ما يميز المهاجم الدولي السابق رياض الجلاصي أنه انتقل من فريق مغمور يلعب في الأقسام السفلى إلى أحد أكبر الأندية في تونس وهو النجم الساحلي الذي ذاع معه صيته.
رياض الجلاصي أصبح جلادا للحراس، وأصبح مشهورا وبات من الركائر في المنتخب خلال التسعينيات، ثم تحول إلى الترجي ثم إلى النادي الإفريقي، وهي محطات أسهمت في صنع مجد هذا اللاعب الذي تمكن من نحت مسيرة وردية.
وحاور موقع WinWin اللاعب لمعرفة رأيه حول الديربي المرتقب بين الترجي والإفريقي في الثلاثين من الشهر الجاري.
ألا ترى أن الديربي سيكون غير متكافئ خاصة وأن الترجي فريق جاهز كالعادة بينما يعاني الإفريقي من الصعوبات؟
خارطة كرة القدم في تونس تغيرت منذ سنوات وأصبح المستوى العام متقاربا بين مختلف أندية الدوري، إضافة إلى ذلك فالترجي بدوره ليس في أحسن حالاته رغم تصدره للدوري، على اعتبار أن المستوى العام للدوري ضعيف، ويبقى الترجي الأفضل حاليا.
والديربي لا يخضع لتكهنات مسبقة، بل تحكمه جزئيات معينة، لكننا لن نذيع سرا إذا قلنا إن الإفريقي ليس في أفضل حالاته، وما يمر به من مشاكل يؤثر سلبا عليه من الناحية الفنية، أي على مستوى النتائج، ومثل هذه الوضعية ترجح، على الأقل على الورق، كفة الترجي لكن للميدان دوما حقيقته.
لعبت في الإفريقي وتعرف أجواءه.. لماذا انقاد إلى هذا الوضع؟
نبهنا منذ خمس سنوات إلى أن الوضع سيكون كارثيا في الإفريقي بسبب العشوائية في التسيير وتراجع المداخيل وسوء إدارة الأزمة حتى أصبح النادي ممنوعا من الانتدابات، والجمهور يسهم بالتبرعات لتسوية جزء من الديون لإنقاذ بعض الانتدابات، لكن الأزمة اشتدت مع استمرار التخبط الإداري.
وماهي الأسباب الأخرى؟
الملاحظ أن العشوائية متواصلة، ففضلا عن أخطاء الإدارة يمر الإفريقي بأزمة أثرت على نتائجه، لكنه أدخل دماء جديدة في الفريق الأول بنسبة 98 في المائة بدل المزج بين الطموح والخبرة، فلا يمكن التجديد بمثل هذه النسبة في مثل هذه الظروف، وهذا ما يجعلني أتحدث عن إدارة معرفتها بعالم كرة القدم شبه منعدمة.
ماهو المطلوب حتى ينهض الإفريقي من جديد؟
المطلوب رئيس ناد قوي يمسك زمام الأمور بقبضة من حديد، ويجب توفير المال ولاعبين ممتازين.. في كلمة يحتاج الإفريقي إلى تغيير شامل.
هل أخطأ النجم، أول فريق احترفت فيه، عندما اعتمد المدرب فييرا ثم سرعان ما فسخ عقده؟
النجم الساحلي يمر بدوره بعدة صعوبات تسييرية ومالية وحتى فنية، لكن التخلي عن المدرب فييرا كان صائبا، فالمدرب زاد الأجواء توترا، ففي ظل التجاذبات والمشاكل المالية التي أثرت فنيا وعلى مستوى الانضباط، كان المدرب بمثابة العائق أمام إيجاد حلول للمشاكل لأن الوضع انقلب رأسا على عقب في المجموعة.
الترجي أيضا يعيش بعض المشاكل خاصة في المواسم الأخيرة؟
يجب ألا ننسى أنه بعد إحراز الترجي للقب رابطة الأبطال لموسمين متتاليين، غادر 7 لاعبين من الركائز بصفة مفاجئة، مما أثر على مردود الفريق ككل، وهو ما يجعل المدرب في حيرة لأن المعوضين تنقصهم الخبرة اللازمة.
إلى ماذا يعود تراجع ترتيب الدوري التونسي الذي أصبح الرابع عربيا بعد السعودية ومصر والمغرب؟
بات جليا أن عدة دوريات عربية تجاوزتنا بأشواط عديدة، فالدوري السعودي بلغ مستوى جيدا وأصبح المستوى متقاربا بين جل الأندية على غرار الأهلي والهلال والفيصلي والضمك والتعاون.. فهناك انتدابات من أعلى طراز وهو ما يرفع من مستوى الدوري.
وكيف تقيم انتدابات الأندية التونسية وخاصة الأجنبية منها؟
هي انتدابات عشوائية، هناك انتدابات لا تقيم بالمستوى الفني بل بالعلاقات والمصالح الخاصة في بعض الأندية، فكم من انتداب كان مستواه ضعيفا، وهنا أسأل: هاتوا انتدابا جيدا واحدا في النادي الإفريقي خلال المواسم الأربعة الأخيرة، بالطبع كما أن المنتدب يجب أن يكون أفضل مما هو موجود
إذن كيف تقيم الدوري ومن تراه الأقرب إلى التتويج من خلال الجولات الأخيرة؟
مثلما قلنا. المستوى متقارب بين جل الأندية، لكن الترجي في طريق مفتوح نحو التتويج مثل بقية الأعوام، فرغم التقارب فنيا بين الأندية فإن الترجي يصنع الفارق بتنظيمه الإداري المحكم.
هل يمكن إذن أن ينتج هذا الدوري لاعبين قادرين على مساعدة المنتخب؟
كلما تراجع مستوى الدوري كان الانعكاس سلبيا على المنتخب، ففي السابق كان قويا لأن الدوري يعرف منافسة كبيرة ومفتوحة وجل الفرق متوجة، مما مكن من تمويل المنتخب بلاعبين جاهزين.
يوسف المساكني غادر الدحيل باتجاه العربي القطري، فهل سنراه مستقبلا في المنتخب؟
علينا الاعتراف بأن الدوري القطري أصبح أقوى بكثير من الدوري التونسي، وبالتالي يمكن دعوته إذا رأى الإطار الفني أنه مفيد وباستطاعته تقديم الإضافة.
لماذا برأيك لم يحترف المساكني في الدوري الأوروبي؟
بالنسبة إلى المساكني كنا ننتظر رؤيته في الكالشيو أو الليغا أو البوندسليغا لأنه موهبة، لكنه اختار الدوري القطري منذ البداية، ولم تكن تجربته مكتملة في الدحيل بسبب كثرة الإصابات، وفي اعتقادي سبب ذلك قلة الانضباط خارج الملعب خاصة، وهذا الانقطاع في اللعب بسبب الإصابات أثر على مسيرة اللاعب.
هل هناك لاعبون متميزون حاليا في تونس؟
لا يمكن أن ننكر أن لدينا لاعبين ممتازين في المنتخب، وخاصة إلياس السخيري الناشط بألمانيا، وجب ألا ننسى المساكني والخزري، إلا أنه مطلوب منا البحث عن لاعبين آخرين بما يمكّن المدرب من تغيير التكتيك والخطط التي باتت مألوفة، لأن نوعية اللاعبين الموجودين متشابهة.
كانت لك تجربة احتراف في الخليج فكيف تقيمها؟
التحقت في 1999 بالريان القطري خلال الميركاتو الشتوي وكان الريان آنذاك في رصيده 5 نقاط خلال مرحلة الذهاب من الدوري، وقد تمكنا من جمع 18 نقطة في الإياب وسجلت في الدوري 9 أهداف.
كما سجلت هدفين في مباريات الكأس. وللإشارة أنا صاحب أسرع هدف في تاريخ الكأس بقطر وكان ذلك خلال نصف النهائي ضد السد ففي 40 ثانية بعد ضربة البداية وضعت الكرة في الشباك، وحصلت مع الريان على أول كأس في تاريخه، فبعد سبع نهائيات كان خسرها لعبت معه النهائي الثامن الذي فاز به.
وماذا عن تجربتك في السعودية؟
شرفت الكرة التونسية، حيث مررت، فبعد تجارب ناجحة مع النجم الساحلي والترجي الرياضي والريان القطري ثم النادي الإفريقي، التحقت بالشباب السعودي الذي توجت معه في موسم 2000/2001 بالبطولة العربية
السعودية. وكذلك بكأس آسيا لأول مرة في تاريخ نادي الشباب.
هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في قناتنا https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.