ترك تأهل منتخب لبنان لكرة السلة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية ارتياحاً في الشارع الرياضي اللبناني، لا سيما أن المنتخب المتجدد بقيادة المدرب الوطني جو مجاعص حقق التأهل بعلامة كاملة على الرغم من الظروف الصعبة التي سبقت مشاركته في النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية في المنامة، لا سيما متابعته التدريبات في الفترة الأخيرة بإذن خاص من وزارة الداخلية خلال فترة الإغلاق العام التي فرضتها جائحة كورونا.
هذا الارتياح الذي تركه التأهل المريح للنهائيات بعد فوزه على كل من الهند والعراق، قابله قلق لناحية الشكل الذي سيظهر به منتخب الأرز في النهائيات بسبب الصعوبات التي اعترضت وتعترض موسم كرة السلة الحالي على كافة الصعد من جهة، والتغييرات الجذرية التي طرأت على تشكيلة المنتخب بعد اعتزال عدة لاعبين دوليين مؤثرين في صفوفه والاعتماد على تشكيلة جديدة من لاعبين من بلدان الانتشار من جهة أخرى كما يقول الصحفي والناقد الرياضي الللبناني ناجي شربل لموقع WinWin.
ويؤكد شربل: "نحن هنا أمام تجربة جديدة للمدرب مجاعص الذي سبق له الإشراف على المنتخب وكذلك منتخبات الفئات العمرية وأصاب العديد من النجاحات".
ويلفت شربل إلى أن تشكيلة المنتخب وإن حققت الفوز فإنها لم تصل بعد إلى الجاهزية المطلوبة التي تجعلها منافسا قوياً في كأس آسيا العام المقبل، خاصة أن لبنان الذي اعتاد المشاركة كمرشح أو كرقم صعب في النهائيات، سبق له بلوغ المباراة النهائية 3 مرات أعوام 2001 و2005 و2007 في شانغهاي والدوحة وتوكوشيما، حيث خسر المباراة النهائية مرتين أمام التنين الصيني ورافقه إلى نهائيات بطولة العالم، ومرة أمام نظيره الإيراني في نسخة 2007 ولم يسعفه الحظ بالحضور للمرة الأولى في نهائيات السلة الأولمبية، كون الصين كانت الدولة المضيفة للألعاب الصيفية عام 2008 ونالت البطاقة الأولى تلقائياً.
المنتخب بلغ كذلك نصف النهائي مرتين عام 2003، حيث خسر بعد وقت إضافي أمام كوريا الجنوبية بفارق سلة واحدة، وعام 2009 عندما ثأر من الكوريين لكنه وجد الصين أمامه في المربع الذهبي.
كل تلك المراكز المتقدمة التي وصلت إليها كرة السلة اللبنانية، إن كان على صعيد الأندية أو المنتخب، يراها شربل بعيدة المنال اليوم، "فالظروف المحلية القاهرة لم تساعد المنتخب للوقوف على قدميه كما عوّد الجمهور الآسيوي، بسبب الانهيار المالي الاقتصادي والأزمة المعيشية الخانقة والجائحة الصحية وصولا لانفجار بيروت.. واللائحة تطول".
صحيح أن الجيل الذهبي لمنتخب لبنان، وهو أول منتخب عربي يسجل هذه الإنجازات على الصعيد الآسيوي، فاته الفوز بالكأس أمام عمالقة الصين المحترفين في الدوري الأمريكي وفي طليعتهم ياو مينغ نجم هيوستن روكيتس، إلا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من ولوج عتبة الحلم.
هذا الحلم اللبناني يبدو اليوم بعيداً أكثر من أي وقت مضى من خلال مجموعة متجددة تشارك للمحافظة على سمعة لبنان وتتطلع نحو مستقبل أفضل.