أسود الأطلس يحققون حلم العرب والأفارقة كافة

بواسطة Salwa.Alkheir , 12 ديسمبر 2022

بعد اثنين وتسعين عامًا على انطلاق نهائيات كأس العالم، سطر منتخب المغرب بمداد من الذهب، ملحمة سيخلدها التاريخ العالمي لكرة القدم، بتحقيقه إنجازًا عربيًا إسلاميًا وإفريقيًا غير مسبوق؛ بوأه مكانًا في "المربع الذهبي"، مربع الكبار.

ملحمة تضاعفت أهميتها واكتمل رونقها وفاض إشعاعها بأن كانت ساحات وغاها أرضًا عربية إسلامية. ملحمة نتمنى أن تتوج فصولها ببلوغ المباراة النهائية ورفع كأس مونديال قطر 2022. 

وفي الحقيقة، فإن انتزاع المغرب تأهلًا تاريخيًا ببلوغ الدور نصف النهائي في مونديال قطر، كأول منتخب عربي وأفريقي وثالث منتخب من خارج أوروبا وأمريكا اللاتينية، القطبين المهيمنين على هذه البطولة، يصل إلى هذا الدور المتقدم بعد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1930، وكوريا الجنوبية عام 2002، لم يكن "مفاجأة" كما يرى بعضهم.

إنه أمر واقع جلي بالنظر إلى انتصار "أسود الأطلس" على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال وإلى ما قدمه هذا المنتخب من مردود رائع، وما التزم به من انضباط تكتيكي، وما تحلى به من نضج فني وذهني على مدى الأدوار الثلاثة الأولى من منافسات المونديال؛ إضافة إلى ما يزخر به من لاعبين نجوم ينشطون في أعرق البطولات الأوروبية والعربية الخليجية، ويقارعون كبار نجوم اللعبة العالميين. 

إنهاء مغامرة كريستيانو رونالدو ورفاقه في المنتخب البرتغالي من الدور ربع النهائي نعتته صحيفة "ليكيب" الفرنسية بانفجار بلغت آثار موجة صدمته آلاف الكيلومترات على امتداد قارة بأكملها مولعة بكرة القدم. 

وهو كذلك انتصار حقق حلم العرب والأفارقة كافة، إذ اعتبرت الصحيفة الرياضية الفرنسية الأولى أنه انتصار لكل أفريقيا، مشددة على أن المغاربة أصبحوا "أبطالًا بلا حدود". 

صحيفة لوموند الفرنسية، وفي احتفائها -على غرار باقي الصحف العربية والعالمية- بوصول المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي، قالت إن زئير الأسود اجتاح الملعب وبلغ صداه كل شوارع المغرب وحتى أعلى قمم جبال الأطلس. وأكدت "لوموند" على أن المنتخب المغربي "حطم السقف الزجاجي" في الدور ربع النهائي الذي خرجت منه الكاميرون عام 1990، والسنغال عام 2002، وغانا عام 2010. 

ومثلما اعتبرت إذاعة فرنسا الدولية "RFI" أن أسود الأطلس يريدون الذهاب بعيدًا في مونديال قطر، وأن كل شيء يظل ممكنًا بالنسبة إليهم، فإن كل ما نرجوه الآن هو أن يكسر المنتخب المغربي سقفًا زجاجيًا آخر في الدور نصف النهائي عند لقائه مع نظيره الفرنسي، وأن يتواصل الحلم العربي حتى يبلغ الانتصار منتهاه، والفرح مداه بالظفر في اللقب العالمي.

Image
المنتخب المغربي
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off

Tags

Caption
لاعبو المنتخب المغربي خلال مواجهة المنتخب البرتغالي في مونديال قطر (Getty)
Show Video
Off