يقرّ الصربي نوفاك ديوكوفيتش أن "التاريخ يحوم حولي"، قبل مواجهته، الأحد، مع النرويجي كاسبر رود في نهائي رولان غاروس الفرنسية، ثانية البطولات الأربعة الكبرى للتنس، باحثًا عن الانفراد بلقبه الثالث والعشرين الكبير.
يمكن للاعب البالغ 36 عامًا تغيير مشهدية اللعبة، عندما يخوض النهائي السابع له في رولان غاروس، وفضلًا عن فضّ الشراكة مع الإسباني رافاييل نادال وإحراز لقبه الثالث والعشرين في البطولات الكبرى، بمقدور ابن بلغراد أن يصبح أكبر مُتوَّج في رولان غاروس والرجل الوحيد يحرز البطولات الأربعة الكبرى على الأقل ثلاث مرات.
قال ديوكوفيتش: "الشيء الوحيد يمكنني قوله إنني في غاية التركيز. التاريخ يحوم دائمًا حولي"، وتوّج ديوكوفيتش في رولان غاروس مرتين في 2016 و2021، وهو أكبر لاعب يخوض النهائي منذ 93 سنة.
وحال فوزه على رود، يمكن للصربي -الذي يخوض النهائي الكبير الـ34- استعادة صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، بدلًا من الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز الذي سقط أمامه في نصف النهائي.
ملخص لقاء ديوكوفيتش وألكاراز في نصف النهائي
وتتويجه، الأحد، يضعه في منتصف طريق إحراز غراند سلام تاريخي في سنة واحدة، وهو إنجاز حققه الأسترالي رود ليفر مرتين في 1962 و1969 والأمريكي دون بادج في 1937.
ويحاول ديوكوفيتش تخفيف الضغوط التي رضخ لها في نهاية 2021، عندما خسر أمام الروسي دانييل ميدفيديف في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة.
قال ديوكوفيتش المتوّج عشر مرات في أستراليا، وسبع مرات في ويمبلدون وثلاث مرات في فلاشينغ ميدوز: "لا أفكّر في الغراند سلام في سنة واحدة. أفكر وحسب بإحراز لقب كبير جديد هنا، الأحد، وأنا قريب جدًا. أعرف الشعور".
الحديث عن التاريخ
تابع الصربي: "الخبرة تصب في مصلحتي، لكن هل هذا كافٍ للفوز في المباريات؟ لا أعتقد ذلك. عليَّ أن أكون جاهزًا لمعركة أخرى طويلة، وبعد النهائي، حال انتصاري، فلنتحدث عن التاريخ!".
وكان رود وصيفًا لنادال في نهائي 2022، قبل أن يخسر نهائي فلاشينغ ميدوز أمام ألكاراز، لم ينجح ابن الرابعة والعشرين بالفوز على ديوكوفيتش في أربع مباريات، ولم يحرز أمامه أيّ مجموعة.
مجرّد مواجهة ديوكوفيتش يشكّل ضغطًا كبيرًا على الخصم، كما أقرّ ألكاراز بعد مواجهته الصربي للمرة الأولى في البطولات الكبرى الجمعة، وذلك بعد تعرّضه لشدّ عضلي تلو الآخر بدّد آماله في بلوغ النهائي.
ديوكوفيتش يرى مستقبل مشرق لألكاراز
قال ألكاراز الذي تعرّض لإصابة حرمته المواجهة الفعلية: "نوفاك أسطورة في رياضتنا. إذ قال أحدهم إنه يواجه نوفاك دون توتر، فهو كاذب، بالطبع عندما تخوض نصف نهائي بطولة كبرى تكون متوترًا، لكنك تتوتر أكثر عندما تقابل نوفاك. هذه الحقيقة".
وفيما حقق فوزه العاشر في آخر 11 مباراة، واجه ديوكوفيتش صيحات الاستهجان بعدما رفع قبضته احتفالًا بالفوز أمام اللاعب المصاب.
بيد أنه اعتاد على أن تُوجّه إليه أصابع الاتهام في هذه الرياضة أصبحت مصدر إلهام له: "لا أبالي. ليست المرّة الأولى، وربما ليست الأخيرة. سأتابع في تحقيق الفوز".
الضغط
رغم السجل المتواضع لرود أمام ديوكوفيتش، فإنه يعوّل على براعته على الملاعب الرملية، فمنذ 2020، يملك أكبر عدد من الانتصارات مع 87 فوزًا، أكبر عدد من المباريات النهائية (12) نتج عنها تسعة ألقاب.
ويبحث المصنف رابعًا عالميًّا عن تحويل كل الضغوط نحو ديوكوفيتش قائلًا: "سأحاول عدم التفكير بأني "أحتاج" إلى لفوز في بهذه المباراة. فهذه كلمة يجب تفاديها".
ويعتقد الألماني ألكسندر زفيريف -الذي سقط بثلاث مجموعات نظيفة أمام رود- أن ديوكوفيتش قد يرضخ للضغوط وعقب: "لو أردت المراهنة، فلن أضع الكثير من المال على كاسبر. هل يملك الفرص؟! نعم، يملكها".
وتابع: "لكن أعتقد أن الفرصة سانحة لكاسبر. نوفاك هو أحد أفضل اللاعبين في العالم، وهذا مؤكّد؛ لكن عندما تكون على مشارف التاريخ، تصبح الأمور ضاغطة، أتتذكرون نهائي بطولة الولايات المتحدة أمام ميدفيديف؟! وحالة الضغط، أتعلمون؟! نحن بشر. وكذلك نوفاك بشر (يفوز ويخسر)".