بين ليلة وضحاها، تحول أسطورة التنس والمصنف الأول سابقًا على مستوى العالم، نوفاك ديوكوفيتش من بطل قومي إلى عدو وخائن في بلاده صربيا، بعدما ساند حملة طلابية ضد حكومة الرئيس الحالي ألكسندر فوتشيتش، والتي تطالب بإجراء انتخابات جديدة للبلاد.
الحملة الطلابية كانت قد انطلقت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وذلك من أجل المطالبة بإصلاحات للفساد في البلاد، وذلك على إثر انهيار محطة حافلات في مدينة نوفي ساد قبل 9 أشهر، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا.
وكان ديوكوفيتش قد تحدث للمرة الأولى عن هذه الحادثة في شهر يناير/ كانون الثاني الفائت، بعدما أهدى واحدًا من انتصاراته إلى طالب تم دهسه خلال المظاهرات في صربيا، كما شوهد في إحدى مباريات كرة السلة التي أقيمت في بلغراد، وهو يرتدي قميصًا كتب عليه (التلاميذ أبطال)، قبل أن يشارك مجموعة من الصور على حسابه الشخصي لمظاهرة في بلغراد، شارك فيها 300 ألف شخص للاحتجاج على نظام الرئيس فوتشيتش، وعلق عليها قائلًا: "صربيا تمتلك شبابًا مثقفًا وقويًّا.. ما نحتاجه جميعًا هو أن نفهم ما يريدون ونحترمهم".
الإعلام الحكومي يهاجم ديوكوفيتش
عقب قيامه بإشارة معينة في إحدى مبارياته في بطولة ويمبلدون في مطلع الصيف الحالي، قامت وسائل الإعلام الحكومية في صربيا بمهاجمة البطل المتوج بـ24 لقبًا في بطولات الجائزة الكبرى، مشيرة إلى أن ما قام به يعتبر أمرًا مخجلًا، بسبب دعمه للعنف كما وصفته بالبطل المزيف.
وعلى الرغم من أن النجم البالغ من العمر 38 عامًا، والذي يشارك حاليًّا في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في فلاشينغ ميدوز، لم ينتقد علنًا وبشكل مباشر الرئيس الصربي، إلا أنه اتخذ عدة مواقف تظهر عدم رضاه عما يحصل في بلاده، ومن بينها الانفتاح على نقل بطولة بلغراد بكرة المضرب، والتي يتم دعمها وإدارتها من قبل أفراد في عائلته منذ العام 2021، من مدينة بلغراد إلى العاصمة اليونانية أثينا، وهو ما تم الإعلان عنه في شهر أغسطس/ آب الفائت.
عرض هذا المنشور على Instagram
وفي هذا السياق، خرجت شقيقة نوفاك ديوكوفيتش (ديوردي) ببيان صحفي قالت فيه: "بالرغم من الجهود التي بذلت، فإننا لا نستطيع أن نؤكد أن نسخة العام الحالي يمكن أن تقام في بلغراد.. نأمل أن تكون الظروف ملائمة أكثر، من أجل عودة البطولة إلى مكانها الطبيعي، فهي أكثر بطولة مفضلة لدينا".
بطل قومي سابق
قبل قيامه بدعم حملة الاحتجاجات الطلابية في صربيا، كان ديوكوفيتش ينظر إليه كبطل قومي في الإعلام الحكومي، وكمثال يحتذى به، حيث وصفته صحف (كورير، آلو وبليك) بالقديس وبالفارس الذهبي، والرياضي الأفضل عبر التاريخ في البلاد.
كما كانت تتغنى بإنجازاته وتعتبره سفيرًا للبلاد حول العالم مع كل انتصار وكل لقب يحققه، لكن الأمور اختلفت تمامًا في السنة الأخيرة، علمًا أن ديوكوفيتش لا يزال قادرًا على منافسة الجيل الشاب في بطولات كرة المضرب العالمية، وقد نجح في بلوغ الدور نصف النهائي من بطولات الجائزة الكبرى الثلاث التي جرت في العام 2025، إضافة إلى تحطيمه العديد من الأرقام القياسية الجديدة.