دافع الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن المدير الفني لمنتخب الجزائر، جمال بلماضي، ونفى أن يكون الأخير قد وجّه أي اتهام صريح للاتحاد الكاميروني للعبة ورئيسه صامويل إيتو، "تسمية أو تلميحا"، خلال الحوار الذي أجراه مع القناة الرسمية لاتحاد الكرة الجزائري على منصة "يوتيوب" يوم الأحد 24 أبريل/ نيسان الجاري.
وجاء رد اتحاد الكرة الجزائري في بيان رسمي نشره، الأربعاء 27 أبريل، على موقعه الرسمي ومنصاته الرسمية في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ردا على بيان أصدره الاتحاد الكاميروني للعبة، يوم الاثنين 25 أبريل، ندد فيه بتصريحات بلماضي، وهدد خلاله باللجوء إلى لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
وتضمنت تصريحات بلماضي انتقادات صُنفت باللاذعة للتحكيم الأفريقي، واصفا الحكام الأفارقة بـ"حكام عصر ما قبل التاريخ"، ومؤكدا أن الحكم الغامبي باكاري غاساما "ظلم" و"حطم" المنتخب الجزائري على أرضه وأمام جماهيره، مشيرا إلى أن "محاربي الصحراء" تعرضوا لمؤامرة، نسجها "شخصان أو ثلاثة".
وقال أيضا في تصريحاته: إن "المنتخب الذي تأهل إلى كأس العالم ليس الأفضل"، في إشارة إلى منتخب الكاميرون الذي ترشح إلى نهائيات كأس العالم "قطر 2022" على حساب الجزائر.
وقال الاتحاد الجزائري في بيانه الأربعاء: "تلقى الاتحاد الجزائري لكرة القدم "فاف" بذهول وخيبة أمل البيان الصحفي رقم 3، الذي نُشر مساء الاثنين 25 أبريل 2022، من قبل الاتحاد الكاميروني لكرة القدم ووقعه رئيسه السيد إيتو، ويود تقديم الإيضاحات التالية: الاتحاد الجزائري ملتزم بسياسته المبنية على العلاقات الممتازة والودية والأخوية مع الاتحادات الأفريقية الشقيقة، وبشكل خاص مع الاتحاد الكاميروني".
وأضاف البيان: "سوف يحرص الاتحاد الجزائري دائما على تقوية وتوطيد هذه العلاقات. الاتحاد الجزائري والمدرب الوطني جمال بلماضي لم يلمّحا أو يتهما الاتحاد الكاميروني أو أي اتحاد آخر أو (أي) هيئة دولية في الحوار المُشار إليه في ذلك البيان الصحفي".
وأضاف: "لكن من ناحية أخرى، قمنا في العديد من المناسبات بإدانة سلوك بعض الحكام، الذين كان لقراراتهم تأثير سلبي في سير ونتائج المباراة. الاتحاد الجزائري، ومثل أي اتحاد آخر في جميع أنحاء العالم، استخدم حقه المشروع في الدفاع عن مصالحه أمام الهيئات الدولية المختصة، ووفقًا للوائح المعمول بها".
وأكد اتحاد الكرة الجزائري حرصه على التمسك بمعايير اللعب النظيف وقواعد الروح الرياضية، عكس ما يحاول الاتحاد الكاميروني الترويج له، بحسب متابعين، وقال "الفاف" في بيانه: "تمامًا مثل الاتحاد الكاميروني، فإن الاتحاد الجزائري ملتزم بشكل أساسي بقيم الرياضة ومبادئها، وقد تقبل (الاتحاد) دائمًا النتائج التي كانت ضده بروح رياضية عالية، ودون شكوى أو اتهام لأي طرف".
واستدرك البيان قائلا: "لكن لا يمكن أن يكون هذا هو الحال عندما يُزوّر الحكم نتيجة المباراة"، في إشارة إلى إدارة الحكم الغامبي باكاري غاساما لمباراة الجزائر والكاميرون يوم 29 مارس/ آذار الماضي، لحساب إياب الدور الفاصل من تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم "قطر 2022"، والتي انتهت بخسارة الجزائر 1-2، لتتلاشى آمال "الخُضر" في التأهل إلى المونديال القطري، بعد اكتفائهم بالفوز على أرض الكاميرون ذهابا بنتيجة 0-1.
وأردف الاتحاد الجزائري في بيانه: "تاريخ كرة القدم مليء بالملاحم، وكذلك المظالم، وفي مقدمتها المظالم التحكيمية. إن استنكار سلوك بعض الحكام يندرج ضمن المصلحة العامة، وهو أمر يلتزم به معظم الفاعلين في كرة القدم؛ من أجل الحفاظ على نزاهة اللعبة في قارتنا العزيزة، التي ننتمي إليها ونشاركها في القيم ونغار على سمعتها وصورتها".
ودعا الاتحاد الجزائري نظيره الكاميروني إلى الذهاب قدما في تقديم شكواه إلى لجنة الأخلاقيات لدى "فيفا" من أجل تسليط الضوء على كل ما حدث في لقاء الجزائر والكاميرون، وأكد: "يتطلع الاتحاد الجزائري ويُسعده دعم الاتحاد الكاميروني في سعيه لإلقاء الضوء على هذا الأمر أمام لجنة الأخلاقيات بالفيفا؛ لأن الأخلاق والنزاهة كانت دائمًا جزءًا من المبادئ التي دافعت عنها الجزائر بشجاعة وفي جميع الظروف".