يحتل المنتخب البرازيلي مكانة خاصة داخل قلوب أجيال من عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء العالم، بالنظر إلى ما حققه منتخب "السامبا" من متعة كروية بالنسبة لمعظم المشجعين، الذين يعتبرون كأس العالم هي قمة كرة القدم بلا منازع.
ومع اقتراب انطلاق كأس العالم قطر 2022، تُعد البرازيل، حسب محللين، من أبرز المنتخبات المُرشحة لتحقيق اللقب العالمي، ويتنافس "السيليساو" في المونديال القطري ضمن المجموعة السابعة، برفقة منتخبات سويسرا، صربيا، والكاميرون.
وفي السطور التالية، يستعرض لكم "winwin" أعظم 5 مباريات خاضها المنتخب البرازيلي خلال تاريخ مشاركاته في بطولات كأس العالم، وهي المواجهات التي قادت "السليساو" للتتويج باللقب المونديالي في 5 مناسبات.
كأس العالم 1958: البرازيل (5-2) السويد
شهدت كأس العالم 1958 فوز البرازيل بأول ألقابها المونديالية، حيث تفوقت في النهائي على الدولة المضيفة السويد بنتيجة 5-2، ذلك بعد مسيرة تخطت البرازيل فيها مرحلة المجموعات بنجاح وأطاحت بويلز في ربع النهائي 1-0 بهدف من الأسطورة بيليه.
في نصف النهائي عاد بيليه وسجّل "هاتريك" في الفوز 5-2 أمام فرنسا، وفي المباراة النهائية أمام السويد سجّل بيليه هدفًا تاريخيًا عندما رفع الكرة من فوق المدافع داخل منطقة الجزاء، قبل أن يسجل على الطائر، ليهدي البرازيل أول لقب مونديالي، في مباراة تفوق فيها "سيليساو" بشكل واضح وانهاها لصالحه 5-2.
كأس العالم 1962: البرازيل (3-1) تشيكوسلوفاكيا
جرت المباراة النهائية لكأس العالم 1962 في تشيلي على ملعب "استاديو ناسيونال" في العاصمة سانتياغو بين البرازيل وتشيكوسلوفاكيا، وكان المنتخبان التقيا في الدور الاول وأسفر لقاؤهما عن التعادل السلبي دون أهداف.
ولكن في مباراة النهائي، وبعد 16 دقيقة من الانطلاقة تقدّمت تشيكوسلوفاكيا بهدف أحرزه جوزيف مازوبوست، لكن البرازيل ردت بشكل صاعق، وبعد دقيقة ونصف أدركت التعادل عبر اماريلدو، وفي الشوط الثاني سجّل زيتو وفافا هدفين لتنتهي المباراة بفوز البرازيل 3-1.
احتفظت البرازيل بالكأس للمرة الثانية تواليًا على غرار ما فعلته إيطاليا عامي 1934 و1938، وأعلن الرئيس البرازيلي جواو غولارت أن اليوم التالي عيدًا وطنيًا، وكانت هذه آخر مرة يحتفظ فيها حامل لقب كأس العالم بلقبه لمرتين متتاليتين.
كأس العالم 1970: البرازيل (4-1) إيطاليا
أصبح البرازيلي ماريو زاجالو في كأس العالم 1970 بالمكسيك أول من يفوز باللقب كلاعب في (1958 و 1962) ثم كمدرب في 1970. في حين سجّل المهاجم جيرزينو في كل مباريات تلك النسخة (7 أهداف من 6 مباريات) ليكون الرقم القياسي الذي لم يتكرر أبداً.
تصدرت البرازيل المجموعة الثالثة بفوزها (4-1) على تشيكوسلوفاكيا، وتفوقها (1-0) أمام إنجلترا، ثم الانتصار (3-2) على رومانيا، وفي ربع النهائي اكتسح أبناء "السامبا" أبناء القارة تشيلي (4-2)، وبعدها عبروا عقبة منافس قاري آخر هو الأوروغواي (3-1)، ليصلوا إلى النهائي أمام إيطاليا.
في الوقت الذي نال فيه جيرزينيو الثناء على أهدافه، كان بيليه مرة أخرى فعالاً في نجاح البرازيل وقدم 6 تمريرات حاسمة خلال مونديال 1970، وجاءت تمريرته السادسة بهدف لا يُنسى سجله الظهير كارلوس ألبرتو في الفوز 4-1 بالنهائي أمام إيطاليا.
بدأت قصة الهدف بعد فاصل من المراوغات، قبل أن تصل الكرة إلى بيليه على حدود منطقة الجزاء، ليمرر بذكاء إلى القادم من الخلف كارلوس ألبرتو مطلقًا تصويبة مدوية هزت شباك الطليان.. هدف عبّر كثيرًا عن الصورة الرمزية لكرة القدم البرازيلية.
كأس العالم 1994: البرازيل (0-0، 3-2 بالترجيح) إيطاليا
أنهى فوز البرازيل بركلات الترجيح على إيطاليا في نهائي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة انتظارًا دام 24 عامًا لفوز آخر بكأس العالم. كان هذا هو النجاح الرابع للسليساو في كأس العالم بعد 5 بطولات لم يتخطوا فيها مرحلة نصف النهائي.
بدأ المنتخب البرازيلي مونديال 1994 بالفوز 2-0 على روسيا، ثم روض "الأسود" الكاميرونية بالانتصار 3-0، قبل التعادل 1-1 أمام السويد بعد ضمان التأهل، وفي ثمن النهائي حقق البرازيليون فوزًا صعبًا 1-0 على أمريكا مستضيف البطولة.
ومن ثم كانت الموقعة المشتعلة أمام الطواحين الهولندية في دور الثمانية، التي تم حسمها لصالح البرازيل 3-2، وبعدها قاد المهاجم "الماكر" روماريو منتخب بلاده للفوز 1-0 على السويد، لتضرب البرازيل موعدًا ناريًا في النهائي أمام "الأتزوري" الإيطالي.
اُعتبر التعادل 0-0 بين البرازيل وإيطاليا في نهائي كأس العالم 1994 أحد أسوأ نهائيات المونديال في ذاكرة المشجعين. فازت البرازيل بركلات الترجيح بنتيجة 3-2، وكانت هذه هي المباراة النهائية الأولى بالمونديال التي يتم تحديد البطل فيها بركلات الترجيح.
خلال ركلات الترجيح، كان الحارس كلاوديو تافاريل في الموعد، وتصدى لركلة نفذها دانييلي ماسارو، فيما أهدرت إيطاليا ركلتين أخريين بأقدام الأسطورتين روبرتو باجيو وفرانكو باريزي؛ ما ساعد على تحقيق لقب عالمي رابع لرفاق روماريو.
كأس العالم 2002: البرازيل (2-1) ألمانيا
بدأت البرازيل كأس العالم 2002 بالفوز على تركيا 1-0 في مرحلة المجموعات، ثم اكتساح "التنين" الصيني 4-0، قبل سحق المنتخب الكوستاريكي 5-2، ليتصدر المنتخب البرازيلي مجموعته الثالثة عن جدارة، وفي موقعة الدور الثاني، كان الفوز بثنائية نظيفة على بلجيكا.
وفي ربع النهائي وضع الشاب الماهر رونالدينيو بصمته بهدف ماكر من مسافة بعيدة ليقود البرازيل للفوز 2-1 على إنجلترا، وفي نصف النهائي تجدد اللقاء أمام الأتراك، وكان الفوز 1-0 حليف البرازيل من جديد بهدف حمل توقيع رونالدو.
وفي النهائي، تواجهت البرازيل مع ألمانيا على الملعب الوطني في يوكوهاما باليابان، وكانت هذه المباراة أول مواجهة بين المنتخبين في تاريخ بطولات كأس العالم، بدأت المباراة بالحذر ولم تستقبل الشباك أي هدف في الشوط الأول، وفي النصف الثاني من اللقاء كان رونالدو على موعد مع التألق، حيث أحرز هدفين في شباك الحارس أوليفر كان، ليقود البرازيل للقب العالمي الخامس في تاريخها، ويفوز بجائزة الحذاء الذهبي كهداف للبطولة برصيد 8 أهداف.