يترقب العشاق كأس العالم.. ويوم 27 سبتمبر/ أيلول، الذي سيفتح فيه آخر باب لشراء تذاكر مونديال قطر 2022، في آخر دفعة متبقية من التذاكر (400 ألف تذكرة)، حسب المعلومات الواردة من اللجنة العليا للمشاريع والإرث في مؤتمرها الأخير الذي عقدته باستاد لوسيل.
أجزم أن جماهير العالم ستكون متربصة على المنصة الإلكترونية للفيفا في محاولة لاقتناص آخر فرصة لشراء تذاكر المونديال.. في الوقت الذي تسير فيه عقارب الساعة نحو ساعة الصفر لانطلاق أكثر المونديالات تحضيراً وأحداثاً وجاهزيةً وترويجاً.
ربما يكون مونديال قطر 2022، أطول مونديال في العالم دخل سباقاً ماراثوني في (12 عاماً) وهو الماراثون الذي كان يحتاج إلى نفس طويل واتضح بأن القطريين يملكون "رئة كبيرة"، وكان يحتاج الى صبر طويل مثل"صبر أيوب"، وكان يحتاج إلى إمكانيات مالية وبشرية، وأن القطريين يملكون "خزائن سليمان".
لم تمنع الظروف القطريين.. إذ سافروا براً وبحراً وخاضوا كل التجارب واتفقوا على "ابن بطوطة" في رحلاتهم حول العالم.. فلم يتركوا بلادًا إلا دخلوها.. ولم يتركوا مدينة إلا وصلوها ليقولوا للعالم: "إننا جاهزون لمونديال استثنائي".
لذلك يتنافس العالم اليوم لدخول قطر خلال المونديال ليشاهدوا بأمِّ أعينهم ماذا ستقدم قطر للعالم.. بعد أن كشفت النقاب عن كل الملاعب المونديالية الثمانية.. كل ملعب عبارة عن "علم في رأسه نار".. وهي الملاعب التي خضعت لتجارب حقيقية تحت إشراف الفيفا.
من يشكك اليوم بمقدرة قطر في تنظيم مونديال يسحر الألباب، فهو لم يعش تفاصيل الحكاية، التي كتبت بعناية فائقة.. وما زالت خلية المونديال تعمل ليلاً نهاراً من برج البدع الذي يطل على كل طرقات وملاعب الدوحة.. ويراقب من الداخل كل الحركات والسكنات والتجهيزات في كل موقع من مواقع المونديال العجيب.
مَن سيحصل على بطاقة هيّا وتذكرة دخول مباريات مونديال قطر سيكون محظوظاً؛ لأنه سيشاهد نسخةً تاريخيةً من المونديال ليس لها مثيل.. وأقول هذا لأنني خلال (12 عاماً) حضرت أكثر من (500 فعالية وحدث)، وزرت الدوحة وعرفت كيف تغيرت خارطة هذا البلد الذي تحدى كل الظروف وهيأ كل الإمكانيات واشتغل بطاقته الكاملة ليقدم المونديال بنسخة ليست في الأحلام.