الكاتب: مسعود علّال
يجسّد واقع كرة القدم في سلطنة عمان بحق ما تعيشه هذه المنظومة على مستوى الأندية بشأن مشاركاتها في مختلف المسابقات والبطولات الخارجية، والتي لم تتعدّ الظهور الشرفي فقط، بل تكاد تنعدم منذ سنوات بسبب جملة من المشكلات والمعوقات التي تحول دون بروز الأندية العمانية، أو على الأقل المشاركة في المسابقة الآسيوية الأبرز وهي دوري الأبطال، فضلاً عن ظهورها المحتشم في مسابقة كأس الاتحاد وحتى في البطولات الخليجية.
وتعيش أندية الدوري العماني في حالة تراجع فني ومادي، ما أثر في مستوى الدوري واللاعبين وأحبط آمال الجماهير في استعادة مكانة الكرة العمانية على الصعيدين الآسيوي والخليجي، امتداداً لحالة الفشل التي تسيطر على المنتخب العماني الذي لم يتمكن من اجتياز عقبة التصفيات المؤهلة لبطولات كأس العالم، فضلاً عن معاناته المستمرة في تصفيات وبطولات كأس أمم آسيا.
وتعاني المسابقات العمانية المحلية من ضعف في مستوى الاحتراف فنياً وإدارياً مقارنة مع نظيراتها الآسيوية والخليجية، ما أثر في ظهورها في المسابقات الخارجية وفي جذبها للاهتمام والمتابعة، بالرغم من تعاقب الإدارات على مستوى اتحاد الكرة؛ إذ يعد أبرز إنجاز حققته الأندية العمانية في المسابقات الآسيوية هو وصول نادي عمان نهائي دوري الأبطال في نسخته القديمة عام 1994، بينما اكتفى فريقا السويق والنهضة بالوصول إلى ملحق تصفيات البطولة مرة واحدة عامي 2014 و2015.
"كابوس" دوري الأبطال
ومنذ إطلاق مسابقة دوري أبطال آسيا في ثوبها الجديد، وضع الاتحاد الآسيوي للعبة العديد من الشروط الواجب أن تتوفر في الأندية المشاركة في المسابقة؛ حيث شددّ على أهمية التزام هذه الأندية بتجسيد الإجراءات الخاصة للحصول على ترخيص المشاركة في البطولات القارية وتنفيذ متطلبات الحصول على الرخصة الآسيوية، وذلك عبر التحول التدريجي لتطبيق الاحتراف الكامل في إدارة كرة القدم، وهو الأمر الذي لم يتوفر للأسف لدى الأندية العمانية.
ونتج عن هذه الشروط غياب الأندية العمانية عن خوض دوري أبطال آسيا في السنوات الماضية، بينما اقتصر ظهورها فقط في مسابقة كأس الاتحاد، وذلك عبر ترخيص من الاتحاد القاري، بينما يحاول اتحاد الكرة العماني مرافقة الأندية وتهيئة الأجواء أمامها قصد تلبية شروط الاتحاد كافة لعودة الأندية العمانية للمشاركة في المسابقات القارية، ولكنها بحاجة الى جهود مضاعفة في مواكبة نظام الاحتراف في الجوانب الإدارية والفنية والإعلامية وتنفيذ البرامج، وتطوير كل ما يتعلق بالأمور المالية والرياضية والقانونية، وكذلك ترسيخ الشفافية والمصداقية بالتعاملات المالية والمحافظة على استمرارية المنافسات.
وتتمحور المعوقات التي تحول دون تلبية شروط الاتحاد الآسيوي بشأن مشاركة الأندية العمانية في مسابقة دوري أبطال آسيا، حول ضعف خبرة الكرة العمانية في التعامل الفني مع البطولات القارية الكبرى، فضلاً عن الديون التي تثقل كاهل الأندية، والأزمات المالية التي يتخبط فيها اتحاد الكرة، ما جعل الكرة العمانية تكتفي دائماً بالصراع على الظفر بنصف مقعد مؤهل لدوري أبطال آسيا.
كأس الاتحاد الآسيوي لتضميد الجراح
وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد قرر على هامش اجتماع مكتبه التنفيذي عام 2019 في مدينة "دا نانغ" الفيتنامية، رفع عدد الأندية المشاركة في دوري الأبطال من 32 إلى 40 نادياً، وزيادة عدد الاتحادات الوطنية المشاركة في البطولة من 12 إلى 20 اتحاداً، اعتباراً من موسم 2021؛ إذ تقرر استحداث مجموعة إضافية في كل من منطقتي الشرق والغرب، إلا أن هذا التغيير لم يخدم أبداً الكرة العمانية.
ويعتمد الاتحاد الآسيوي خلال اختياره للأندية المشاركة في بطولاته على تصنيف يرتكز على ما قدمته الأندية في بطولات الاتحاد الآسيوي خلال السنوات الأربع المنصرمة، وليس على المسابقات المحلية، وبينما خرجت الكرة العمانية بخفي حنين كالعادة، حظيت الأندية القطرية والسعودية والإيرانية والقطرية بالنصيب الأكبر من المقاعد في دوري أبطال آسيا، كما نالت كل من أندية الهند والأردن وتركمانستان وطاجيكستان مقعداً مباشراً في دور المجموعات، فيما استفادت أندية لبنان وسوريا من المشاركة بالملحق لضمان وجودها في البطولة.
وفي غياب كلي للأندية العمانية عن دوري أبطال آسيا خلال النسخة الأخيرة من البطولة، شاركت السلطنة في كأس الاتحاد الآسيوي بفريقين هما صور وظفار، إلا أن الأول خرج من المنافسة قبل وصوله إلى دور المجموعات على يد هلال القدس، بينما بلغ الثاني هذا الدور في مجموعة ضمت نوادي القادسية الكويتي والرفاع البحريني والجزيرة الأردني، وفشلت الكرة العمانية مرة أخرى في افتكاك ولو نصف مقعد مؤهل لدوري الأبطال، بخلاف دوريات أخرى على غرار: الأردن والهند وسوريا.
في انتظار العودة
وبالعودة إلى تاريخ مشاركة الأندية العمانية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي منذ انطلاقتها عام 2004، فقد ظهرت في 29 مناسبة بواسطة تسعة أندية؛ هي: السويق، ظفار، العروبة، فنجاء، النهضة، صحم، النصر، صور، مسقط، ويعد نادي السويق الأكثر مشاركة في هذه البطولة بواقع 6 مرات متبوعاً بظفار 5 مرات والعروبة وفنجاء بأربع مشاركات، وكان الإنجاز الأفضل لهذه الأندية هو بلوغ النهضة الدور نصف النهائي في 2008، بينما وصل نادي النصر إلى دور الثمانية في نسخة 2006.
وبالنسبة إلى البطولات الخليجية والعربية، لم يكن الحال أفضل بالنسبة إلى الأندية العمانية في السنوات الأخيرة بسبب تقديمها لمستويات ضعيفة بخلاف فترة أواخر الثمانينيات وحتى الألفية؛ إذ كانت تحقق نتائج إيجابية، حتى أنها تمكنت من مقارعة الأندية السعودية في أوج قوتها، على غرار تتويج نادي فنجاء بالبطولة الخليجية وتحقيق ظفار الوصافة والمركز الثالث في أكثر من بطولة، إضافة إلى تألق فريقي السيب وصحم.