سقط المنتخب التونسي لكرة اليد في خيبة أمل جديدة خلال مشاركته في الملحق الأولمبي وبنتائج أقل ما يقال عنها إنها مخجلة بالنظر للتاريخ المشرف لرياضة كرة اليد في تونس وإنجازاتها السابقة في المنافسات المونديالية والقارية.
ويمكن القول إن خيبات المنتخب التونسي لكرة اليد أصبحت متلاحقة ومتكررة إذ خسر في ظرف عام واحد المواجهة في عدة جبهات بعد خسارته النهائي القاري أمام مصر على أرضه في تونس، وخرج وهو يجرّ أذيال الخيبة وبحوزته حصيلة ضعيفة تمثلت في المركز الـ25 من مشاركته الـ 15 في بطولة العالم وهي الحصيلة الأسوأ في تاريخه، وهاهو يقدم عروضا سيئة في الدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية والتي تقام حاليا في مدينة مونبلييه الفرنسية.
هزائم عريضة أمام البرتغال وفرنسا
على الرغم من معاناة المنتخب البرتغالي من غياب 3 لاعبين مقارنة ببطولة العالم الأخيرة حارس المرمى الراحل ألفيردو كوينتاتا وغوميز صاحب الـ43 سنة للإصابة إضافة للظهير الأيمن جلبيرتو جيراتي لاعب مونبيلية الفرنسي كذلك للإصابة إلا أنه لم يجد صعوبة في تجاوز منتخب تونس وبفارق عريض وبسبع نقاط.
ولم تختلف مباراة فرنسا عن اللقاء الافتتاحي والتي ظهرت فيها العناصر التونسية بمستوى هزيل للغاية حيث برزت العيوب على التنظيم الدفاعي وحراسة المرمى التي استقبلت 40 هدفا بالتمام والكمال وتمكن الهجوم التونسي من تسجيل 29 هدفا وهو فارق يعتبر الأكبر في تاريخ المواجهات بين المنتخبين.
ولا يتوقع الكثير من لقاء الجولة الختامية أمام كرواتيا الليلة حيث لم يسبق للمنتخب التونسي حتى في أفضل حالاته الفوز على كرواتيا العنيدة.
اختيارات السعيدي تطرح علامات الاستفهام
لا يمكن تجاهل مسؤولية هذه الهزائم والنتائج السلبية للمدير الفني سامي السعيدي الذي لم يظهر شخصيته القوية المعتادة مع عدة عناصر في المنتخب ولم يقف في وجه كل من يعارض اختياراته الفنية التي تبقى من مشمولاته بدرجة أولى من أجل تفادي النقد الذي طاله بقوة خاصة بعد إقصاء أسامة البوغانمي في المونديال والذي يبدو أن عودته جاءت " بتعليمات " وليست اختيارات، وكان بمقدوره التعويل على أكثر من لاعب مازال قادرا على العطاء يأتي أهمهم حارس المرمى مكرم الميساوي.
الجامعة تعيش أسوأ أيامها
يرى الكثير من المتابعين لشأن كرة اليد التونسية أن تسيير مراد المستيري للاتحاد التونسي لكرة اليد يتسم بالعشوائية وسوء التنظيم وخاصة التفرد بالرأي في اتخاذ القرارات المهمة ولعل الخبطة التي حصلت قبل أيام من الملحق الأولمبي في ما يتعلق بتعيين الجلسة الانتخابية والإعلان عنها عن طريق جريدة محلية يلخص الوضع الذي وصلت له الرياضة الشعبية الثانية في تونس.
ويمكن القول إن كرة اليد التونسية تعيش مرحلة سيئة جدا في الوقت الراهن بسبب التراجع الكبير في مستوى النتائج في جميع منتخباتها دون استثناء وهذا عائد بدرجة أولى إلى غياب التخطيط الواضح من الجامعة التي لم تعرف كيف تحافظ على المدربين المكونين الذين غادروا إلى بلدان الخليج بالذات في عهد الرئيس الحالي مراد المستيري.