استعاد لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، ذكرى ابنته الراحلة تشانا، التي توفيت في عام 2019 عن عمر لم يتجاوز ست سنوات، وذلك بعد تتويجه التاريخي بلقب دوري أبطال أوروبا عقب الفوز الكبير على إنتر ميلان بنتيجة (5-0) في المباراة النهائية.
وفي تصريح لقناة "موفيستار بلس" عقب التتويج، قال إنريكي بنبرة يغلب عليها التأثر: "تشانا ترافقني في الانتصارات، بل وتكون أقرب في لحظات الخسارة؛ عائلتي كلها كانت هنا: إخوتي، أطفالي، وزوجتي، هذه اللحظة ليست للحزن أو البكاء، بل للاحتفال.. تشانا معنا دائمًا، فهي جزء من العائلة، وستبقى في قلوبنا للأبد. علينا أن نعيش هذا الإنجاز ونفرح به".
وأضاف متحدثًا عن قيام جماهير باريس سان جيرمان برفع لافتة باسم ابنته: "أنا لا أحتاج أن أرفع علمًا باسم ابنتي، فهي تسكن قلبي مدى الحياة.. هذا الفوز من أجلها أيضًا، طيفها لا يفارقني في أي لحظة".
وأكمل: "صناعة التاريخ كان هدفًا لنا منذ انطلاق الموسم.. الآن حان وقت الاحتفال! شعرت برابط حقيقي بين اللاعبين والجماهير، أعتقد أننا نستحق هذا الإنجاز.. لقد كان من الصعب اللعب بهذا المستوى العالي، لكننا نجحنا في التعامل مع الضغط بكل هدوء".
إنريكي يرشح ديمبيلي لنيل الكرة الذهبية ويوجه رسالة لمبابي
وتحدث إنريكي كذلك عن كيليان مبابي، الذي خاض موسمه الأخير مع الفريق قبل أن يغادر نحو ريال مدريد، حيث قال: "كنا نتمنى بقاء مبابي، فهو ليس فقط لاعبًا مميزًا، بل أيضًا إنسان رائع؛ لكن قراره كان مختلفًا، وقد احترمناه تمامًا، ومن هنا يبدأ دور المدرب الحقيقي، من خلال تحفيز الفريق وبناء الثقة بأن النجاح ممكن، هل أجد هذه القصة جميلة؟ بكل تأكيد، فأنا جزء من هذا المشروع ومسؤول عنه".
ومن المفارقات اللافتة، أن مبابي الذي كثيرًا ما عبّر عن حلمه بالتتويج بدوري أبطال أوروبا، اختار مغادرة باريس سان جيرمان في صيف 2024 متجهًا إلى ريال مدريد بحثًا عن هذا اللقب المنشود، غير أن رحلته توقفت مبكرًا بخروج مفاجئ من ربع النهائي أمام أرسنال بخسارة قاسية (5-1) في مجموع المباراتين، بينما توج فريقه السابق باللقب.
وعاد المدرب الإسباني ليسلط الضوء على وحدة الفريق وروح المجموعة، موضحًا: "أكثر ما يسعدني أننا أثبتنا أن اللاعبين الكبار يمكنهم اللعب من أجل الفريق، لا العكس. وهذا أمر نادر في كرة القدم الحديثة. الآن علينا أن نبدأ التفكير في كأس العالم للأندية والموسم المقبل، والعمل على تعزيز الصفوف، هدفي أن أتحسن كمدرب كل يوم".
كما أثنى المدرب إنريكي على جهود عثمان ديمبيلي في المباراة النهائية، قائلًا: "ديمبيلي لاعب مذهل، لكنه يحتاج إلى عمل كبير لاستخراج أفضل نسخة منه. إنه قائد حقيقي. هل لاحظت كيف ضغط على المنافس؟ أرني مهاجمًا في أوروبا يضغط على الحارس وأتشيربي بهذه القوة. حين يتحرك القائد بهذه الطريقة، يلحق به الجميع دون تردد".
وختم تصريحاته بالقول: "الجميع يسألني عن اللاعب الذي أمنحه الكرة الذهبية، وأنا سأمنحها إلى عثمان ديمبيلي، ليس فقط بسبب الأهداف أو الألقاب، بل بسبب طريقته في الدفاع، ما فعله في النهائي هو ما يُسمى بقيادة الفريق.. لقد قام بهذا الضغط طوال الموسم، لكنه كان استثنائيًا اليوم".