تحمل طرابلس (ثاني أكبر مدن لبنان) الأعباء، وتسير متحاملة على جراحها المزمنة في الحرب كما في السلم، بإرادة قوية تستمدها من عزم أبنائها.
تعد "الفيحاء" وهو الاسم الشهير لهذه المدينة خزان الرياضة في لبنان وخاصة كرة القدم، وهي اليوم تقاسي الأمرين من جراء الجوائح العديدة التي ضربت لبنان منذ خريف عام 2019، لكن أبناؤها يجيدون الصبر على المحن حباً بالحياة، على الرغم من أن الكثير منهم يعيشون تحت خط الفقر.
أخذ أحمد مغربي نجم نادي طرابلس الذي يمثل المدينة في الدوري المحلي، بزمام المبادرة تجاه الأحياء الفقيرة بحثاً عن أطفال يعشقون كرة القدم ويتوقون إلى الأضواء، وأطلق أكاديمة سوكر 14AM في عام 2016 من منطقة القبة الشعبية المشرفة على نهر أبو علي والتي كانت ترفد على مر السنين فرق المدنية بأهم اللاعبين؛ مثل شعبان سعد ومصطفى كريمة وشعبان حمادة وفارس روفايل وربيع عثمان وسواهم.
ينقل مغربي لاعب منتخب لبنان والنجمة السابق خبرته إلى أشبال الأكاديمية، ويعلمهم أسس اللعبة ومهاراتها، وفي مخيلة هؤلاء الصغار قصصا تروى عن فرق الرياضة والأدب وحركة الشباب الاجتماعي، وعن لاعبين من طرابس؛ مثل بلال وواصف الصوفي أول محترف لبناني في قطر مع السد، وإلياس جورج وخلدون المصري وصلاح دلال وإبراهيم حصني وموريس جريج وغيرهم.
يأخذ أحمد مغربي بيد الصغار بمعاونة زميليه مروان حمزة ومحمد عبيد، ولا يتقاضى من الفقراء أجراً بل يبحث عن رعاة لكي تستمر الأكاديمية الشهيرة باسمه ومعها عجلة الحياة في عاصمة الشمال.. عبر جيل ينبذ العنف، ويبتعد عن آفات المجتمع، ويشق أمام ناظريه نافذة الحلم.
هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في هذه القناة https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.