أثار الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جدلا واسعا بعد نشره بيانا يتحدث فيه عن التحاق لاعبي المنتخب الجزائري تحت 17 عاما الناشطين في القارة العجوز بمعسكر المنتخب الجاري في الجزائر، تحضيرا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا لذات الفئة السنية بالمغرب في الفترة الممتدة من 13 إلى 31 آذار/ مارس.
الاتحاد الجزائري استعمل مصطلحا في بيانه، أشعل به مواقع التواصل الاجتماعي، حين وصف اللاعبين المحترفين الناشطين بالخارج بـ"اللاعبين مزدوجي الجنسية"، وهوما خلف موجة استياء واسعة لدى الجزائريين ورواد "السوشيال ميديا" الرافضين لهذه التسمية، معتبرين أنها تعد تقليلا من "جزائرية" هؤلاء اللاعبين المراهقين.
وأجمعت تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي على أن المصطلح الذي أطلقته الفاف على هؤلاء اللاعبين "تمييزي" ويخلق هوة بينهم وبين اللاعبين الدوليين الآخرين الناشطين في الدوري الجزائري، والذين يطلق عليهم أيضا مصطلح "اللاعبين المحليين".
انتقادات الجزائريين لهفوة الاتحاد جاءت بعد أن كان الاتحاد نفسه رفقة مدرب منتخب تحت 17 عاما، محمد لاسات، أقام الدنيا ولم يقعدها، بعد الانتقادات التي طالته في وقت سابق بخصوص اعتماده "المفرط" على اللاعبين "مزدوجي الجنسية" في المنتخبات الوطنية السنّية، ودافع الاتحاد عن موقفه من منطلق أن كل اللاعبين المستدعين للمنتخب جزائريون ولا فوارق بينهم باختلاف مكان ولادتهم.
وأطلق المدرب محمد لاسات تصريحا مثيرا للجدل بعد التأهل إلى كأس إفريقيا تحت 17 سنة، شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما قال إن المنتقدين لهذه السياسية عليهم "جلب آلة من اليابان لقياس درجة الوطنية لدى لاعبيه المولودين خارج الجزائر"، مشيرا إلى أن هؤلاء جزائريون أيضا، قبل أن يصفهم الاتحاد، باللاعبين "مزدوجي الجنسية".
ويرى الجزائريون أن إطلاق وصف اللاعبين "مزدوجي الجنسية" على لاعبين مراهقين اختاروا اللعب للجزائر في سن مبكرة، تشكيكا واضحا في جزائريتهم، في وقت كان المدير الفني لمنتخب الجزائر الأول، جمال بلماضي، رفض فيه إطلاق هذا المصطلح أو تسمية اللاعبين المحليين بدوليي المنتخب، وأصر على أن هؤلاء جميعا جزائريون بالصفة الكاملة.
و كان اتحاد الكرة سقط في عدة هفوات بخصوص تسيير ملف اللاعبين المولودين خارج الجزائر، أبرزها قراره شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، والمتعلق بوضع شروط غريبة لفتح باب الالتحاق بالمنتخب الوطني أمام اللاعبين مزدوجي الجنسية أو المغتربين، وعلى وجه التحديد في فرنسا، التي تنحدر منها الحصة الأكبر من اللاعبين الداعمين للمنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة ومنذ الاستقلال أيضا.
وحدد الاتحاد شروطه بضرورة التزام هؤلاء اللاعبين باللعب مع منتخب الجزائر "مبكرا" دون قيد أو شرط، وأن يكون مستواهم أحسن من مستوى اللاعبين المحليين، ما أثار آنذاك ردود فعل قوية، أبرزها ما جاء من طرف الدولي الجزائري، سفيان فيغولي، والدولي السابق، مهدي لحسن.
وكانت عملية القرعة وضعت منتخب الجزائر تحت 17 عاما في المجموعة الثانية في كأس إفريقيا بالمغرب، رفقة كل من نيجيريا وتنزانيا والكونغو، ويستهل منتخب الجزائر المنافسة يوم 14 آذار/ مارس بمواجهة الكونغو ثم تنزانيا في الـ17 من نفس الشهر قبل مواجهة نيجيريا بعد 3 أيام.