أزمة جديدة بين اتحاد الكرة الجزائري ووزارة الرياضة

بواسطة messaoud.allel , 19 يوليو 2020

مسعود علّال

 

اندلعت أزمة جديدة بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة في الجزائر، امتدادا لتأزم العلاقة بين الطرفين منذ أسابيع، على خلفية قضايا متعلقة بالمنظومة الكروية في البلاد، وأهمها مصير الموسم الكروي 2019/2020 الذي توقف في شهر آذار/مارس الماضي بسبب انتشار وباء كورونا المستجدّ، وكذلك تغيير نظام منافسات الدوري بكل أقسامه إضافة إلى تعديل لوائح وقوانين الاتحاد.

 

وفي خضم العلاقة المتأزمة أصلا بين اتحاد الكرة ووزارة الرياضة، برزت إلى السطح مشكلة أخرى تجلت نفاصيلها في نهاية الأسبوع الماضي، إذ قام الاتحاد الجزائري بتقديم طلب لوزارة الرياضة قصد عقد جمعية عمومية استثنائية قبل نهاية شهر تموز/يوليو الحالي للحسم في مصير الموسم الكروي المتوقف، إلا أن رد الوزارة كان صادما وحمل بين طياته عدة رسائل مشفّرة موجهة للاتحاد ورئيسه خير الدين زطشي.


رفض وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي طلب اتحاد الكرة بعقد جمعية عمومية استثنائية لحسم مصير الموسم الكروي المتوقف، كما رفض أيضا مخطط رئيس اتحاد الكرة خير الدين زطشي تغيير نظام المنافسة بداية من الموسم القادم، واصفا خطوة اتحاد الكرة بـ"المراوغة والإرتجال" وبأنه "يتنافى" مع اللوائح.

وأوضحت الوزارة في بيان:"طلب عقد جمعية عمومية عادية في دورة استثنائية اختراع قانوني وارتجال (مراوغة) و يتنافى مع لوائح الإتحاد"، وأضاف البيان:" إذا كان القصد من هذا الطلب هو عقد جمعية عوميمة عادية، فإن القانون الأساسي للاتحاد الجزائري لكرة القدم يحدد بدقة شروط و كيفيات انعقادها".

 

وتابع بيان الوزارة يقول:"وأما إذا كان القصد منه عقد جمعية عمومية استثنائية، فإن المادة 29 الفقرة 6 من القانون الأساسي للاتحاد، تحدد بدقة اختصاص الجمعية الاستثنائية في 3 حالات دون سواها وهي: تغيير مقر الاتحاد، أوتعديل النظام الأساسي أو حلّ الإتحاد، وأما إذا كان الغرض من طلب عقد جمعية استثنائية هو استشارة كل الفاعلين فإن الاتحاد يمكنه القايم بذلك دون الإخلال بالقانون الأساسي للاتحاد".


وحمل بيان الوزارة أيضا، تذكيرا لاتحاد الكرة أكد من خلاله استحالة استئناف المنافسات، وذكر ما جاء في بيان وزارة الشباب والرياضة الأخير الصادر يوم 9 يوليو الماضي، والذي أكد عدم الترخيص باستئناف المنافسات الرياضية والتجمعات في الوقت الراهن، بناء على توصيات اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا. 


وحمل بيان الوزارة الأخير عدة رسائل موجهة لرئيس الاتحاد خير الدين زطشي، ومنها إحباط مساعي الاتحاد بتغيير نظام المنافسة في الدوري تحسبا للموسم المقبل، بالرغم من أن هذا الأمر صدقت عليه الجمعية العمومية العام الماضي، وكذلك حمل البيان تحذيرا لاتحاد الكرة و الاتحادات الأخرى من مغبّة تغيير قوانينها الأساسية ونظام المنافسات في آخر سنة تسبق نهاية ولاية الإتحادات.

 


ولم تتوقف رسائل وزارة الرياضة الجزائرية "المناهضة" لاتحاد الكرة ورئيسه خير الدين زطشي عند هذا الحد، كون الوزي سيد علي خالدي أثار الجدل مجددا عشية احتفال الجحماهير الجزائرية بالذكرى الأولى لتتويج المنتخب الجزائري بلقب كاس أمم إفريقيا 2019، وهو اللقب الثاني في تاريخ الكرة الجزائرية بعد الأول عام 1990.


نشر خالدي تدوينة مثيرة للجدل على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" وجه فيها التهاني للاعبي المنتخب ومديره الفني جمال بلماضي، إلا أنه استثنى من التهنئة اتحاد الكرة ورئيسه خير الدين زطشي، ما طرح تساؤلات عدة وسط الجماهير ووسائل الإعلام المحلية التي تفاعلت مع منشور الوزير.


وكتب الوزير سيد علي خالدي:"عشية الذكرى الأولى لكأس أمم إفريقيا التي عاد بها إلى الديار أبناء الجزائر الأبرار بكل فخر و إعتزاز، محققين أفراح الشعب الجزائري بالتتويج باللقب القاري، أود أن أجدد للاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم ولطاقمه الفني، الذي يقوده ببراعة ومسؤولية واقتدار المدرب الفذ جمال بلماضي، أسمى معاني التقدير والعرفان والامتنان لما أبانوا عنه من التزام و وطنية و تضحية توجت بالنصر المبين".


‎وتابع الوزير:"كما أود أن أجدد لهم دعم الدولة الجزائرية، وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية و الحكومة لتتواصل مسيرتهم الملهمة نحو المزيد من الإنجازات والألقاب وليُكتب هذا الجيل بأحرف من ذهب في سجل الرياضة الجزائرية المشرف." 


وأعاد تصرف الوزير إلى الأذهان، الموقف الصعب الذي تعرض له رئيس اتحاد الكرة خير الدين زطشي العام الماضي، عندما تم إقصاؤه من حفل تكريم المنتخب بقصر رئاسة الدولة، وانتشرت وقتها أنباء عن عزمه الاستقالة من منصبه قبل أن يتراجع عن ذلك إثر تدخل أطراف نافذة في السلطة.
 

Image
سيد علي خالدي.jpg

Tags

Caption
سيد علي خالدي وزير الشباب والرياضة الجزائري(facebook)