تواجه كرة القدم النسائية المغربية من هجرة جماعية للاعبات ومدربي الدوري المغربي المحترف للسيدات إلى الدوري السعودي، الأمر الذي دفع مسؤولي الأندية إلى دقّ ناقوس الخطر، ومطالبة الاتحاد المغربي بالتدخل قبل فوات الأوان.
وتناولت مصادر خاصة لموقع "winwin" استنزاف الطاقات البشرية، بسبب السياسة الرياضية التي تعتمدها كرة القدم السعودية، بعد تلقّي العديد من اللاعبات والمديرين الفنيين عروضًا "مغرية" للالتحاق بالدوري النسائي السعودي، في الآونة الأخيرة.
وجاء هذا بتوصية من المغربي ناصر لارغيت، المدير الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي وجّه بوصلة مسؤولي الأندية السعودية، نحو الدوري المغربي للسيدات، ما نتج عنه سيل من العروض المقدمة لأبرز اللاعبات على الصعيد المغربي، للالتحاق بمسابقة الدوري السعودي النسائي الممتاز.
وكما أن العديد من الأندية المغربية قد تلقت عروضًا من السعودية، الراغبة في تطوير الكرة النسوية، من خلال استقطاب العديد من اللاعبات المغربيات، المنتميات للأندية المحلية، وفي مقدمتها نادي الجيش الملكي، اتحاد الفتح الرياضي، بلدية العيون وشباب أطلس خنيفرة وسبورتيغ البيضاوي والوداد والرجاء الرياضيين.
ويبقى الجيش الملكي والفتح الرياضي من أبرز الأندية التي تلقت عروضًا من أندية سعودية، لا سيما أن عقود العديد من اللاعبات تنتهي في هذا الموسم الرياضي الجاري، في الوقت الذي قدّمت فيه الأندية السعودية عروضًا سخية إليهن، ما يجعل رغبتهن في الرحيل كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى ابتسام جرايدي هدافة الجيش وبطولة دوري أبطال أفريقيا الأخيرة، والتي التحقت منذ ثلاثة أسابيع بالأهلي السعودي.
ومن اللاعبات اللواتي تلقين عروضًا من الأندية السعودية، فاطمة الزهراء تكناوت، نجمة المنتخب المغربي والجيش الملكي، إذ بات رحيلها إلى الدوري السعودي نهاية الموسم الجاري وشيكًا، إضافة إلى لاعبتين من الفتح الرياضي.
كما تلقى العديد من المدربين والمدربات عروضًا مغرية للالتحاق بالدوري السعودي النسائي الممتاز، بعد أن تمكن لارغيت من إقناع الاتحاد السعودي بالتعاقد معهن، لا سيما أن جميعهم تتوفر لديهم شهادات تدريب من الكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، وأشرف لارغيت على تكوينهن في الفترة التي كان فيها مديرًا فنيًّا للاتحاد المغربي.
ووجه مهتمون في كرة القدم النسائي دعوات إلى الاتحاد المغربي، من أجل التحرك سريعًا، وحل هذا المشكل، للحفاظ على تنافسية الأندية المغربية، وعلى قوتها، بعدما أثبتت مكانتها على الصعيد القاري، وبلغ المنتخب المغربي المباراة النهائية لكأس أفريقيا للأمم للسيدات التي جرت بالمغرب يوليو الماضي، في حين تُوِّج الجيش الملكي بثاني نسخة من دوري أبطال أفريقيا النسائي الشهر الماضي.