مع اقتراب موعد كأس العالم 2022 بقطر التي سابقت الزمن لتكون في الموعد العالمي، تحولت دقات قلوب الجماهير المغربية والعربية إلى دقات طبول، رغبة وفرحًا وترقبًا.
يرغب جمهور كرة القدم في معاينة ومعانقة أول كأس عالمية بدولة عربية، جعلت بعضهم يضع كل وسائل العراقيل، لتقويض مجهودها، ففي كل دقيقة حكاية وفي كل يوم أفلام هيتشكوكية لإضعاف الدولة المنظمة لتضع يدها فوق رأسها، مستسلمة متأوهة ومتوجعة لتعود من منتصف الطريق.
ولكن قطر ثبتت على المبدأ ورفعت شعار التحدي، وصدت كل المحاولات اليائسة التي تنم عن الكراهية والعنصرية وكل أصناف الضغينة، فقد جنّدت بعض الدول غواصين ليسددوا سهامهم نحو سفينة قطر، ليخرقوها، ويغرقوا مجهودها، لكن هيهات، فسفينة قطر واصلت الإبحار بكل ثبات، بفضل حنكة قائدها، وقاومت كل أمواج المؤامرات، إلى أن وصلت إلى بر الأمان... ولتقول للعالم ها أنا ذا، أنا قطر العربية الإسلامية، يدي ممدودة لكل العالم، لأحكي عن آثاري، ومرحبا بكم في أحضان قطر العالمية.
ستأتي الجماهير المغربية إلى قطر، وكلها فخر، لتزين بحضورها هذا العرس الكروي العالمي، وتزيده رونقًا وجمالًا وتشجيعًا.
وفي هذا العرس الكبير ، يجب أن نتحلّى بالمحافظة على الهوية وعاداتنا وتقاليدنا التي تنبع من ديننا الحنيف، و إعطاء القدوة فيما نفعل داخل الملاعب من نظام راقٍ وتشجيع بعيد عن التشنج والتوتر الذي قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها، وخاصة في حضور تلك الحشود الكبيرة.
فالمتربصون بنجاح قطر في التحضير للمونديال ينتظرون الهفوات ويتصيدونها، فما علينا إلا أن نكون في الموعد شكلا ومضمونا، وأي هفوة أو تصرف سيئ سيكون غير جدير بنا بوصفنا عربا ومسلمين.
علينا أن نعطي الدروس للجماهير القادمة من كل بقاع العالم ونهمس في آذانهم أن العرب المسلمين قادرون على التنظيم، وعلى تأثيث الملاعب بلوحات تشجيعية في أرقى وأبهى حللها، لأن الصورة النمطية بكون العرب محدودي العطاء والتنظيم والتشجيع عند كل العالم يجب أن تنمحي، بحضورنا الراقي ومن غير أخطاء.
ومما سيزيد هذا العرس الكروي بهاء، خلق رابطة الجمهور العربي الموحد، وهي فكرة رائدة، وتشير إلى الوحدة العربية، ولو على مستوى الجمهور العربي، بعد أن فرقته السياسة، وجعلت الوحدة العربية مبتورة الأعضاء، وأصيب من خلالها الجسم العربي بالوهن والضعف. فكانت هذه المبادرة الجريئة خطوة مهمة، تنم عن إحساس العروبة الصادق.
إن هذه البطولة هي بطولة العرب من خلال إنشاء رابطة تضم مختلف الجماهير العربية لتثبت للعالم أن الوطن العربي متكاتف ومتجانس وموحد، ويقف تحت راية واحدة في تشجيع كل المنتخبات العربية الأربعة في المونديال.
فمبادرة السيد فيصل التميمي لرابطة الجمهور العربي في كأس العالم FIFA قطر 2022، هي دعوة لمشجعي كرة القدم من كل الجنسيات العربية لحضور مباريات المنتخبات العربية المشاركة في البطولة والانضمام إلى رابطة الجمهور العربي، وذلك لبناء قوة تشجيعية للوقوف بجانب المنتخبات العربية في كل المباريات بروح واحدة وهتافات موحدة لتعزيز الهوية العربية والاستمتاع بحضور كأس العالم من قلب الحدث.
ومع لحظة الإعلان عن هذه المبادرة، كان الإقبال الجماهيري على المشاركة في هذه المبادرة قد فاق كل التوقعات، حيث كان الهدف في بادئ الأمر في مرحلة جس النبض أن يصل عدد المشاركين إلى 5 آلاف مشجع كحد أدنى و20 ألفاً كحد أقصى.. فوجدت الرابطة تجاوباً جماهيرياً منقطع النظير من داخل قطر ومن خارجها للانضمام لهذه المبادرة.
بل إن رابطة الجمهور العربي فكرت في كل كبيرة وصغيرة لإنجاح هذه الفكرة، فلديهم برنامج عمل منظم حسب الجدول المعد مسبقًا، حيث يتم تدريب المشجعين على الهتافات والأغاني والحركة الجماهيرية والتصفيق والإيقاعات على الآلات الموسيقية.. وعلى طريقة الإيقاع التي يفهمها اللاعب العربي ويتفاعل معها ليصبح أداؤه في الملعب مضاعفا.. كما أن الرابطة ستقوم بتعليم الجماهير أداء الأغاني التشجيعية التونسية أو السعودية أو المغربية.
كل هذا ينم عن الإحساس بالعروبة، فلنكن في الموعد يا جماهيرنا العربية، فهي فرصة لن تعوض.