تفاعلت الجماهير الجزائرية على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي مع إعلان نجم ريال مدريد الإسباني، كريم بنزيما، اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الفرنسي بعد حادثة استبعاده من المشاركة في مونديال 2022 بطريقة أثارت الريبة والكثير من الشكوك، وقرّبها، متابعون ومحللون وإعلاميون، من نظرية المؤامرة وفرضية العنصرية المقيتة وأصول صاحب الكرة الذهبية لعام 2022.
وانقسم الجزائريون بين مدافع عن نجم منتخب فرنسا السابق ومنتقد لموقفه، الذي جاء متأخرا حسب الكثير من المعلقين، على اعتبار أن معاناته مع "الديكة" ليست وليدة اليوم وتعود لسنوات طويلة، ذاق فيها النجم الأول للنادي الملكي الممارسات العنصرية والتي ارتبطت أساسا بأصوله الجزائرية بنسبة كبيرة جدًّا، وحتى باعتراف بن زيما نفسه من خلال خرجاته في "السوشيال ميديا" في فترة سابقة.
وأعلن بنزيما اعتزاله من خلال رسالة كتبها في مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، جاء فيها: "بذلت كل جهدي ولكن حدثت الأخطاء حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، وأنا فخور بذلك! وقد كتبت قصتي وحانت نهايتها"، في إشارة واضحة إلى توقفه عن اللعب مع فرنسا، خاصة أنه أرفق المنشور بصورة له بقميص "الديكة".
واستبعد أفضل لاعب في العالم في العام الجاري من مونديال قطر بداعي الإصابة نظريا، ولأسباب غير رياضية على الإطلاق بتأكيد من العديد من وسائل الإعلام الفرنسية والإسبانية، في فصل آخر من تاريخ بنزيما المضطرب مع "الديكة"، رغم أنه خاض معهم 97 مباراة سجل خلالها 37 هدفًا، علما أنه استبعد منذ سنة 2015 إلى 2021؛ بسبب "فرضية" تورطه في الشريط الجنسي للاعب الدولي السابق ماتيو فالبوينا.
وحُكِم عليه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 75 ألف يورو، من قبل محكمة فرساي الجنائية؛ لتورطه في محاولة ابتزاز في قضية تعود لعام 2015، واستأنف الحكم وكان مقررا أن يحاكم مرة ثانية في 30 حزيران/ يونيو والأول من تموز/ يوليو من قبل محكمة استئناف فرساي، ولكنه سحب استئنافه في النهاية.
وعلق مشجع جزائري على قرار بنزيما قائلاً : "أنا غير متضامن مع قضيته. لطالما استخدم الجزائر كورقة ضغط وهذا كل ما يستحقه. إنه يستحق ما يحدث له"، في إشارة من هذا المشجع على تفضيل بنزيما لمنتخب فرنسا على الجزائر عندما تم الاتصال به لأول مرة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وأضاف آخر: "إنه جزائري عندما يريد هو ذلك فقط".
وذهب أحد منتقدي النجم صاحب الأصول الجزائرية إلى أبعد من ذلك عندما وصفه بـ"المنافق"،معلقًا: "إنه منافق يعني بنزيما. بعد طرده من المنتخب الفرنسي في قضية فالبوينا، وقد كان ينشر صوره بالعلم والقميص الجزائري، وفي عيد الاستقلال وأول نوفمبر كان يحتفل مع الجزائر"، مضيفًا: "لكن وبعد أن تم إرجاعه للمنتخب الفرنسي، لم ينشر ولا منشور للجزائر".
بالمقابل حظي نجم الريال بدعم العديد من الجزائريين، الذين تحسروا على ضياعه من منتخب الجزائر وانتقدوا سياسة الفرنسيين تجاه اللاعبين مزدوجي الجنسية، وتعرضهم للعنصرية، وكتب أحدهم: "إنّها سياسة فرنسا. أنت فرنسي عندما توافقهم ومهاجر عندما تزعجهم"، قبل أن يضيف آخر بحسرة: "كان يجب أن يلعب مع منتخب الجزائر..وأنا أشعر بالاشمئزاز".
هل عومل كريم بنزيما بعنصرية في فرنسا؟
وهاجم آخر ديدييه ديشامب، وغرّد: "ديشامب عنصري، لقد دمّر حياة العديد من اللاعبين لمجرد أنهم من أصول مغاربية"، ويرى العديد من الجزائريين بأن قضية كريم بنزيما مع منتخب فرنسا ستكون في صالح منتخب الجزائر مستقبلاً.
وسيدفع هذا العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية إلى التفكير أكثر من مرتين قبل حسم مستقبلهم الدولي بين الجزائر وفرنسا، مرشحين كفة منتخب "محاربي الصحراء" للفوز بخدماتهم، خاصة ما تعلق ببعض الأسماء حاليا، في صورة ريان شرقي وأمين غويري وغيرهم.