لم تخل بطولة كأس العالم على مدار تاريخها من المواقف الطريفة والعجيبة، وقد شهدت النسخة الثانية عشرة من النهائيات العالمية، والتي استضافتها إسبانيا خلال الفترة بين 13 يونيو/ حزيران و11 يوليو/ تموز من عام 1982، موقفاً عجيباً، وللصدفة برز منتخب عربي في بؤرة الحدث.
لا يختلف اثنان على أن اللقطة التي شهدها ملعب "نويفو خوسيه زوريلا"، بمدينة بلد الوليد الإسبانية، هي اللقطة الأكثر طرافة في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930 في أوروغواي، حيث أجبر الشيخ فهد الأحمد، رئيس اتحاد الكرة الكويتي آنذاك، حكم الساحة السوفيتي ميروسلاف ستوبار على إلغاء هدف سجله المنتخب الفرنسي.
فبينما كانت النتيجة تُشير إلى تقدم المنتخب الفرنسي 3-1 في مباراته ضد الكويت، بإطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال 1982، انطلقت صافرة من المدرجات أدت إلى توقف مدافعي المنتخب الكويتي عن اللعب، لكن في المقابل لم يبد المهاجم الفرنسي آلان جيراس للصافرة أي اكتراث متابعاً سيره نحو المرمى، ليُحرز رابع أهداف بلاده، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكويتيين.
وحينها، قرر الشيخ فهد الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي في ذلك الوقت، النزول إلى أرضية الملعب، وذلك من أجل الاحتجاج على احتساب الهدف، ليُجبر الحكم السوفيتي على إلغائه، قبل أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رفضه القرار، مؤكدا تثبيت نتيجة المباراة بفوز فرنسا على الكويت 4-1، وفرض غرامة قاسية على الاتحاد الكويتي لكرة القدم بقيمة 11 ألف دولار.
شاهد.. الشيخ فهد الصباح يتدخل ويلغي هدفا فرنسيا في شباك الكويت- نهائيات كأس العالم 1982
ماذا قدمت الكويت في مشاركتها الوحيدة بنهائيات كأس العالم؟
إجمالا، قدمت الكويت مردودا جيدا في نهائيات كأس العالم "إسبانيا 1982"، وقد نالت نقطة من تعادل إيجابي (1-1) مع تشيكوسلوفاكيا، قبل أن تخسر 4-1 و1-0 أمام فرنسا وإنجلترا على الترتيب، لتودع البطولة من الدور الأول.
ولا تزال تلك التجربة هي الأولى والأخيرة للكويت في نهائيات كأس العالم، وقبل أشهر، خسر الأزرق فرصته في التأهل إلى مونديال قطر 2022؛ بعد عدم ترشحه إلى الدور النهائي من التصفيات الآسيوية.