قاد جيمي باتلر فريقه ميامي هيت في معركة شرسة في الربع الأخير، فتقوّف على مضيفه بوسطن سيلتكس مرّة أخرى تواليًا، الجمعة (فجر السبت حسب توقيت المنطقة العربية) في نهائي المنطقة الشرقية لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA).
وصدم هيت صاحب الأرض 111-105، ليتقدّمه 2-0 قبل انتقال السلسلة إلى ميامي في المباراتين الثالثة والرابعة، حيث سيكون هيت قادرًا على حسمها 4-0 وبلوغ نهائي الدوري، لملاقاة الفائز بين دنفر ناغتس ولوس أنجلوس ليكرز (2-0)، وتقام المباراة الثالثة على أرض ميامي في فلوريدا يوم الأحد (فجر الإثنين).
وتأخر ميامي بفارق 11 نقطة مطلع الربع الأخير، ثم 7 قبل تسع دقائق من النهاية. بيد أن باتلر (27 نقطة) قاد ميامي لتسجيل 20 نقطة مقابل 9 فقط لخصمه في الدقائق الأخيرة من المباراة التي وضعت هيت على مقربة من بلوغ نهائي الدورة مرةً ثانيةً بعد 2020 عندما خسر أمام ليكرز.
باتلر سجل 27 نقطة وقدّم 8 تمريرات حاسمة مع 6 متابعات
قال باتلر (33 عامًا) مبتهجًا على خط الملعب "لقد قاتلنا، وأحبّ ذلك، أحبّ كل جزء من ذلك". وتابع لاعب فريق كل النجوم ست مرات "الشبان لا يستسلمون أبدًا، نحبّ اللعب مع بعضنا البعض. نثق كثيرًا ببعضنا البعض".
وجاء تسعٌ من نقاط باتلر الـ27 في ماراثون الربع الأخير، فيما كان متحمسًا بعد مشاحنة نشبت وجهًا لوجه مع غرانت وليامز. آنذاك كان بوسطن متقدّمًا 96-89، قبل أن يقلب ميامي الطاولة عليه رغم الزخم الجماهيري الكبير في قاعة "تي دي غاردن".
أقرّ باتلر أن الاستهزاء الواضح من وليامز قد حفّزه في نهاية المباراة الرائعة حيث قال: "نعم، لقد حصل ذلك". وتابع: "لكن المنافسة في ذروتها. سدّد كرة جميلة. ثم بدأ بالحديث معي، أحبّ ذلك. أنا جاهز لمثل هذه الأمور. تدفعني لتحقيق المزيد من الانتصارات".
وأردف اللاعب الذي بدأ مشواره في الدوري مع شيكاغو بولز: "تدفعني إلى الضحك. عندما يتحدّث الناس معي، أقول لنفسي.. حسنًا، أنا لاعب متأهب؛ إذا أردتم التحدث معي".
ثم أوضح باتلر الذي سجّل 35 نقطة في المباراة الأولى: "لكنها مجرد منافسة. رغم ذلك أحترمه. فهو جزء كبير مما يحاولون القيام به. لا أعرف إذا كنت الشخص المناسب للحديث معه".
جمالية النضال
ورأى مدرب ميامي إيريك سبويلسترا أن روح النضال وعدم الاستسلام قد صقلها فريقه في الدوري المنتظم، حيث تأهل إلى الأدوار الإقصائية (بلاي أوف) بشق النفس إثر حلوله في المركز الثامن في المنطقة الشرقية، ثم تغلبه على ميلووكي باكس المتصدر 4-1، ونيويورك نيكس 4-2.
قال سبويلسترا: "هذه السنة كانت فريدة. هناك جمالية في النضال". ولقي باتلر دعمًا هجوميًّا من كيليب مارتن صاحب الـ 25 نقطة، فيما بقي العملاق بام أديبايو ركيزة أساسية في كل المجالات واللحظات الحاسمة مسجلًا 22 نقطة و17 متابعة و9 تمريرات حاسمة. وأضاف للفائز البديل دانكن روبنسون 15 نقطة بينها ثلاث ثلاثيات.
انضباط وتركيز
في المقابل، تحسّر بوسطن على خسارة جديدة في ملعبه، رغم 34 نقطة و13 متابعة و8 تمريرات حاسمة من نجمه جايسون تايتوم، وسجّل النجم الآخر جايلن براون 16 نقطة فقط (7 من 23 محاولة)، فيما أضاف كُلٌّ من روبرت وليامز ومالكوم بروغدون 13 نقطة.
ألقى جو مازولا مدرب بوسطن باللوم على ضعف الانضباط والقوة الذهنية قائلًا: "يتعلق الأمر بالتفاصيل الصغيرة.. وهذه سلسلة من الانضباط والقوة الذهنية. هناك أوقات في المباراة لم نكن فيها الأكثر انضباطًا".
وأقر أن الانهيار الأخير لفريقه تعلَّق بالنواحي الذهنية حيث قال: "بالفعل، هو شأن ذهني بحت فيما يتعلق بمَن هو قادر على تنفيذ الخطط بشكل صحيح في الوقت المناسب، ومَن قادر على القيام بلعبات بسيطة، ومَن قادر على الفوز بهذه التفاصيل الصغيرة. نعم، بالتأكيد هو ذهني".
لكن تايتوم أصرّ على أن السلسلة لم تنتهِ بعد التأخر بمباراتين على أرضه وفقدان الأفضلية داخل الأرض: "هذا قاسٍ. إنه تحدًّ. فلا طائل -إذن- من الحزن. جاؤوا إلى هنا وفازوا في مباراتين.. لعبوا جيدًا، ويستحقون ذلك. لكننا لم نَمُتْ بعد. لا زلت واثقًا بنسبة كبيرة".