يواصل منظمو بطولة كأس العالم لكرة السلة المقررة في قطر خلال الفترة الممتدة بين 27 آب/ أغسطس و12 أيلول/ سبتمبر 2027، استثمار أي فرص متاحة، من أجل بناء شراكات وعقد اتفاقيات، تتجاوز مبدأ الاستفادة منها حدود المونديال، لتحقيق هدف أعمق، من خلال ترسيخ إرث للعبة للأجيال القادمة في البلاد، عبر خطة إستراتيجية تحمل من التميز الشيء الكثير.
وتستعد الدولة الخليجية التي باتت مرجعاً في تنظيم كُبرى الأحداث العالمية، لاحتضان عشاق كرة السلة العالمية من خلال استضافتها للمونديال الضخم، والذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تخصيص أربع صالات لاستضافة المنافسات تتمثل في صالة لوسيل متعددة الاستخدامات، وصالة الدحيل الرياضية، وصالة علي بن حمد العطية، واستاد الجنوب الذي سيُحوَّل مؤقتاً إلى صالة لكرة السلة، تحت اسم "صالة الجنوب".
اتفاقية جديدة على درب مونديال قطر 2027
وتماشيا مع نسق الاجتهاد الذي رفعت رايته اللجنة المنظمة لمونديال كرة السلة بقيادة رئيسها ورئيس الاتحاد القطري لكرة السلة، السيد محمد سعد المغيصيب، تم توقيع اتفاقية جديدة تؤكد الخطة القطرية المحكمة في الاستفادة من هذا الحدث العالمي، وتعكس تمسكها بخيارات الاستدامة وتكوين إرث رياضي لا يعترف بحدود الزمن.
وتم التوقيع على بنود هذه الاتفاقية التعاونية والتي ستكون ذات طابع ثقافي أيضاً، بين 3 أذرع رئيسة، وهي، متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1، والاتحاد القطري لكرة السلة، ومؤسسة فيبا (الذراع الاجتماعية والإرثية للاتحاد الدولي لكرة السلة)، في حين حضر مراسم التوقيع إلى جانب محمد سعد المغيصيب، السيد محمد سعد الرميحي، ممثلاً عن هيئة متاحف قطر باعتباره رئيساً تنفيذياً.
واتفقت الأطراف المعنية على وضع إطار متكامل للتعاون والتنسيق من أجل تنفيذ مشاريع تعليمية وتوعوية وتسويقية وتوثيقية تسلط الضوء على إرث كرة السلة محليًا ودوليًا.
تعاون تُقطف ثماره على أرض الواقع
تميز الاتفاقية التي سيستفيد من بنودها أحباء الكرة البرتقالية في قطر، لا يُختزل في جانبها التعاوني فحسب، وإنما في مرورها مباشرة إلى أرض الواقع من خلال إرسائها لإقامة معارض وعروض مشتركة عن إرث كرة السلة في متحف 3-2-1، وإطلاق فعاليات مجتمعية وتفاعلية داخل المتحف وخارجه، وتنظيم برامج تعليمية وزيارات مدرسية وورش عمل تستعرض تاريخ اللعبة وقيادتها الرياضية. كما سيتم توثيق التاريخ المحلي لكرة السلة عبر جمع المقتنيات والرقمنة. أما تسويقياً، فسيتم تنفيذ حملات ترويجية رقمية مشتركة، وتطوير منتجات تذكارية وفرص بيع بالتجزئة مرتبطة بكأس العالم. أمّا على مستوى الإرث والتنمية الفنية، فسيجري التخطيط لإنشاء ملاعب مجتمعية بتصاميم فنية مستوحاة من المونديال القادم.
في هذا السياق، أكد السيد محمد سعد الرميحي الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر بأن الرياضة والثقافة أداتان فعالتان لتشجيع المشاركة المجتمعية معرباً عن تقديره لكافة الشركاء في الاتحاد القطري لكرة السلة واللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة السلة 2027 على هذا التعاون البناء.
من جانبه، أعرب السيد محمد سعد المغيصيب رئيس الاتحاد القطري لكرة السلة عن شكره لسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية ورئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة السلة قطر 2027 ولسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، على دعمهما المتواصل لتطوير المنظومتين الرياضية والثقافية، مضيفًا: "نؤكد التزامنا من خلال هذا النوع من الاتفاقيات بتقديم تجربة فريدة للجماهير، تتجاوز حدود المنافسة لتجمع بين متعة الرياضة وقيمة الثقافة والمعرفة، وتعزز من التفاعل الإنساني والثقافي عبر فعاليات ومبادرات تُخلد إرث كرة السلة".