أزمة كرة السلة السورية.. مدارس متعددة والفشل واحد

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 15 أغسطس 2025

تمر كرة السلة السورية بفترة عصيبة، في ظل انعدام رؤية واضحة لتطوير اللعبة في البلاد، رغم الاهتمام الذي تحظى به لدى حيز كبير من الشارع الرياضي.

وشهدت السلة السورية سابقاً فترة ذهبية تكللت بإنجازات دولية، لكنها بالآونة الأخيرة أفل نجمها، وسرعان ما أطلق عشاقها سؤال مشروع ..كيف ومتى ستعود سلتنا إلى زمنها الجميل والأصيل؟ وأين تكمن المشكلة؟

هل هي في الاتحادات المتعاقبة التي تعمل على قيادة اللعبة وإدارتها؟ أم في الأندية التي تعتبر الخلية الأساسية التي ينطلق منها البناء؟ أم في الجوانب الأخرى من دعم وإمكانات وأنظمة وقوانين؟ أم في العقلية التي تقود كرة السلة السورية وتسعى لتقديم الأفكار؟

دون الطموح

هذه المقدمة تؤكد بأن العلاقة باتت جدلية بين الدوري والمنتخب، فالقاعدة المتعارف عليها تقول.. الدوري القوي يؤدي لمنتخب قوي.. ولكن على أرض الواقع هل دوري السلة السوري (حسب عشاق اللعبة) قوي للدرجة التي يمكن أن ينتج عنه منتخب قوي دولياً؟

المتتبع لمستوى الدوري السوري للمحترفين يجد أنه في المواسم الأخيرة كان دون الطموح، وما شاهدناه من جماهيرية وجمالية على المدرجات وتقلبات في المباريات عبارة عن إثارة وحماس، لكنه في الواقع لم يرتقِ للمستوى المأمول، وكان الأمل بأن تسهم هذه الأجواء في رفع المستوى والنهوض به وتطويره.

علاقة جدلية

هنا لا بد من الحديث عن منتخب سوريا للرجال الذي دارت حوله جدلية واسعة خلال مبارياته ضمن كأس آسيا التي تُقام في السعودية ووصلت أدوارها لمراحل متقدمة، حيث خسر المنتخب السوري كافة لقاءاته، وتربع على المركز الأخير عن جدارة واستحقاق، وسط موجة سخط عارمة بالشارع الرياضي.

ولم يقدم الفريق المستوى المأمول، حتى الاستعانة باللاعب المجنس لم يحقق النتائج المرجوة، في حين لم يكن الكادر التدريبي للمنتخب وعلى رأسه المدرب الأمريكي جوزيف ستيبغ عند الموعد، بعد الصورة المزعجة التي ظهر فيها نسور قاسيون وتركت العديد من إشارات الاستفهام حول طريقة التعامل مع المنتخب، وخصوصاً ملف المدرب الذي لم يقدم ما يدل على أنه خريج المدرسة الأمريكية، وتتجمل أيضًا اللجنة المؤقتة لاتحاد السلة المسؤولية بما وصل إليه حال المنتخب خاصة وأنها استغنت عن الكادر القديم الذي قاد المنتخب للنهائيات الحالية.

عدة جنسيات من المدربين

الأخطاء المرتكبة من القائمين على كرة السلة السورية لم ولن تتوقف فبأقل من خمس سنوات تعاقب على تدريب منتخب سوريا عدة مدربين من جنسيات ومدارس مختلفة، كل ذلك حدث في زمن الاتحاد الذي ترأسه طريف قوطرش، وهو ما اعتبرته كوادر اللعبة معيباً بحق اللعبة والمنتخب دون تخطيط سليم.

أغلب كوادر كرة السلة السورية رأت أن التخبط بالمدارس المختلفة أثر وسيؤثر في اللعبة، فنسور قاسيون بدؤوا مع المدرسة الأمريكية عبر (جو ساليرنو) ليعود للمدرسة الأوروبية (الشرقية) مع المدرب الروسي ميخائيل تيريخوف، ثم تولى المدرب الإسباني خافيير خوارييز قيادة دفة المنتخب وقاد المنتخب السوري في النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2023، وجميعهم لم يحققوا المطلوب مع المنتخبات السورية.

مدارس متعددة تعاقبت على كرة السلة السورية

وللتذكير فقد اعتمدت كرة السلة السورية فيما مضى على مدربين من أوروبا مثل الصربي نيناد غراديتش (الذي درب فريق الوحدة الدمشقي) ومواطنه فيسلين ماتيتش الذي لم تحقق سوريا معه أي انتصار، وفي خمسينيات القرن الماضي كان تعاقدت السلة السورية مع مدربين مثل البلغاري بيلابالوك، والروسي روزاروف (درب فريق الأهلي –المجد حاليًا) ومواطنه فلاديمير (مدرب منتخب سوريا بدورة المتوسط عام 1987) ومنهم  من ترك بصمته في حين كان آخرون عالة على كرة السلة السورية.

وحاليًا تبدو الأمور صعبة، فليس المهم التعاقد مع مدرب أجنبي مثل الحالي ستيبنغ، والمطلوب انتشال اللعبة من الضياع والاعتماد على مدرسة معينة تبدأ العمل على القواعد وصولاً إلى فئة الرجال.. والأهم أن يستمر المدرب بالعمل على الأقل لخمس سنوات يطور من خلالها اللعبة واللاعبين، وهو ما تأمله كوادر السلة من المدرب الصيني الجديد "جيمي لي تونغ" الذي حضر إلى سوريا ليشرف على معسكر تطوير المهارات الفردية بكرة السلة للاعبي منتخب سوريا تحت 16 عاماً والذي يُقام حاليًا في دمشق ويستمر حتى 28 الشهر الحالي.

وتأمل كوادر كرة السلة السورية أن يستمر لمدة خمسة أعوام ويطور لاعبين من عمر 8 سنوات حتى 14 عاماً بكل سوريا، ويقوم بوضع الخطط لتطوير اللعبة "المنهارة" ويختار القائمة الأولية المدعوين لصفوف المنتخب بنفسه في المشاركات المقبلة لانتقاء الأكثر تميزاً والأفضل دون التدخل من أحد.

المدرسة الأوروبية الأقرب لسوريا

المدرب المحلي هشام الشمعة أوضح لـمنصة "winwin" أن كرة السلة ليس فيها أسلوب أوروبي أو أمريكي أو آسيوي، فالمبادئ هي نفسها بالنسبة للعبة، لكن الأسلوب الأمريكي يعتمد على لاعبين من مواصفات محددة والمدربين يعتمدون على المهارات الفردية للاعبين في إنهاء الهجمات.

وبالنسبة للأسلوب الأوروبي فلديه أيضاً مواصفات خاصة به، والمدربون بهذه المدرسة يعتمدون على اللاعبين الذين يلعبون بجماعية، أما الآسيوي فيعتمد على السرعة بالهجوم، وهذا هو الفرق بين كل مدرسة وأخرى.

ويرى الشمعة أن المدرسة الأوروبية هي التي تتناسب مع السلة السورية، لوجود ضعف بالمهارات الفنية الفردية للاعبين، موضحاً أن اللعب الجماعي هو الذي يميز اللاعب السوري، قبل أن يؤكد أن الأمر يتعلق بالفكر التدريبي لكل مدرب، وأسلوبه في التدريب، ومدى تأقلم المدرب والكادر الفني مع الخيارات المتاحة لديه.

Image
منتخب سوريا لكرة السلة (FIBA)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Show in tags
Off
Caption
منتخب سوريا لكرة السلة (FIBA)
Show Video
Off