الكاتب : محمد حسين
يتمتع عالم كرة القدم بمرونة كبيرة، حيث يكفي لأن يشار للمنتخبات والأندية ببعض الألقاب لكي تدرك هوية هؤلاء، ولكن على العكس فإن الكثير من اللاعبين يملكون ألقابا صغيرة تخفي خلفها الأسماء الطويلة التي يحملونها في الوثائق الرسمية.
فمثلا يكفي أن تشير إلى "بيليه" لكي تعرف أن هذا هو الجوهرة وملك كرة القدم وأشهر برازيلي في التاريخ، لعب صغيرا في كأس العالم وحمله في ثلاث مناسبات، ولكن هل تعلم أن بيليه ماهو إلا لقب لاسم طويل لا يعرفه الكثيرون في العالم "إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو"، وكذلك الأمر مع رفيق دربه في سيلساو "مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس" المعرف باسم جارينشيا.
ولا يقتصر اختصار تلك الأسماء الطويلة على ألقاب صغيرة ربما لا تلفت الأنظار، ولكن هناك لاعبون حظوا بألقاب أو كنيات غريبة اقترنت بهم نظير تشابههم من حيث الشكل أو غيرها من الصفات، فمثلا سافر جيفانيلدو فييرا دي سوزا من مدينة فيتوريا البرازيلية متجها إلى شرق آسيا، حيث انضم إلى فيردي ذو الألوان الخضراء، ونظير تسديداته القوية وجسده القصير وبنيته العضلية الهائلة، أطلقت الجماهير اليابانية عليه لقب "هالك" كمؤشر على موهبته الخارقة.
ظل هالك الاسم الذي يحمله النجم البرازيلي على قميصه أينما حل وارتحل بعدها، حيث من الصعب التعرف عليه في حال لم يذكر اسم هالك للإشارة إليه. برازيلي آخر هو المدافع ديفيد لويز اشتهر بفضل أدائه الدفاعي المميز وأهدافه المباغتة سواء من الكرات العرضية أو الكرات المباشرة، لكن شعره المجعد الكثيف والذي يحتفظ به منذ أن ظهر على الساحة الدولية، أكسبه لقب "سايدشو بوب"، الشخصية الكرتونية في مسلسل عائلة سيمبسون.
ويجب على الإنجليزي فيل جونز والروسي ألكسندر كوكورين أن يشكرا أيضاً، أو ربما يلعنا، زملاءهم الذين أطلقوا عليهما لقباً جديداً، فقد أُطلق على المدافع البريطاني لقب "جلين كواجمير"، شخصية كرتونية في سلسلة فاميلي جاي، أما المهاجم الروسي فقد لُقب بـ "بيبر" منذ أن لاحظ مواطنه رومان شيروكوف وجود بعض الشبه بينه وبين المغني الكندي.
وبسبب تشبيهه بالساحرة "كاتشافاتشا"، الشخصية الكرتونية في السلسلة الأرجنتينية "هيخيتوس"، كسب المهاجم الأوروجوياني دييجو فورلان هذا اللقب في بداية مسيرته في إنديبندينتي. أما خليفته في نفس النادي الأرجنتيني، ونقصد الواعد آنذاك سيرجيو أجويرو، فقد تحول إلى "كون" المستوحى من شخصية المانجا اليابانية "كوم-كوم" التي كان يحبها عندما كان طفلاً، وحتى الآن ما زال أجويرو مقترنا بهذا الاسم وفي كل مكان. أما في تشيلي، فيلقب جان بوسيجور بـ "بالماتوريا" في إشارة إلى بطل الرسوم المتحركة المحلية المشهورة في الستينات من القرن الماضي.
ودائماً في إطار إلهامات الرسوم المتحركة، أطلقت جماهير بارما لقب "سوبرمان" على حارس المرمى التاريخي جيانلويجي بوفون بسبب تصدياته الخيالية. وبعد مباراة بطولية ضد إنتر ميلان صد فيها ركلة جزاء للنجم رونالدو ارتدى بذلة البطل الخارق. أما زميله السابق أندريا بيرلو، فلديه عدة ألقاب مثل "تريلي كامبانيلينو" لخفة حركته وسحره. ولِمن يبحث عن "بيتر بان" فهو ليس ببعيد! فالمهاجم الإيطالي أنطونيو كاسانو كسب هذا اللقب للمناسبات المتعددة في مسيرته التي أظهر فيها تشبثه بشبابه.
ومن بين اللاعبين الآخرين الذين يعانون من أزمة سن المراهقة هناك الإسبانيان دافيد فيا وفيرناندو توريس اللذان أنهيا الآن مسيرتهما الكروية وما زالا يلقبان بـ "إل جواخي" و"إل نينيو" على التوالي، أي الطفل بلهجة منطقة أستوريا وبالإسبانية. وكان الأرجنتيني جونزالو هيجواين أيضاً طفلاً للاعب محترف، لذلك فمن المنطقي بعد أن كان يُطلق على والده خورخي لقب "بيبا" في إشارة إلى أنفه الكبير حسب الصحافة الأرجنتينية في ذلك الوقت، أن يُلقب ابنه بـ "إل بيبيتا". وكان وجه الوالد أيضاً السبب في إطلاق لقب جديد على المكسيكي خافيير هيرنانديز، حيث إن العيون الخضراء للوالد أكسبته لقب "تشيتشارو"، أي حبة البازيلاء، وهو ما أعطى للولد لقب "تشيتشاريتو".
إرث خافيير ماسكيرانو لم يكن جينياً، بل كرويا، حيث يُلقب المدافع الأرجنتيني بـ "إل خيفيسيتو" تكريماً للاعب الدولي السابق ليوناردو أسترادا "إل خيفي" (الزعيم). أما بالنسبة للمدافع الألماني الأسطورة فرانز بيكنباور الملقب بـ "القيصر" (الإمبراطور) في وقته، فقد ورث عنه هذا اللقب المدافع المكسيكي رافائيل ماركيز، الملقب بـ "كايزر دي ميتشواكان" لأسلوبه ومسقط رأسه، والمهاجم الفرنسي فرانك ريبيري، الذي أُطلق عليه لقب "كايزر فرانك" لأدائه الرائع في بايرن ميونيخ.
والقائمة العالمية تطول مع ألقاب لنجوم تألقوا وحفروا أسماءهم بأحرف من ذهب، حيث لا يملك ليونيل ميسي لقبا واحدا بل عدة ألقاب، منها البرغوث والأخطبوط، ولكن إطلاق لقب أفضل لاعب على مر العصور حيث يختصر هذا اللقب الطويل بصورة الماعز (جوت).