يخوض باريس سان جيرمان الفرنسي مباراة "موسمه"، اليوم الأربعاء، على أرض بايرن ميونخ الألماني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، باحثاً عن قلب خسارته ذهاباً في عقر داره ومعوّلاً على الفورمة الجيدة لنجم هجومه كيليان مبابي.
ويتعيّن على بطل فرنسا التفوّق على الفريق البافاري، لقلب خسارته ذهاباً بهدف لاعبه السابق كينغسلي كومان، بغية عدم الإقصاء مجدداً في الدور ثمن النهائي، على غرار العام الماضي عندما ودّع أمام ريال مدريد الإسباني البطل.
وبعد إقصائه من مسابقة الكأس المحلية أمام غريمه مرسيليا، سيبقى للفريق المملوك قطرياً ساحة الدوري المحلي؛ حيث يتصدر بفارق مريح عن مرسيليا، بحال توديعه الأربعاء من المسابقة القارية الأولى التي يلهث وراءها منذ أكثر من عقد. وهو الإقصاء الذي سيعمّق الضغوط على مدربه كريستوف غالتييه القادم هذا الموسم مع المدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس.
غالتييه: يجب أن نكون أكثر عدوانية
قال غالتييه في المؤتمر الصحافي عشية المواجهة: "من أجل قلب النتيجة أمام بايرن يتوجب على سان جيرمان أن يلعب بشكل أفضل بكثير مما فعل في الذهاب مع خطة لعب مغايرة".
وأضاف عن مشاركة مبابي: "مشاركة كيليان مبابي تسمح لنا بالحصول على مزيد من العمق والاختراق، ولكن يجب أن نلعب في منطقة أعلى من الملعب، وأن نستعيد الكرة في منطقة المنافس. يجب أن نكون أكثر عدوانية، ولعب مباراة أكثر تكاملاً من الذهاب".
وأشار المدرب الفرنسي إلى أن الثلاثي المصاب المغربي الدولي أشرف حكيمي، والبرازيلي ماركينيوس، ونوردي موكييلي جاهز لخوض المواجهة، لكن غالتييه سيتخذ قراره النهائي بمشاركة هذا الثلاثي من عدمها مع نهاية التمارين.
ويحلم مبابي، هداف مونديال قطر، بمنح سان جيرمان اللقب القاري الأول، وهو إنجاز لم يتمكن من تحقيقه سوى مرسيليا في فرنسا مطلع تسعينيات القرن الماضي.
لم يكن مبابي في لياقة جيدة عندما خسر نهائي 2020 أمام بايرن بهدف كومان أيضاً، لكنه يتحيّن الفرصة لحمل فريقه على كتفيه الأربعاء، في ظل غياب زميله البرازيلي نيمار الذي أعلن فريقه الإثنين غيابه ثلاثة أو أربعة أشهر لإجرائه جراحة في كاحله.
رفع سان جيرمان معنوياته جزئياً بعد خسارة نهائي لشبونة، بإقصائه بايرن من ربع نهائي 2021 بفضل ثنائية مبابي ذهاباً، وهو يعوّل على التمريرات القاتلة لزميله بطل العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي عرف المجد سابقاً مع برشلونة الإسباني.
وفيما عكّر اتهام ظهيره حكيمي باغتصاب امرأة أجواء الفريق، عوّض باريس سان جيرمان ثلاث هزائم توالياً، بفوزه ثلاث مرات شهدت تسجيل مبابي خمسة أهداف وتمريرتين حاسمتين.
تشوبو-موتينغ وكومان
في المقابل، يمرّ بايرن في فترة جيدة، مع انفتاح شهية التسجيل لمهاجمه الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ صاحب أربعة أهداف في آخر سبع مباريات، وخمسة من المتألق كومان، علماً أن الأخيرين حملا سابقاً ألوان سان جيرمان.
الفريق الذي يخوض معركة طاحنة مع بوروسيا دورتموند على صدارة البوندسليغا التي هيمن عليها في العقد الأخير، عزّز صفوفه بالمهاجم السنغالي ساديو ماني وقلب الدفاع الهولندي ماتيس دي ليخت، لاستعادة اللقب القاري.
ويدرك مدربه الشاب يوليان ناغلسمان أن الخروج المبكر من المسابقة القارية المتوج بلقبها 6 مرات، لن يعوّضها التتويج المحلي، رغم المنافسة الشرسة مع دورتموند المتساوي معه بعدد النقاط.
وبعد فوزه الصعب على شتوتغارت السبت (2-1)، يأمل ناغلسمان (35 عاماً) أن يُحكم على أداء وأسلوب مواجهة بايرن ضد سان جيرمان وليس "النتيجة" فقط.
وحرص ناغلسمان على إغلاق باب غرف الملابس على لاعبيه مشدداً على أهمية المواجهة ضد سان جيرمان: "قلت لهم إننا سنخوض مباراة هامة جداً الأربعاء وعلينا أن نلعب بقوة، فريقهم صعب وهم بين الأقوى في أوروبا".
وأقصي بايرن مرة وحيدة في العقد الأخير قبل ربع النهائي (في 2019 ضد ليفربول الإنجليزي)، علماً أنه الفريق الثالث من حيث التتويج وراء ريال مدريد الإسباني (14) وميلان الإيطالي (7).
توتنهام لقلب الطاولة على ميلان
وفي مباراة بين فريقين يقاتلان للتأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، يبحث توتنهام الإنجليزي عن قلب خسارته ذهاباً على أرض ميلان الإيطالي بهدف نظيف.
مُني الفريق اللومباردي بخسارة مفاجئة أمام فيورنتينا في الدوري المحلي، ليتساوى مع روما في المركز الخامس. أما توتنهام، فسقط على أرض وولفرهامبتون، وبات ليفربول الخامس على مقربة ثلاث نقاط منه مع مباراة مؤجلة.
ويعوّل مدرب ميلان ستيفانو بيولي على استعادة مهاجمه البرتغالي رافائيل لياو مستوياته السابقة، لإنقاذ موسمه حيث يبتعد 18 نقطة عن نابولي المتصدر والمتجه نحو لقبه الأول في الدوري المحلي منذ أكثر من ثلاثة عقود.
في المقابل، يعود الإيطالي أنطونيو كونتي إلى مقعد توتنهام، في ظل تكهنات حول استمراره مع توتنهام الذي يعيش موسماً متذبذباً.
وغاب كونتي أربع مباريات عن توتنهام بعد خضوعه لجراحة استئصال المرارة في إيطاليا، بينها الخسارة أمام شيفيلد يونايتد من المستوى الثاني 0-1 في الدور الخامس من مسابقة الكأس.
لم يحرز توتنهام أي لقب منذ 2008، وحتى قدوم مدرب من طراز كونتي لم ينجح حتى الآن في إعادته إلى سكة الألقاب، وفيما شكّك كونتي بسياسة انتقالات رئيس النادي دانيال ليفي، تعرض ابن الثالثة والخمسين لانتقادات المشجّعين؛ نظراً لتكتيكه المتحفظ وتبديلاته المستغربة.
ويحتاج فريق شمال العاصمة لرفع معنوياته قبل لقاء الرد أمام ميلان الذي اقتنص فوزاً هاماً، بهدف مبكر للإسباني إبراهيم دياز في لقاء الذهاب على ملعب سان سيرو.
وشرح الويلزي بن ديفيز ظهير توتنهام أهمية عودة كونتي إلى مقاعد البدلاء: "لقد غاب منذ فترة لكن لدينا مباراة كبيرة الأربعاء ومن الهام تواجده معنا".
أما مساعده كريستيان ستيليني الذي لعب دوره في ظل غيابه، فقال: "أنتونيو سيشكّل دفعاً قوياً لنا حتى نهاية الموسم. أظهر الفريق لأنتونيو أنه حيّ. يريدون الفوز والسيطرة على المباريات".