لن تنطفئ سمعة الكرة العربية في مونديال قطر 2022؛ لأنها بكل بساطة مونديال كل العرب، لذلك تسجل المنتخبات العربية حضورا كرويا لافتا في هذا المونديال الذي يقام في أرض عربية خليجية خالصة.
منتخب المغرب ضرب بلجيكا بقوة في الجولة الثانية بهدفين، بقرار "سيدي الحكم" حسب عبارة رؤوف خليف، ولكن في الحقيقة أسود الأطلس "أكلوا الأخضر واليابس" في مباراتهم أمام بلجيكا المصنف رقم (2) على مستوى العالم، والذي تربع لفترات طويلة على عرش الصدارة في التصنيف العالمي.
لم تعد المنتخبات العربية تهاب المواجهات الكبيرة، بل أصبحت تضرب موعداً مع الانتصارات والإنجازات في هذا المونديال القطري الذي تلعب فيه الأرض والجمهور لصالح منتخباتنا.. ففي قطر كل شي يتكلم عربي.
المغرب جمع (4 نقاط) من فوز مهم جداً، خطفه بكل جدارة واستحقاق، بعد أداء رجولي رفيع المستوى في لقاء للتاريخ وتعادل ثمين مع وصيف مونديال روسيا 2018. وأصبح يضع قدما في الدور الثاني قبل الجولة الثالثة الحاسمة.
حرفيا المنتخب المغربي يكتب التاريخ بحروف من ذهب، ليكون أول منتخب عربي وأفريقي يتصدّر جدول ترتيب مجموعته بدون هزيمه؛ إذ لم يتلق أي هدف في المونديال وسجل هدفين حتى الآن، كما بات أول منتخب أفريقي وعربي يحقق الفوز على بلجيكا في مباراة رسمية.
وهكذا أصبحت المنتخبات العربية في مونديال قطر لها كلمة مسموعة، لتعيد صياغة التاريخ الكروي بعد العروض الفنية الجميلة للمنتخب السعودي الذي أسقط منتخب الأرجنتين المرشح الأبرز للفوز باللقب.. ولم يكن منتخب تونس بعيداً في المباراة الأولى أمام الدنمارك لتحقيق الفوز، فاكتفى بالتعادل قبل أن يسقط في فخ أستراليا.. ومع ذلك يبقى الأمل كبيرًا لتحقيق الحلم العربي في مونديال الأحلام القطري.
وتبقى الجولة الأخيرة هي الحاسمة، فالمنتخبات العربية تملك حظوظًا كبيرة، ومصائرها في يدها، وليست في يد الآخرين، وهو الأمر الذي يعطي ميزة إضافية لمنتخباتنا العربية. فمنتخب السعودية يحتاج أن يكون حاضرا أمام المكسيك في المواجهة الحاسمة، وكما فعلها أمام ميسي ورفاقه.. يستطيعون بمستواهم المبهر وإصرارهم الكبير أن يكتبوا تاريخا جديدا بعد الظهور الجميل للكرة السعودية في مونديال العم سام عام 1994.
ورغم أن منتخب قطر خرج رسمياً من المونديال، فإنه مطالب في مباراته الثالثة أن يقدم مستواه الفني الراقي الذي عُرِف به في السنوات الأخيرة.. خرج منتخب قطر من المونديال، ولكن لن يخرج المونديال من قطر.