يعد مونديال فرنسا 1998، واحداً من أبرز بطولات كأس العالم لما حمله من إثارة، خاصة على صعيد هوية البطل، بعد فوز منتخب الديوك فرنسا بالكأس الذهبية للمرة الأولى في تاريخهم، متفوقين على عمالقة البرازيل ونجومها الكبار بصورة صادمة في المواجهة الختامية بثلاثة أهداف دون رد.
تألق المغرب.. إبداع الهداف دافور سوكر، حصد كرواتيا للميدالية البرونزية.. رأسيات زيدان القاتلة، والكثير من اللقطات التي لا تنسى في المونديال الفرنسي كانت حاضرة قبل (23) عاماً من الآن، لكن الحادثة الأبرز تلك التي كان عنوانها: "لماذا ظهرت البرازيل بهذا الشكل السيئ في المواجهة النهائية؟".
خسارة صادمة لحامل لقب كأس العالم 1994
كان استسلام البرازيل في المواجهة النهائية لكأس العالم 1998 أمام فرنسا صادماً للغاية، فنجوم أمثال رونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس وغيرهم عجزوا عن فعل أي شيء من أجل إنقاذ سمعة بلادهم، واكتفوا بمشاهدة زيدان ورفاقه يتألقون وصولاً إلى حمل الكأس الذهبية.
كل ذلك قاد الحكومة البرازيلية إلى فتح تحقيقٍ رسمي في الحادثة، وسط اتهامات بحصول اللاعبين على رشاوى مالية من جهات مختلفة، لضمان عدم اللعب بشكل جيد في المواجهة الختامية، تمهيداً لمنح فرنسا لقبها المونديالي الأول في قلب العاصمة الفرنسية باريس.
ثلاثية فرنسا في مرمى البرازيل في نهائي 1998
قبل خمسة أيام من الخسارة أمام فرنسا، قدمت البرازيل واحدة من أجمل مواجهاتها، بعد نجاح السامبا في إقصاء هولندا من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح، وسط تألق لافت من المهاجم رونالدو، الذي نجح في تلك الليلة بتسجيل هدفين في شباك الطواحين.
أداء البرازيل أمام هولندا، منح الجماهير ثقة كبيرة بالنفس، فما قدمه نجوم السامبا يجعلهم مرشحين فوق العادة للفوز بالبطولة المونديالية للمرة الخامسة في تاريخهم "رقم قياسي"، ولا يمكن للفرنسيين، يتقدمهم زيدان، فعل الكثير أمام رونالدو ورفاقه.
انهيار رونالدو قبل المباراة النهائية أمام فرنسا
رونالدو ظهر بشكل مميز في كل مشاركاته بالمونديال باستثناء مواجهة فرنسا
في الثاني عشر من يوليو للعام 1998، وهو اليوم الذي يحتضن بين ساعاته نهائي مونديال فرنسا 1998، تناول الفريق البرازيلي الغداء في ليسيني بالقرب من العاصمة باريس، وعقب العودة مباشرة إلى الفندق، انهار رونالدو من البكاء داخل الغرفة التي كان يتقاسمها بصحبة روبرتو كارلوس.
خوف كبير سيطر على رونالدو بشهادة روبرتو كارلوس، الذي حاول تهدئة مهاجم إنتر ميلان، لكن رونالدو ظل يبكي خوفاً من مصير البرازيل المنتظر أمام فرنسا، قبل أن تصيبه حالة من التشنج يصعب السيطرة عليها، انتهت بخروج "الرغوة" من فمه، مما ينذر بكارثة حقيقية.
روبرتو كارلوس سرعان ما بدأ يصرخ بحثاً عن النجدة، وتدخل الثنائي سيزار سامبايو وإدموندو في محاولة لمنع رونالدو من إبتلاع لسانه، لتنتهي الحادثة بظهور الطاقم الطبي الذي منح رونالدو بعض المهدئات لمساعدته على النوم، خاصة أنه كان يعاني من إفراط تناول مسكنات الآلام بعد تفاقم إصابته أمام المغرب في 16 يونيو/حزيران من البطولة المونديالية.
قبل النهائي.. نجوم منتخب فرنسا يتحدثون عن صعوبة إيقاف رونالدو
عقب استيقاظ رونالدو، سارع المهاجم المميز بتناول فنجان من الشاي، لكن الأطباء أخبروا الجهاز الفني للسامبا بضرورة استبعاد رونالدو من المواجهة النهائية بفعل سوء حالته الصحية، وتراجع حالته البدنية، الأمر الذي تحقق بحذف اسم رونالدو من القائمة التي تستعد لخوض مواجهة النهائي أمام فرنسا مع مشاركة إدموندو هداف فيورنتينا أساسياً عوضاً عنه، وهو اللاعب الذي وصل إلى فم رونالدو أثناء حالة التشنج، ونجح في الإمساك بلسانه قبل بلعه.
لكن المفاجأة، تمثلت في تدخل رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ريكاردو تيكسيرا، الذي دخل إلى غرفة ملابس الفريق قبل ساعة من انطلاق المباراة، ليضغط على الجهاز الفني من أجل إعادة رونالدو، خشية خسارة الكثير من الأموال بفعل عقد الرعاية مع "نايكي" البالغ قيمته (80) مليون جنيه إسترليني، ليظهر رونالدو من جديد في التشكيلة الأساسية على حساب إدموندو قبل (20) دقيقة فقط من موعد انطلاق النهائي.
إدموندو كان سيشارك مكان رونالدو في النهائي
نتيجة التحقيقات البرازيلية في أسباب خسارة نهائي 1998
تحقيقات البرازيل في الحادثة، خلصت إلى (3) نظريات للمؤامرة، واحدة منها كانت السبب في هذا السقوط المروع أمام فرنسا.
النظرية الأولى: عانى رونالدو من أزمة صحية أخفاها على الجميع، وتسببت المسكنات التي حصل عليها في ذلك الوقت من الفريق الطبي البرازيلي، بمضاعفات سلبية في حالته الصحية، وصولاً إلى انهياره بذلك الشكل المرعب، الأمر الذي تسبب في ضرب الحالة النفسية للفريق البرازيلي في مقتل، خاصة أن سقوط رونالدو أعقبه صراخ بكلمات "إنه ميت.. إنه ميت"، مما يؤكد أن ما رآه اللاعبون البرازيليون في تلك الحادثة كان مرعباً للغاية.
النظرية الثانية: لم يكن رونالدو مريضاً، وكل ما حدث كان مجرد مسرحية لا أكثر، بعد تلقي الاتحاد البرازيلي لكرة القدم رشوة مالية بقيمة (15) مليون جنيه استرليني، إلى جانب الفوز بحق استضافة المونديال المقبل، مقابل ترك فرنسا تفوز باللقب، أما رونالدو فغادر المواجهة رفضاً للرشوة، لكن تهديدات "نايكي" بحرمانه من أموال الرعاية دفعته للعودة دون اللعب بصورة جيدة.
النظرية الثالثة: شركة " نايكي " تدخلت لتجبر البرازيل على إعادة إشراك رونالدو أساسياً، رغم حالته الصحية السيئة، رغم أن الشركة سرعان ما أصدرت بياناً يرفض هذه الاتهامات بشكل قاطع، إلا أنها نظرية يرددها الكثيرون، خاصة أن رعاية "نايكي" للمونديال كانت قائمة بشكل أساسي على البرازيل، مما يعني حاجتها الماسة لمشاركة أفضل تشكيلة للسامبا في المواجهة الختامية.
هذه هي حكاية خسارة البرازيل بشكل مؤلم أمام فرنسا بثلاثة أهداف دون رد في نهائي مونديال 1998، فماذا عنكم!! ما هي النظرية التي تفضلون تصديقها في هذه الحادثة، ولماذا خسرت السامبا أمام الديوك في هذا النهائي؟