لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن ينهار منتخب سوريا للرجال في كرة السلة خلال مشاركة ببطولة آسيا الـ31 التي تتواصل حالياً في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
المنتخب السوري خرج من البطولة دون أي انتصار، بثلاث هزائم متتالية، ليحتل المركز السادس عشر والأخير في البطولة وبأداء وصفه الكثير من المتابعين وعشاق السلة السورية بـ"الهزيل" و"غير المقبول"، كأسوأ نتيجة في تاريخ مشاركاتها الآسيوية.
انهيار على كافة المستويات
قبل المشاركة الآسيوية تفاءل الشارع الرياضي خيراً بالمنتخب على أمل أن يحقق نتائج تليق بسمعة السلة السورية، لكن تفاؤلهم قابله فشل ذريع، حيث لم يحقق المنتخب أي فوز وتعرّض لثلاث هزائم (مذلة) أمام اليابان وغوام وإيران، وإذا أسلم عشاق اللعبة أنهم تعودوا على الخسارة أمام اليابان وإيران؛ لكن الخسارة أمام غوام أرقت مضاجع سلة نسور قاسيون وعشاقها، خاصة أنها الأولى لها في تاريخ اللعبة.
وكما يقول المثل الشعبي "هل الخد تعود على اللطم؟" وكذا الأمر لسلة سورية التي تعودت على اللطم من سوء التخطيط والترهل الذي أصاب أوصالها، لتحتل المركز السادس عشر والأخير في الكأس (عن جدارة واستحقاق) والدليل الإحصائيات الصادرة عن البطولة، حيث أشارت إلى أن منتخب سوريا كان الأقل تسجيلاً للنقاط بالبطولة بمعدل 61.3 نقطة في كل مباراة، وحتى الهزائم الثلاث كانت من العيار الثقيل وبعضها تجاوز 30 نقطة، وظهر المنتخب السوري لقمة سائغة، بعدما كان الكل يخاف اللعب معه.
مشاركة مخيبة لسلة سوريا
ما قدمته سوريا في البطولة يعتبر "مخيباً"، وهذا يعود بالدرجة الأولى لسوء التخطيط من قبل القائمين على اللعبة، فقد أثبتت التجارب أن مدرب المنتخب الأمريكي "ضعيف من الناحية التكتيكية" وغير قادر على قيادة المنتخب في اللحظات الحرجة، وهو ما بدا عليه خلال المباريات كافة، حيث لم يلعب المنتخب بخطة ممنهجة أو مدروسة، بل على العكس فلعب المنتخب بعشوائية ودون أي تركيز، واعتمد على لاعبين متوسط أعمارهن كبيرة لم يقدموا الأداء المأمول منهم مع وجود بعض الاستثناءات.
كما أن المنتخب افتقد للاعبي الارتكاز فتأثرت قوته تحت السلة حتى أن لاعبي ارتكاز المنتخب، لم يكونوا عند حُسن الظن بهم، حيث أصر المدرب على إخراجهم للعب خارج منطقة الثواني، واعتمد عليهم باللعب من خارج القوس، ما أدى لضعف الحالة الهجومية، وافتقد المنتخب القوة تحت سلة الخصم وتحت سلته، وهذا بالتأكيد يعود لمهمة المدرب، إضافة إلى ارتكاب اللاعبين الكثير من "التورن أوفر" ووصل بإحدى المباريات لأكثر من 40 تورن أوفر وهو ما بدا واضحاً على أداء المجنس كايرون ديشليدرز الذي كان عالة على المنتخب "رغم أنه كان أفضل مسجل بسبب اعتماده على الفردية".
وهذا يعود إلى عدم الانسجام بين اللاعبين وهي مهمة المدرب أيضاً، واللافت كان الإصرار على التسديد من خارج القوس فنجح اللاعبون مرة وفشلوا مرات كثيرة والإحصائيات دليل على صحة هذا الكلام، الأمر الآخر الذي يتحمل مسؤوليتها المدرب التشكيلة التي اعتمد عليها، وأصرّ عليها باعتماده على لاعبين من ذوي الأعمار الكبيرة وعدم الاستعانة بلاعبين صغار السن، ووضح خلال المباريات أن بعض لاعبي الخبرة لم يكونوا بالفورمة.
مسؤولية اللجنة المؤقتة
ولعل اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة السوري تتحمل جزءاً من فشل منتخبها بالبطولة، فهي التي وضعت أسماء اللاعبين، ومن ثم لم تتدخل عندما تم استبعاد عملاق سوريا عبد الوهاب الحموي وأحد عمالقة اللعبة في آسيا، فخسرت سوريا سلاحاً قوياً على الريباوند الدفاعي والهجومي، والمسؤولية الكبرى تمثلت باستبعاد الكادر الوطني الذي أوصل سوريا للنهائيات الحالية بقيادة المدرب هيثم جميل.
أخيراً لا بد من الإشارة وحسب كوادر كرة السلة السورية وعشاقها أن المنتخب الحالي فشل في هذه البطولة على أمل أن يعي المسؤولون عن كرة السلة السورية والرياضة بشكل عام أن دول العالم تتقدم وتتطور باللعبة، في حين ما زالت السلة السورية تراوح في مكانها، ولا بد من الاستعجال بانتخاب أو تعين اتحاد كرة سلة جديد تنتظره استحقاقات مهمة أهمها المشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم المقررة في قطر 2027.