الترابط ووحدة المجموعة.. وصفة المغرب السحرية للتأهل

بواسطة yacoob.alhousani , 2 ديسمبر 2022

مثّل الترابط ووحدة المجموعة "الوصفة السحرية" لعودة المغرب إلى ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022 بعد انتظار طويل دام 36 عاماً، رافقتها "روح معنوية قويّة" في مجموعة "الموت".

ظل إنجاز الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية في الثمانينيات عندما بات "أسود الأطلس" أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ الدور الثاني في مونديال المكسيك 1986، خالداً في الأذهان وكان ملهماً لجميع الأجيال التي تلته حتى نجح رفاق "العائد" إلى عرين الأسود حكيم زياش في تكراره الخميس.

يد واحدة وقلب واحد

ويؤكد ذلك أشرف حكيمي، أفضل لاعب في المباراة ضد كندا (2-1)، بقوله عقب المباراة: "حلمت بتحقيق ما فعله الجيل الذهبي للمنتخب المغربي ولذلك بكيت حين تذكرت عائلتي والجماهير وكل ما فعلناه من أجل هذه اللحظة، نحن لسنا فريقاً فقط، نحن عائلة ولدينا مجموعة جيدة سواء من يلعب أو من لا يلعب لدينا عقلية جيدة".

بدوره قال المدرب وليد الركراكي: "أنا عشت تلك الفترة وذلك الجيل، وتمنحني الإلهام للعب كرة القدم والدفاع عن ألوان المنتخب. واليوم نجحنا في جعل بعض الأطفال يحلمون في المستقبل بتحقيق الأفضل، ولهذا السبب كرة القدم جميلة".

وأضاف: "عدت إلى الطفولة لأقول إنني عشت ملحمتي 1986 و1998 وتذكرت أيضاً أننا أصبنا بخيبات أمل وفي كل مرة لا يكون مصيرنا بأيدينا في المباراة الأخيرة وندخل في حسابات معقدة تتوقف على نتائج منتخبات أخرى. كان هدفنا هو تفادي هذه الحسابات وجعل الأمور بين أيدينا".

خالف أسود الأطلس التوقعات في مجموعة رشح فيها الجميع كرواتيا، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، وبلجيكا الثالثة، لحسم البطاقتين المؤهلتين إلى الدور الثاني.

كرّر الجيل الحالي ما فعله سلفه بقيادة عزيز بودربالة ومحمد التيمومي وعبد المجيد الظلمي وبادو الزاكي عندما تصدّر المجموعة السادسة بالذات أمام العمالقة إنجلترا وبولندا والبرتغال، ولكن برصيد خمس نقاط، قبل أن يخرج بخسارة قاسية أمام ألمانيا الغربية 0-1 في الدقيقة 89 من ركلة حرة مباشرة.

وقال زياش: "كنا نعلم منذ البداية أن طريقنا سيكون صعباً، ولكن لعبنا بتكتيك واضح، وبذلنا جهداً كبيراً، وكنا على قلب رجل واحد ويد واحدة من أجل التأهل لثمن النهائي".

البدء من الصفر

تركيز الركراكي على "وحدة المجموعة" لم يأتِ من فراغ، إذ كان ذلك تميمة نجاحه مع فريق الوداد البيضاوي وتتويجه معه بالثنائية الموسم الماضي في "الدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا"، إنجاز رفع أسهمه لاستلام منصب مدرب المنتخب قبل أشهر قليلة على انطلاق العرس العالمي، وحرص على حضور أولياء أمور اللاعبين حتى تسود "روح العائلة في المنتخب داخل الملعب وخارجه".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

وأوضح: "عندما تخوض مسابقة عالمية هناك بعضهم لديه أولاد والآخر يرغب في الشعور بأن عائلاتهم بجوارهم وحتى الآن نحن صائبون في قرارنا. في هذه المسألة، عندما تفوز تكون الأمور على الطريق الصحيح، ولكن عند الخسارة تكون الانتقادات".

وتابع: "هذه مسؤوليتي في هذا القرار، ونحن رأينا أنهم سعداء عقب الفوز على بلجيكا. ونركز على عملنا والعائلات لا تزعجنا ما دام أننا نراهم بعد المباريات فقط".

تكسير الحواجز

وأكّد الركراكي أن التواصل بينه وبين اللاعبين رائع جداً واستشهد بلقطة نهاية المباراة عندما جمع اللاعبين للحديث إليهم وفي نهايتها انهالوا بالضرب على صلعته، وذلك بقوله: "اللاعبون يتفاءلون خيراً بلمس صلعتي وربما تجلب لهم الحظ. قلت لهم أن يستمتعوا بالتأهل وسألتهم هل ما زالوا متعطشين إلى الانتصارات".

وتابع: "يجب أن نبدأ من الصفر اعتباراً من الغد ونمضي قدماً وبعد ذلك سنرى ما سيحدث. ستكون الأمور معقدة في الأدوار التالية فاللعب في كأس العالم أمر رائع بالنسبة للاعبين".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

وأضاف: "كنت لاعباً في صفوف المنتخب ولم ألعب قط في كأس العالم، فقد فشلنا مرتين في الجولة الأخيرة من التصفيات، وبما أننا نؤمن بقضاء الله وقدره، قلت ربما سأحظى به كمدرب وأدخل التاريخ مع هذا الفريق، هذا رائع وأنا اليوم أسعد من في الكرة الأرضية".

وختم الركراكي حديثه بالتأكيد على أنه مدين لرئيس الاتحاد المغربي على الثقة التي وضعها فيه قبل شهرين من انطلاق المونديال ومجازفته بتعيين مدرب محلي؛ إذ لم يكن العديد من الأشخاص، والرأي العام وبعض الصحفيين، يؤمنون بقدرته على تحقيق أفضل النتائج بالنظر إلى قلة خبرته.

وأضاف: "الحمد لله أثبتنا اليوم أن الخبرة لا تعني شيئاً في كرة القدم والأمر يتعلق بحواجز يتم وضعها حتى نحرم العديد من المواهب من إثبات كفاءتها. أنا بطبعي مقاتل وهدفي تكسير هذه الحواجز ليس من أجلي ولكن من أجل الشباب الموهوبين القادمين. ولدينا أطباء جيدون ومهندسون ورياضيون وصحفيون جيدون. يجب أن نبدأ في منح الثقة للنخبة القادمة لبناء بلادنا".

Image
المغرب جاهز لكتابة التاريخ في مونديال قطر وتكرار انجاز 1986 (Getty)
Opinion article
Off
Source
Show in tags
Off
Caption
المنتخب المغربي يتأهل إلى ثمن نهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه (Getty)
Show Video
Off