أغرب تهنئة.. وفن ثأر البطل 

بواسطة Salwa.Alkheir , 14 يونيو 2023

"لقد تعبنا من كثرة المباركة لهذا النادي".. تلك كانت بداية أغرب تهنئة رصدتها في حياتي الإعلامية، والتي أرسلها نادي أستون الإنجليزي للنادي الأهلي المصري عقب تتويج الأخير بكأس دوري الأبطال الأفريقي لكرة القدم للمرة الحادية عشرة في تاريخه، "رقم قياسي".

والحقيقة أن أغرب تهنئة كشفت عن حقيقة؛ وهي احتكار النادي الأحمر المصري للألقاب القارية، وهو من توج بكأس الأميرة السمراء 3 مرات في آخر 4 نسخ من البطولة، وبالتالي كان الأكثر ظهورًا في بطولة كأس العالم للأندية بواقع 8 مرات، ويتأهب للمشاركة التاسعة ليكون ثاني أكثر أندية العالم ظهورًا على المسرح المونديالي العالمي بعد الضيف الدائم أوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل "الأقيانوس".

والراصد الجيد يمكنه أن يكتشف أن إحراز البطولات في النادي الأهلي هي القاعدة، ونادرًا ما يكون هناك استثناء، النجاح في الأهلي قاعدة ثابتة لا تتغير مع اختلاف الأجيال أو الإدارات ولا حتى المدربين.

في عهد الرئيس الأسطوري الراحل، صالح سليم، بدأت رحلة الأهلي مع البطولات والألقاب القارية، وفي الفترة من العام 1982 سطر لقبه الأول في كتاب دوري الأبطال وحتى العام 1987، حيث حقق لقبه الثاني في تلك البطولة، بينهما حقق لقب أبطال الكوؤس الأفريقية قبل تحولها إلى بطولة الكونفيدرالية 3 مرات متتالية، أي أنه في 6 سنوات حقق 5 ألقاب قارية وسقط منه لقب دوري الأبطال العام 1983 في كوماسي الغانية.

وحتى عندما قاطع الأهلي البطولات الأفريقية في الفترة من 1994 وحتى عام 1998 على خلفية أزمة مباراة كأس السوبر الأفريقي في جوهانسبرغ، حول قبلته تجاه البطولات العربية وحصد 4 ألقاب في 4 سنوات، وكان أول نادٍ يجمع كل الألقاب العربية؛ تمثلت في أبطال الكؤوس 1995 وأبطال الدوري 1996 وكأس النخبة مرتين متتاليتين 1997 و1998 في المغرب وتونس تباعًا.

وبعد وفاة الرئيس الأسطوري صالح سليم "المايسترو" بعدما استلم جائزة نادي القرن في أفريقيا، تولى الرئاسة خليفته حسن حمدي والذي تحول إلى الرئيس التاريخي للقلعة الحمراء.

في عهده بدأ مسلسل احتكار بطولات القارة السمراء في ثوبها الجديد بعد تحولها من بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، إلى دوري الأبطال الأفريقي.

وفي الفترة من 2005 و2013 توج الأهلي باللقب الكبير 5 مرات، وفي عهده بدأت رحلة الأهلي مع العالمية، وكان أول نادٍ يشارك في 3 نسخ من مونديال الأندية.

واللافت أن الأهلي حافظ على مجده وألقابه في وقت كانت مصر تعيش أكبر ثورتين في تاريخها، وفي وقت كانت الرياضة المصرية تموت ببطء مع تجميد النشاط، وتوج بلقبي دوري الأبطال مرتين متتاليتين 2012 و2013 وشارك في كأس العالم.

وعندما صعد الأسطورة الكروية الأهلاوية والمصرية والأفريقية محمود الخطيب إلى قمة الهرم الإداري في ناديه استمر النجاح، وفي عهده أحرز الأهلي اللقب القاري الكبير 3 مرات في 4 أعوام فقط.

تاريخ الرياضة المصرية يعترف بأن الإنجازات تكون مجرد طفرات مؤقتة مثل فترة الجيل الذهبي للمنتخب الوطني الذي حقق 3 ألقاب متتالية في كأس الأمم الأفريقية 2006 و2008 و2010 وبعدها لم يعرف سوى الانكسارات، وحتى الفوز بميداليات أولمبية تكون نتيجة طفرة من لاعب وليس نتيجة تخطيط.

ونتوقف أمام نقطة أخرى في تتويج الأهلي الأخير والذي كشف لنا إجادته لفن الثأر، بعد عام واحد من إخفاقه أمام الوداد في المغرب في نهائي النسخة قبل الأخيرة، عاد ليحقق اللقب على حساب نفس الفريق وعلى نفس الملعب.

ليبرهن للجميع أن إخفاقه العام الماضي كان بفعل فاعل، ومن قبله كان ثأر الأهلي عنيفًا من صن داونز الجنوب أفريقي الذي عاقبه على فوزه بخماسية في نسخة عام 2019، وكان الانتقام والثأر الأحمر كبيرًا وأطاح به من البطولة 3 مرات متتالية حتى إن المعلق التونسي عصام الشوالي علق قائلًا أإن صن داونز سيدفع الثمن إلى يوم يبعثون.

Image
النادي الأهلي المصري يفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا (AlAhly SC)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off
Caption
الأهلي المصري توج بلقب دوري أبطال أفريقيا 2023 في ملعب الوداد (AlAhly SC)
Show Video
Off