مسعود علّال
أسفر جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الفرنسي، الذي تم اعتماده بعد إيقاف نشاط المسابقة بسبب انتشار وباء "كورونا" المستجد عن مفاجآت عدة بخصوص الأندية التي تأهلت للمشاركة في المسابقتين الأوروبيتين دوري الأبطال، والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في النسخة القادمة، إذ استعادت عدة أندية عريقة مكانتها على الساحة الأوروبية مجددا بعد طول غياب، في صورة ليل ريمس وليل ونيس، بعدما فسحت لها المجال فرق أخرى على غرار مونبلييه وأولمبيك ليون وموناكو وسانت إيتيان.
ضمن باريس سان جيرمان كعادته المشاركة في دوري الأبطال خلال النسخة المقبلة، إذ لم يغب عن هذه المسابقة منذ مطلع العشرية الأخيرة، وعادل إلى المنافسة أيضا غريمه أولمبيك مارسيليا بعد غيابه 6 سنوات، بينما سيشارك نادي رين لأول مرة في بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن من الدور التمهيدي، وباالمقابل سيشارك فريقا ليل وريمس في مسابقة الدوري الأوروبي، بينما سيخوض فريق نيس الأدوار التمهيدية لهذه المنافسة.
بالمقابل ابتعد أولمبيك ليون عن المشاركة في المسابقة الأوروبية التي اعتاد المشاركة فيها خلال العشرين سنة الأخيرة، إما بطلا أو وصيفا أو من الدور التمهيدي، شأنه شأن أندية مونبلييه وموناكو وسانت إيتيان وبوردو ونانت وميتز وستراسبورغ العريقة، في حين دأبت أندية أخرى على المشاركة "الرمزية" في مسابقة الدوري الفرنسي دون أي طموحات أوروبية في صورة أونجيه، وبريست وديجون ونيم وأميان وتولوز، إذ أصبحت تنافس بشكل واضح على تفادي الهبوط.
بالنسبة لباريس سان جيرمان، فإنه لا يزال يواصل البحث عن إحياء أمجاده الأوروبية، عبر استهدافه في كل موسم التنافس على لقب دوري الأبطال، أسوة بغريمه أولمبيك مارسيليا المتوج الوحيد بهذا اللقب من بين الأندية الفرنسية، وفاز باريس سان جيرمان بلقب كأس الكؤوس الأوروبية وكأس إنترتوتو مرة واحدة فقط، ورغم ذلك فإنه يعد من أنجح الأندية الفرنسية.
كما يعد باريس سان جيرمان أيضا من أكثر الأندية الفرنسية تتويجاً بالألقاب في فرنسا، وتوج هذا الموسم مسيرته المظفرة بتأهل تاريخي إلى الدور ربع النهائي على حساب بوروسيا دورتموند الألماني.
من جانبه، يعد أولمبيك مارسيليا أحد أكثر الأندية المستفيدة من قرار إنهاء الموسم الحالي، حيث سيعود إلى بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ موسم 2013-2014، بفضل المدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواش، وسط أزمة مالية تضرب الفريق.
وبدأت المشاكل المالية بعد انتقال ملكية الفريق عام 2016 إلى الملياردير الأمريكي فرانك ماكورت، إذ تجاوز النادي في ميزانيته الحدود المنصوص عليها في قواعد الاتحاد الأوروبي "يويفا" للعب المالي النظيف، بعد أن خسر الموسم الماضي 91 مليون يورو، وستتفاقم الأمور هذا الموسم بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا وتوقف الدوري، وبسبب ذلك يواجه مارسيليا خطر الطرد من دوري أبطال أوروبا.
ويملك مارسيليا مشوارا محترما في المسابقات الأوروبية، إذ أحرز لقب دوري الأبطال عام 1993، وشارك 14 مرة في هذه المنافسة، ومثلها في مسابقة الدوري الأوروبي، وبلغ النهائي أعوام 1999 و2004 و2018، كما أحرز كأس "أنترتوتو".
رين يدخل التاريخ وريمس يعود إلى "أوروبا"
ويسجل نادي رين مشاركته الأولى في تاريخ مسابقة دوري الأبطال، ولو أن ذلك سيكون من بوابة الدور التمهيدي، بعد أن خاض في الموسم الماضي مسابقة الدوري الأوروبي، التي غادرها على يد أرسنال الإنجليزي من دور الـ16، وسبق لرين أن أحرز في السابق كأس "أنترتوتو" الأوروبية التي تم إلغاؤها.
الأمر مختلف بالنسبة لنادي ريمس الذي سيعود للمسابقات الأوروبية بعد حوالي 60 سنة من الغياب، إذ سبق له المشاركة في دوري الأبطال 4 مرات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وبلغ النهائي مرتين، لكنه سيشارك للمرة الأولى في مسابقة الدوري الأوروبي في نسخته الجديدة، بعدما حقق المركز الخامس في الدوري الفرنسي هذا الموسم.
ويعود نادي ليل للمشاركات الأوروبية من بوابة الدوري الأوروبي في النسخة الجديدة، بعد أن غاب عنها في السنوات العشر الأخيرة، وكانت أفضل نتيجة له في دوري أبطال أوروبا هي بلوغ دور الـ16 عام 2007، بينما كانت أفضل نتيجة له أيضا هي الدور الـ16 في مسابقة الدوري الأوروبي أعوام 2002، 2005، 2006 و2010، وسبق للفريق أيضا أن نال لقب "أنترتوتو" في العام 2004.
وبالنسبة لنادي نيس، فإنه يملك مشوارا محترما في المسابقات الأوروبية، خاصة وأنه لا يعد أحد كبار الدوري الفرنسي، فقد شارك مرتين في دوري الأبطال وبلغ الدور ربع النهائي مرتين أيضا، كما خاض بطولة كأس الكؤوس الأوروبية مرة وبلغ الدور الـ16، وشارك 5 مرات في بطولة الدوري الأوروبي وبلغ دور الـ16 أيضا، وكان آخر ظهور له في أوروبا في الموسم 2012/2013.