الحجر الصحي يصيب اللاعبين بالإكتئاب وبمشاكل نفسية

سوزان الداعوق

يشكل فيروس كورونا خطراً على الصحة الجسدية والنفسية في آن معاً، والأمر ينطبق على المصابين وغير المصابين به، لا سيما الرياضيين الذين اعتادوا على نمط حياة روتيني ومنظم، يتخلله التدريب والركض لمسافات طويلة أسبوعياً إضافة إلى التغذية الصحية السلمية. وهذا ما لم يعد متوفراً خلال العزل والتعليمات المفروضة من قبل الحكومات والأندية.

لاعبو آرسنال يتلقون المساعدة النفسية

انقلاب الموازين خلال هذه الفترة يؤدي عند بعض اللاعبين إلى مشاكل نفسية واكتئاب تحتاج إلى رعاية طبية. وهذا ما أكده مدرب فريق آرسنال ميكيل أرتيتا الذي كان قد أصيب بفيروس كوفيد 19 حيث قال إن لاعبيه يتلقون المساعدة النفسية بسبب الوباء، وإن طبيب الفريق النفسي يتواصل مع اللاعبين بشكل دائم لتقديم النصائح الضرورية ورفع الروح الإيجابية لديهم أثناء توقف النشاط الرياضي.

وقال أرتيتا: "نحن نحصل على آراء من أشخاص مختلفين ونرسل تسجيلات ومعلومات إلى اللاعبين بشكل منتظم لملء الفراغ، وكذلك لإبقائهم على اتصال وثيق بعملهم وبالطاقم الفني. كما أننا نجري بعض المحادثات التي هي جيدة ومفيدة، أنا أتعرف على اللاعبين بشكل أفضل، ونحن نحاول تحسين علاقتنا واتصالاتنا والتفاهم بيننا." وقال إنه لديه مجموعة كتب في علم النفس بمنزله، لأن المدرب يتعامل مع شخصيات عدة وذوي ثقافات مختلفة. 

لاعب في برايتون يعاني نفسياً

في حين قال مدرب فريق برايتون الإنجليزي، غراهام بوتر لموقع "سي إن إن" إن لاعباً أو لاعبين في فريقه يعاني من قلة النوم بسبب القلق الكبير من الأحداث الجارية في العالم. فيما شخص النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الوضع في ظل توقف منافسات كرة القدم مشيراً في تصريح لوكالة لوسا للأنباء إلى أن من دون الشغف الذي تولده المباريات، لا يتطور الرياضي كثيراً.

فيفبرو: أعراض القلق لدى اللاعبين ارتفعت

هذا وأكد استطلاع أجراه الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو" أن عدد اللاعبين الذين أبلغوا عن أعراض الاكتئاب لديهم تضاعف منذ توقف المسابقات المحلية والقارية. وأشار الاتحاد إلى أن أعراض القلق ارتفعت لدى اللاعبين بسبب المخاوف الكبيرة من التأثير السلبي الطويل الأمد الذي قد يسببه فيروس كورونا على مجتمع كرة القدم.

وأن اللاعبين الذين يشعرون بالقلق بشأن مستقبلهم الكروي هم أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب أو القلق، وذلك على الرغم من أن اللاعبين في الدرجة الأولى هم بحالة جيدة ماليًا، إلا أن متوسط مدة العقد على مستوى العالم هو أقل من عامين ويختبر معظمهم نفس الاعتبارات المالية. كما أن أكثرية اللاعبين هم شباب يعيشون وحدهم في دول أجنبية بدون عائلاتهم، ويؤثر الإغلاق والعزل سلبًا على صحتهم العقلية، خاصة وأن البعض ليس مجهزاً بشكل جيد لمواجهة هذه التغييرات المفاجئة.

وليام روز: نحفز اللاعبين ذهنياً كي لا يصابوا بالجنون

يقول مدرب اللياقة بنادي ويمبلدون الإنجليزي بالدرجة الثالثة "ويليام روز" إن بعض اللاعبين يعيشون في منازل خارج المدينة، كما يعيش عدد آخر في مجمعات سكنية وسط لندن. المساحة الضيقة تمثل مشكلة للاعبين الشباب الذين يحاولون التطور جسدياً وفنيا. الرياضي معتاد على الجري لمسافة 30 كم أسبوعيا، والأمر يصبح مخيفا جداً عندما يقولون إن على الجميع البقاء في المنزل. المدرب يساعد اللاعبين بدنياً ويحفزهم ذهنيا للتأكد من أنهم لن يصابوا بالجنون.".