تحت شعار "من القلب إلى القلب نحو المستقبل"، افتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ، السبت، دورة الألعاب الآسيوية 2022 في مدينة هانغتشو، باستخدام ألعاب نارية إلكترونية بدلًا من التقليدية التي أعلن المنظّمون عدم استخدامها امتثالًا للفلسفة الخضراء.
بعد تأجيلها لمدة عامٍ بسبب النظام الصارم الذي فرضته الصين للقضاء على فيروس كوفيد-19، انطلقت النسخة الـ19 من الدورة التي أقيمت لأول مرة في نيودلهي عام 1951، بعدد مشاركين يفوق الألعاب الأولمبية، إذ يتنافس 12417 رياضيًّا ورياضية، يمثلون 45 دولة على مدار أسبوعين.
وافتتح شي الذي حظي باستقبال حاشد من المتفرجين الذين لوّحوا بالأعلام الصينية الصغيرة، الدورة الثالثة في الصين بعد بكين 1990 وغوانتشو 2010، في واحدة من أكثر المدن ازدهارًا في البلاد، أمام الضيوف المدعوين.
وشُدّدت الإجراءات الأمنية في المنطقة المحيطة بالملعب في الساعات التي سبقت الحفل، فأغلقت الطرق وتمركزت الشرطة على زوايا الشوارع، وخضع المتفرجون لفحوص أمنية شاملة قبل الدخول، وصادر الموظفون الطعام والمظلات، مع توقف هطول الأمطار الخفيفة.
التراث الثقافي للصين حاضر
وجسّد حفل الافتتاح التراث الثقافي للصين والصور الرومانسية من خلال الدمج بين حضارتها العريقة والتكنولوجيا الحديثة، كما أبرز الحفل أطلال مدينة ليانغجو القديمة بوصفها موقعًا مقدسًا ومَعلمًا بارزًا في الصين وحضارة عمرها 5 آلاف سنة.
ومن خلال التقنيات الحديثة المبتكرة، تمركزت فكرة الحفل حول المياه والتاريخ القديم لهانغتشو ومناظرها الطبيعية، مع الإشارة أيضًا إلى سمعة المدينة باعتبارها الموطن غير الرسمي لصناعة التكنولوجيا في الصين.
يروي غيوزي (31 عامًا) كيف كان خريجًا للتو من الجامعة عندما فازت مدينته بشرف الاستضافة "وقتذاك لم أكن أتخيل أنني سأحضر افتتاح دورة الألعاب الآسيوية".
ولم تُستخدم الألعاب النارية في حفل الافتتاح في الملعب الأولمبي "بيغ لوتوس" المستوحى بشكله المعماري من الأمواج المتصاعدة لنهر تشيانتانغ، تماشيًا مع نهج الألعاب الصديق للبيئة.
حظي 50 ألف متفرج بـ"وليمة بصرية" باستخدام الألعاب النارية الإلكترونية الرائعة من خلال الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا الواقع المعزّز.
يقول وونغ ريغ (32 عامًا) إن المدينة انتظرت لحظة الافتتاح ثماني سنوات، "هانغتشو تغيّرت كثيرًا بسبب الألعاب، والناس هنا يعيشون حياة سعيدة، والدي ووالدتي ينتظران الافتتاح أيضًا في المنزل، فالمشاهدة عبر التلفاز لن تقل شأنًا بسبب التقنيات المستخدمة".