الانتقادات تحاصر رئيس الوداد.. والجماهير ترفع شعار "ارحل"

بواسطة mohammad.khairy , 26 أكتوبر 2020

يعيش سعيد الناصيري (رئيس نادي الوداد الرياضي المغربي) فترة عصيبة، بعد ارتفاع أصوات المطالبين برحيله عن القلعة الحمراء، عقب 6 سنوات أمضاها على كرسي الرئاسة، والسبب حسب الجماهير سوء التدبير والعشوائية في اتخاذ القرارات، الأمر الذي جعل الفريق ينهي موسم 2019 /2020 خاوي الوفاض، بعد أن نافس على 4 واجهات، بداية بالدوري الاحترافي الممتاز، ثم مسابقة كأس العرش، وصولاً إلى البطولة العربية للأندية، وأخيراً دوري أبطال إفريقيا، الذي غادره من نصف النهائي قبل 3 أيام.

 

وقد عبرت جماهير الوداد عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائها من وضعية النادي، وأكدوا أن رياح التغيير يجب أن تهب على قلعة "الأحمر والأبيض"، لاقتلاع أخطاء الماضي، والإعداد لمرحلة مقبلة واضحة المعالم، بعد توالي النكسات في تدبير ملفات مهمة، وتضييع ألقاب كانت قريبة من يد محاربي الوداد.

 

وبالرغم من أن خزينة الألقاب تزينت ببطولة دوري أبطال إفريقيا وكأس "السوبر" و3 ألقاب محلية في السنوات الستة الأخيرة تحت رئاسة سعيد الناصيري، فإن الجماهير انتقدت بشدة تضييع فرصة الصعود إلى منصة التتويج بمسابقات أخرى، والتعامل مع قضايا بشكل أضعف خلالها موقف النادي بسبب مُساعديه، وسوء تدبير اختيارات المدربين وتوقيت رحيلهم، دون التغاضي عن فترة الانتقالات وما يشوبها من صفقات غير ناجعة.


"شعار ارحل"

طالبت فئة من جماهير الوداد الرياضي، الناصيري بالتنحي عن كرسي الرئاسة، وانطلقت الحملة من منصات التواصل الاجتماعي، ليلة الإقصاء أمام الأهلي المصري من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

 

وقد أكد أنصار النادي ضرورة تنحي الرئيس من منصبه بشكل سلس دون اللجوء إلى حملات الإطاحة والوقفات الاحتجاجية التي قادها الأنصار قبل سنوات ضد الرئيس السابق عبد الإله أكرم، وقد توارى الرجل عن الأنظار لفترة طويلة، بسبب الضغوطات التي أحاطت به ووصلت إلى رفع لافتات تدعوه للرحيل بإحدى المباريات المحلية.

 

وبالرغم من أن نقاش الجماهير انطلق افتراضياً، فإن فئة كبيرة استغلت جدران مدينة الدار البيضاء، لتوجيه رسالة إلى الرئيس والشعار هو "ارحل"، فقد ظهرت كتابات بمحيط مركب محمد بنجلون تطالب الناصيري بالمغادرة، بالإضافة إلى أخرى رُفِعَت بأبرز شوارع المدينة خلال الـ48 ساعة الأخيرة.


رسالة اعتذار ووعد بإعادة الهيكلة

استبق رئيس الوداد الرياضي خطوة جماهير ناديه بتوجيه رسالة اعتذار لهم، مباشرة بعد إقصاء المجموعة من مرحلة نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا، في مباراة مزدوجة سقط خلالها رفاق وليد الكرتي، ذهابا وإيابا أمام الأهلي المصري.

 

ووعد الناصيري بإعادة هيكلة شاملة، تتعلق بكل ما هو فني وإداري وإعلامي، كما ربط رحيله عن النادي بعدم التوفيق في مهمة الإصلاح التي ينوي قيادتها بالأيام المقبلة، بسبب أخطاء اعترف بارتكابها.

وسارع سعيد الناصيري لمناقشة وتسريب لائحة تهم المغادرين خلال الميركاتو الصيفي الجاري، لإطفاء غضب الأنصار الذين احتجوا بشدة ضد لاعبين لم يقدموا الإضافة بالمواسم الأخيرة، وشكلوا عبئاً على النادي، ليتحولوا إلى موظفين يتقاضون رواتبهم شهريا دون مجهود، بدلاً من الدفاع بشراسة عن قميص الوداد.

 

هذا وسبق لرئيس الوداد تقديم ذات الوعود قبل أشهر، عندما حاصرته ألسنة المنتقدين، إلا أن تنفيذ مشروع إعادة الهيكلة، لم يدم إلا فترة قصيرة، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر مجددا.
 

من جهة أخرى، تطالب فئة أخرى من الجماهير، فتح باب الانخراط في وجههم، لتعزيز صوت المعارضة من داخل النادي، وإسماع صوتهم إلى باقي المسؤولين، بدلاً من سياسة الانغلاق التي ينهجها النادي بالسنوات الأخيرة.
 
   
ازدواجية المهام 
 
ومن بين النقاط السوداء التي يُعاتب عليها أنصار الوداد رئيسهم الحالي سعيد الناصيري، ازدواجية مهامه التي لم تخدم مصالح النادي، بل أضعفته في ملفات عديدة، خصوصا أن أندية منافسة استغلت تقلد الرئيس مهمة قيادة رابطة الدوري المغربي، للضرب تحت الحزام، والتشكيك بوجود مؤامرة تخدم مصالح "الأحمر" على حساب باقي الأندية المغربية.
 
 
ودخلت أندية عديدة في حرب مباشرة مع الناصيري، وصلت إلى حد اتهام الجهاز الكروي بعدم احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق المغربية، عبر بيانات توالت طيلة الموسم الكروي، كما أن النادي وجد نفسه مكبل الأيدي بخصوص قضايا عديدة، لأن رئيسه يشغل مهمة رئاسة رابطة الدوري، وأي قرار من الأخيرة لإنصاف الوداد في قضاياه، يخلق جدلاً عارماً بالأوساط الرياضية ويفتح باب التأويلات.
 
 
هذا ورفض الناصيري، الرد على تصريحات مسؤولين من أندية منافسة، بخصوص ترويج مغالطات مؤذية، مكتفيا بالتأكيد إلى لجوئه للقضاء، وحل المشاكل بشكل هادئ بعيدا عن البهرجة، وهو ما عدَّه الأنصار سكوتاً مريباً عن الدفاع الشرس عن مصالح ناديه، وإعطاء أجوبة للخصوم.
 

وجُرَّ رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، في مرات عديدة للدخول كطرف محايد و"منصف"، للحسم في قضايا خلاف بين سعيد الناصيري والأندية، أبرزها الرجاء الرياضي الذي اشتكى من الظلم منذ بداية الموسم الكروي، ونقل تفاصيل خلافاته إلى الجهاز المشرف على اللعبة بالمغرب، بحثاً عن حلول ترضي مسؤوليه.

Image
الوداد
Opinion article
Off
Caption
جماهير الوداد تثور على رئيس النادي (Getty)