قبل أيام، نظم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" استفتاءً جماهيرياً عبر موقعه الرسمي لاختيار أفضل لاعب خطّ وسط مهاجم في القارة السمراء خلال العقد الماضي.
ورشح "كاف" 4 لاعبين للجائزة وهم: قائد فريق الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" معشوق جماهير الأبيض، وخاما بيليات لاعب صن دوانز الجنوب أفريقي إلى جانب المغربي إسماعيل الحدّاد لاعب الوداد البيضاوي المغربي ورينفورد كالابا لاعب مازيمبي الكونغولي.
وتوقعت من الوهلة الأولى أن يكون التنافس منحسراً بين شيكابالا والحداد نظراً لقوة حضور جماهير الناديين العربيين الكبيرين الزمالك والوداد على مواقع التواصل الاجتماعي، فحدث "نصف" ما توقعته، حيث شنت جماهير الزمالك حملة على موقع الاستفتاء لتضع فارسها الأسمر في المقدمه بفارق مريح، ولكن المفاجأة أن الحدّاد لم يظهر كمنافس شرس، وربما كان إخفاق الوداد الأخير وخسارته بطولة كأس السوبر الأفريقي ومن قبله كأس العرش المغربي قد ألقى بظلاله القاتمة على جماهير الوداد التي عزفت عن المشاركة.
وظن الجميع أن الأمر حسم، وأن اللقب سيكون من نصيب "أيقونة" الزمالك وجماهيره لا محالة حتى أن عدداً من وسائل الإعلام المصرية ولاسيما المنتمية للزمالك هلّلت وباركت وأعلنت تتويج قائدها، لكن.. وآه من لكن.. قبل ساعة واحدة من إغلاق باب التصويت، بل 50 دقيقة فقط، فوجئ الجميع بمؤشرات التصويت تختل، مع حدوث إقبال كبير جداً على التصويت، ليظهر منافس جديد وهو خاما بيليات!! .. وانقلبت النتيجة رأساً على عقب، وقفز سهم اللاعب الجنوب أفريقي قفزة مذهلة لينتزع اللقب من نجم مصر والزمالك وسط دهشة وذهول الجميع.
وجاءت النتيجة النهائية مع إعلان نهاية التصويت، حصول بيليات على 51.4 % من إجمالي الأصوات، مقابل 43.5% لشيكابالا، وحل المغربي إسماعيل الحداد لاعب الخور القطري في المركز الثالث بـ 3.9 %، ورابعاً وأخيراً رينفورد كالابا لاعب مازيمبي الكونغولي برصيد بـ 1.1 % فقط من إجمالي الأصوات التي تجاوزت 75 ألف صوت.
وعلي الفور أشارت جماهير وإعلام نادي الزمالك بأصابع الاتهام وبغضب لخسارة نجمها للقب صوب جماهير الأهلي ، وأكد بل وجزم كل زملكاويٍّ بأن جماهير الأهلي أسقطت شيكابالا في هذا الاستفتاء، بل وذهب بعض الإعلاميين الذين ينتمون للمعسكر الأبيض إلى ما هو أخطر، وهم يفسرون لغز التحول المفاجئ في النتيجة في آخر 50 دقيقة وزعموا أن النادي الأهلي سخر لجانه الإلكترونية لمنع "شيكا " من الفوز بهذا اللقب الشرفيّ.
وردت جماهير الأهلى علي هذا الاتهام بكثير من السخرية من الحديث الدائم للإعلام الأبيض عن حجم الشعبية الطاغية للزمالك في أفريقيا والوطن العربي، ناهيك عن شهرة وشعبية الفارس الأسمر شيكابالا، وتساءلت جماهير الأهلي موجهة علامات استفهام وتعجب لإعلام الزمالك: " أين شعبية الزمالك الطاغية، أين كانت وقت الاستفتاء ؟ ".
وعلي مدار الأيام الماضية شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حرباً جديدة ومختلفه بين جماهير الأهلي والزمالك، جماهير الأبيض تتهم بغضب، وجماهير الأحمر تسخر وتحتفل بقوّتها وتذكّر الجميع كيف تنجح دائماً بحكم قوتها وعددها في أن ترفع نجومها على منصات التتويج في كل الاستفتاءات التي تجريها وتنظمها كافة الاتحادات الكروية الدولية والقارية والمحلية.
هزيمة شيكابالا في الاستفتاء أعادت من جديد مناظرات الإعلام الأحمر والأبيض في الحديث عن شعبية الأهلي والزمالك، وهو حديث جدليٌّ أبداً لن ينتهي !!.