ليست مجرد مباراة، وليست مجرد بطولة، "الحكاية أكبر من كدة بكتير".. أتحدث عن السوبر المصري بين الزمالك والأهلي، "الديربي الأشهر والتاريخي". في الظروف العادية، ومهما كان ترتيب الفريقين في الجدول، تكون للمباراة أهميتها جماهيريا وإعلاميا، فما بالنا، والسوبر يأتي في ظروف غير عادية، وشبه قطيعة وقضايا وأحكام بين المجلسين ورؤساء النادي، وتحدي غير عادي على "السوشيال" بين الجماهير البيضاء والحمراء، وللتأكيد على أنها مباراة غير عادية و"سوبر كومبو"، بدأت المناوشات مبكرا بين إدارتي الناديين والأجهزة الفنية، وانتشرت ما يسمي بحرب "التيشيرتات أو الفانلة الزرقاء"، والسبب تسريب زملكاوي بأن الفريق سيخوض اللقاء بـ"الفانلة الزرقاء" من باب التفاؤل، حيث سبق لأبناء القلعة البيضاء الفوز علي الأهلي أكثر من مرة باللون الأزرق، وأصبح هناك قناعة لدي جماهير الزمالك بأن الأهلاوية "بيخافو من اللون الأزرق".
الموضوع لم يمر مرور الكرام مع جماهير الأهلي، التي سخرت من تشاؤم الغريم التقليدي من "فانلته التاريخية" (البيضاء)، رغم أن الزمالك يعتبر صاحب الأرض، ومن حقه اللعب بزيه الرسمي، ورد معسكر "ميت عقبة" بأن هناك حالة من التفاؤل للأهلاوية بسبب إقامة السوبر في ملعب "هزاع بن زايد"، الذي شهد فوز الأهلي على فيريرا بنفس الملعب 2015.
مباراة الجمعة أو السوبر المصري تحول إلى الخوض في تفاصيل أبعد ماتكون عن مباريات الكرة، أهمها التفاؤل والتشاؤم، وللتأكيد على أنها أكبر من مجرد مباراة، فإن توقعاتنا أن تكون ردود الأفعال قاسية على الفريق المهزوم، وفي حال هزيمة الزمالك، فسيكون أول توتر في العلاقة بين "البروف" فيريرا وإدارة الزمالك. توترا قد يكون خفيفا أو في أعلى درجات "ريختز" حسب سيناريو ونتيجة المباراة.
ورغم أن إدارة الأهلي تتعامل بهدوء في مثل هذه الظروف، فإن الوضع مختلف هذه المرة؛ لأن خسارة السوبر بعد الموسم الخالي من البطولات (لا دوري ولا كأس ولا أفريقيا )ستكون لها عواقب وخيمة، وبدون أي مبالغة، قد تكون بداية النهاية للسويسري كولر.
"تاني وتالت".. ليست مجرد مباراة، ولكنه "سوبر كومبو"؛ لاسيما أن الفائز سيحصل على انطلاقة تاريخية، والمهزوم سيدخل في دوامة من المشاكل، لايعرف أحد مداها، و"اللي مش مصدق" ينتظر ويشاهد، ويتأكد من ردود الأفعال مساء الجمعة.