عزّز منظمو رالي داكار الصحراوي، الذي تنطلق النسخة الـ45 منه يوم السبت في السعودية، إجراءاتهم الأمنية ورفعوا حالة التأهب، بعدما شهدت النسخة الماضية انفجاراً.
وينطلق رالي داكار 2023، يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر للمرة الرابعة من السعودية، على 14 مرحلة من الغرب إلى الشرق، مع "مزيد من الكثبان الرملية ومزيد من الكيلومترات".
وأكد دافيد كاستيرا، مدير الرالي الصحراوي، أنّه "لتدارك ما حدث العام الماضي... قمنا بتحديث الأمن بالتعاون مع القوات المحلية، والسعوديون يساعدوننا. فقد رفعنا مستوى الأمن، في ما يخص كل ما هو عبارة عن مخيمات المبيت (في الهواء الطلق)".
وبخلاف النسخ الثلاث السابقة، سيجتمع جميع المشاركين ضمن مخيّم مبيت على بُعد 200 كلم من المدينة المنورة.
بعد ذلك، سيدخلون أجواء المنافسة في مناطق مألوفة؛ مثل العُلا وحائل والرياض، قبل التوجه لقضاء أربعة أيام في الصحراء المجهولة للربع الخالي؛ حيث سيواجه المتسابقون التحدي الصعب على الرمال والكثبان الرملية.
وكان السباق الأسطوري، المعروف سابقاً باسم باريس-داكار، ينطلق من العاصمة الفرنسية باريس في طريقه إلى عاصمة السنغال كمحطة أخيرة.
لكن التهديدات الأمنية على طول مسار شمال أفريقيا أدت إلى نقله لأمريكا الجنوبية في 2009، قبل أن يحط الرحال في السعودية منذ 2020.
واستهدف انفجار العام الماضي الفرنسي فيليب بوترون، الذي أصيب بجروح خطيرة خلال نسخة 2022. وكان 5 آخرون يستقلون السيارة أيضا.
ولم تُعرف حتى الآن أسباب هذا الانفجار الذي حصل في 30 كانون الأول الماضي في جدة، إلا أنّ النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب فتحت تحقيقاً بشبهة محاولة اغتيال، في وقت استبعدت السلطات السعودية ارتكاب عمل إجرامي، لتفسر ما حصل بـ"الحادث".
ونُقِل السائق الفرنسي إلى مستشفى "بيرسي دو كلامار" العسكري قرب باريس، ثم وضع لبضعة أيام في غيبوبة اصطناعية للتخفيف من أوجاعه.
وتطرق بوترون إلى الانفجار، في مقابلة مع "فرانس بلو أورليان" نهاية كانون الثاني/ يناير، وقال: "كانت صدمة كبيرة وغير متوقعة على الإطلاق. وضعت القنبلة تحت أرضية (السيارة)، ما أدى إلى إصابة ساقي بشكل مباشر".
وبحسب مدير الرالي، كاستيرا، فإن بوترون "بدأ يتعافى بشكل جيد"، موضحاً أنه "ليس قادرا على استخدام ساقه بنسبة 100%، ولكن إعادة تأهيله تسير بشكل جيد".
وتتوقع أنييس لوفالوا، كبيرة الباحثين في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، أن تقوم السعودية بفرض إجراءات أمنية مشددة، مؤكدة: "ليس بإمكانهم تحمل وقوع أي خطأ أمني، من ناحية المصداقية، فإن هذا سيثير الشكوك حول كل استراتيجية القوة الناعمة التي تمر عبر الرياضة".
ويُعدّ الاستثمار في الرياضة جزءاً من استراتيجية "رؤية 2030" التي أقرتها المملكة في 2016؛ لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط؛ إذ استضافت السعودية أحداثا رياضية كبرى، مثل بطولات الغولف للمحترفين وسباقات فورمولا 1.