقب أزمة رفض النادي خوض لقاء القمة أمام الأهلي.

ومن بين الشخصيات الأخرى التي تورطت في حرب التصريحات أيضاً، التوأم إبراهيم وحسام حسن وسيد عبد الحفيظ وأمير مرتضى وكذلك السعودي المثير للجدل تركي آل الشيخ مالك نادي بيراميدز (نادي الأسيوطي سابقًا)؛ إذ كثيراً ما اشتعلت الأمور بينهم بسبب الصراع الشديد حول تحقيق الألقاب أو تصدر جدول الدوري، من خلال تبادل التصريحات النارية المستفزة والانتقادات، أو الهجوم على الهيئات الكروية وحكام المباريات.

ولعل أبرز أسباب اندلاع أزمات التصريحات النارية التي يعيشها الدوري المصري لكرة القدم، هي جدول المباريات الذي يخضع للتغيير مراراً بسبب تأجيل الكثير من اللقاءات على خلفية رفض أقطاب الكرة المصرية اللّعب لأسباب مختلفة؛ إذ كثيراً ما يؤثر ذلك في سير المسابقة وعدم انتظامها وكذلك احترام أخلاقيات اللعبة فضلاً عن تكدس المباريات المؤجلة، وما ينتج عن ذلك من فوضى في البرمجة والتأثير في نتائج المباريات والتهديد المتبادل بين الأندية بالانسحاب من المنافسة، ما يجعل المسابقة تواجه في كل مرة خطر عدم الاستمرار أو ربما الإلغاء، على غرار ما حدث في المواسم الأخيرة.

 

 

Image
mortada mansour.jpg
Caption
مرتضى منصور الشخصية الأكثر إثارة للجدل والأزمات بالدوري المصري(Getty)