سوزان الداعوق
كانت السويسرية مارتينا هينغز أصغر بطلة في بطولات الغراند سلام على الإطلاق في عام 1996، وذلك بعد فوزها بزوجي التنس للسيدات في ويمبلدون عن عمر 15 سنة و9 أشهر. وبعد عام باتت أصغر لاعبة سناً تُتوَّج بلقب فردي في البطولات الأربع الكبرى في القرن العشرين، بفوزها في بطولة أستراليا المفتوحة عن عمر 16 سنة و3 أشهر.
كما شهد عام 1997 تربع هينغز على عرش الصدارة بوصفها أصغر مصنفة أولى على العالم عبر التاريخ (في شهر آذار – مارس)، وتُوِّجت خلال هذه السنة بثلاثٍ من البطولات الأربع الكبرى بعد خسارتها نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، لتصبح لاعبة مراهقة واعدة في عالم الكرة الصفراء.
كان عام 1998 أفضل عام في مسيرتها المهنية؛ إذ احتفظت بلقبها في بطولة أستراليا المفتوحة، وفازت بلقب جميع منافسات زوجي السيدات في بطولات الغراند سلام الأربع، وباتت رابع لاعبة في تنس السيدات تحقق هذا الإنجاز. كما أصبحت ثالث لاعبة تحصل على المرتبة الأولى عالمياً في الفردي والزوجي بالوقت نفسه.
واصلت الفوز بأولى البطولات الأربع الكبرى في الفردي والزوجي في عام 1999، لكنها خسرت أمام المخضرمة شتيفي غراف في نهائي بطولة فرنسا، وأنهت العام بالهزيمة في نهائي فلاشينغ ميدوز أمام سيرينا ويليامز التي كانت تبلغ آنذاك 17 عامًا.
وقد شهد مطلع عام 2000 تغييرات في مستوى اللاعبة السويسرية الموهوبة، فلم تحقق هينغز أي لقب في الغراند سلام، لكنها احتفظت بصدارة التصنيف العالمي بعد فوزها بتسع بطولات، بما في ذلك الجولة العالمية في الفردي والزوجي، لكنها فقدت مركز الصدارة في أكتوبر من العام التالي، وبدأت تعاني من الإصابات لتعلن اعتزالها اللعب عام 2003، عن عمر 22 عاماً فقط.
عادت هينغز إلى خوض غمار بطولات الرابطة العالمية لتنس السيدات عام 2006، وذلك بعد عمليات جراحية عدة، وأنهت العام في المركز السابع عالمياً، لتعتزل للمرة الثانية سنة 2007. وإضافة إلى معاناتها من إصابة في الفخذ، تم توقيفها لمدة عامين بعد اختبار إيجابي للمخدرات خلال بطولة ويمبلدون المفتوحة، حيث بدأت تتشوه سمعة النجمة السويسرية.
لكن تمكنت هينغز من تسجيل عودة ناجحة إلى الملاعب مرة أخرى عام 2013، وتُوِّجت عام 2015 بخمسة ألقاب كبرى في زوجي السيدات والمختلط، وواصلت حصد الكؤوس في العامين التاليين في هذه المنافسات ببطولات الغراند سلام. وبعد إنهائها موسم 2017 في صدارة الترتيب العالمي في الزوجي، أعلنت هينغز اعتزالها بشكل نهائي مثبتةً للعالم قدرتها المذهلة في ملاعب التنس.
وعلى الرغم من الإصابات المختلفة والجدل الدائر حول تصرفاتها، ستبقى هينغز رمزاً من رموز التنس، وواحدة من أفضل الرياضيات في العالم.