WinWin
تحظى مواجهة العملاقين برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني بكل الاهتمام من بين المواجهات الأربع في الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا 2020 الذي سيُقام للمرة الأولى في مرحلتيه الإقصائيتين (ربع ونصف النهائي) في بلد واحد (البرتغال) وبنظام الكؤوس من مباراة واحدة لا تعادل فيها، وذلك تماشيا مع جائحة كورونا.
وعلى الرغم من أن المباريات ستُجرى خلف أبواب موصدة أمام الجماهير التي كانت تنتظر هذه المباريات الكبيرة، فإن المتابعة العالمية لأقوى بطولات الأندية من شتى أقطار العالم لن تختلف عن كل السنوات الماضية. ويحمل الدور ربع النهائي طابعا خاصا قلّما يتكرر؛ إذ إن ستة من الأندية الثمانية لم يسبق لها أن تُوِّجت بالكأس الفضية ذات الأذنين، ولذلك فمن الطبيعي أن تتجه الأنظار نحو المواجهة التي ينتظرها الجميع، وتجمع بين الفريقين اللذين يحملان تسعة ألقاب فيما بينهما.
صحيح أن بايرن يعدُّ الأقوى على الورق بسبب ارتفاع النسق الهجومي له في الشهرين الأخيرين؛ أي منذ استئناف الموسم الكروي بعد التوقف الطويل إثر جائحة كورونا، على عكس منافسه الكتالوني الذي تراجع بشكل مخيف؛ ما أفقده لقب الدوري لمصلحة ريال مدريد. لكن المتتبعين وعشاق التاريخ من كلا الناديين ينظران بشكل مختلف لهذه المواجهة وما تحمله من "فال حسن" على الفريق الفائز منهما. ولكن ما سر التفاؤل الذي يعتري أنصار "الكتالوني والبافاري"؟
تذكر سجلات التاريخ أن العملاقين تقابلا في 10 مباريات بالعموم بدأت في الدور نصف النهائي من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، ثم تواصلت في أربع مواجهات ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا، صحيح أن الكفة الرقمية تميل بقوة نحو الفريق الألماني الذي حقق 6 انتصارات مقابل اثنين فقط لمصلحة البارسا، فيما تعادلا مرتين، وبعيداً عن أن "البافاري" يتفوق تهديفيا بـ18 هدفا مقابل 14 لمنافسه، إلا أن هناك أمراً آخر يفتح باب التفاؤل أمام الفريقين وأنصارهما.
📅 #في_مثل_هذا_اليوم (2009)
— نادي برشلونة (@fcbarcelona_ara) April 8, 2020
⚽ برشلونة 4-0 بايرن ميونيخ
🏆 ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال
🙌 خطوة أخرى في الطريق إلى السداسية pic.twitter.com/9tOccn5hm1
ومرّد التفاؤل أن الفريق المتفوق يحرز اللقب القاري، وحدث ذلك في 4 مرات تُوِّج بهما كلا الفريقين، 3 مرات في دوري الأبطال ومرة في كأس الاتحاد، إضافة لبلوغ الموقعة النهائية، وهنا نستعرض أبرز تلك المواجهات التاريخية بين العملاقين برشلونة وبايرن ميونيخ وما أسفرت عنه نتائجها. كان هذا هو الحال في الدوري الأوروبي حينما أُطلِق عليه في السابق كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم موسم (1995-96) وفي دوري أبطال أوروبا مواسم 2008-09 و2012-13 و2014-15.
تفوق في بداية عهد السيطرة
أولى المواجهات في بطولة دوري الأبطال في موسم 2009/2008، وكانت مع بداية عهد المدرب بيب غوارديولا ومع سطوع نجم ليونيل ميسي، حكمت القرعة أن يلتقيا في ربع النهائي، ونجح البارسا في إكرام وفادة ضيفه على ملعب "كامب نو"، وحقق رباعية كاملة بفضل ثنائية ميسي عززها إيتو وهنري بهدفين. بعدها تخطى البارسا نظيره تشيلسي الإنجليزي في نصف النهائي (0-0 في كامب نو و1-1 في لندن)؛ ليبلغ النهائي أمام مانشستر يونايتد، ويفرض تفوقه بهدفين نظيفين سجلهما إيتو وميسي.
4 في ميونخ و3 في برشلونة! 😉
— بايرن ميونخ (@FCBayernAr) May 1, 2020
سباعية بافارية تاريخية في شباك برشلونة بنصف نهائي #دوري_الأبطال عام 2013. 🙌 #باكماسpic.twitter.com/wAVwNYCB34
اكتساح ألماني
كان الحال مختلفا كليا هذه المرة في موسم 2013/2012، فقد شاءت الصدف أن يكون البارسا في نهاية حقبة السيطرة، واكتشاف المنافسين لجميع الحلول التكتيكية التي يمكن أن تقضي عليه، أضف عليها إصابة ليونيل ميسي العضلية، ليرد البايرن الدين في مواجهتي نصف النهائي، حيث فاز على ملعبه "أليانز أرينا" 4-0، وكرر انتصاره على ملعب "كامب نو" بنتيجة 3-0، وستبقى النتيجة الإجمالية 7-0 عالقة في الأذهان ومثبتة في التاريخ. وقد لعب بايرن النهائي أمام مواطنه بوروسيا دورتموند، وحقق الفوز 2-1 ليرفع اللقب الغائب.
تألُّق الثلاثي الكتالوني
عاد البارسا موسم 2015/2014 للتألق بعهدة مدرب إسباني آخر هو لويس أنريكي، وحقق الخماسية التاريخية، وذلك بفضل الثلاثي الهجومي "MSN" ميسي- سواريز- نيمار. كانت هذه المواجهة مميزة؛ لأنها ضد المدرب السابق بيب غوارديولا الذي قاد بايرن حينها. تواجها في نصف النهائي ذهابا على ملعب "كامب نو"، وحقق البارسا ثلاثية متأخرة بفضل تألق خارق لنجمه ليونيل ميسي، ثم عزز نيمار بالهدف الثالث. وفي لقاء الإياب حسم البارسا تأهله بعد أن سجل هدفين في الشوط الأول بفضل نيمار (2-1)، ليستغل أصحاب الأرض التراجع، ويحقق الفوز (3-2) لكنه لم يكن كافيا، فقد تأهل برشلونة للنهائي لمواجهة يوفنتوس الإيطالي على ملعب برلين الأولمبي، وهناك قدم "بلاوغرانا" أداء مثاليا، وحقق الفوز 3-1 ليحرز اللقب الخامس في تاريخه.
المواجهة الأولى في كأس الاتحاد
بدأت المواجهات المباشرة بين الفريقين في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي؛ إذ التقيا في الدور نصف النهائي من موسم 1996/1995، وعلى الرغم من أن البارسا انتزع تعادلا ثمينا (2-2) في الملعب الأولمبي بميونيخ، فإن البافاري تمكن من تحقيق الفوز 2-1 في "كامب نو"، وتأهل للنهائي الذي تفوق فيه على بوردو الفرنسي ذهابا (2-1) وإيابا (3-1)، ليحرز اللقب.
تفوق خارج النص
جاءت ثاني المواجهات بينهما والأولى لحساب دوري الأبطال في دور المجموعات من بطولة دوري الأبطال موسم 1999/1998، ونجح بايرن في تحقيق الفوز ذهابا (2-1) على ملعب "كامب نو"، ثم كرر تفوقه في ملعب الأولمبي (1-0). واستمر "البافاري" في مسيرته الناجحة، وبلغ النهائي الذي أُقيم على ملعب "كامب نو" أيضا، وفيها واجه مانشستر يونايتد، وتقدم بهدف مبكر، وحافظ عليه حتى الدقيقة 90، ولكن الوقت بدل الضائع حمل أغرب "انقلاب" في تاريخ النهائيات، حينما سجل يونايتد مرتين في ثلاث دقائق، وفقد بايرن اللقب بشكل دراماتيكي.