ساعات قليلة تفصل النجم السويسري روجر فيدرير، أكثر لاعبي المضرب فوزا بالألقاب الكبيرة مُناصفةً مع الإسباني رافاييل نادال، عن المشاركة في بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة 2021، والمُزمع عقد منافساتها على ملاعب مجمع خليفة للتنس والاسكواش بين 8 و13 مارس/آذار الجاري.
ووصل فيدرير بالفعل إلى العاصمة القطرية الدوحة، وسيستهل مشواره في البطولة ذات الـ 250 نقطة وفق تصنيفات رابطة المحترفين بمواجهة الفائز من مباراة الفرنسي جيرمي شاردي والإنجليزي دانييل إيفانز بالدور الثاني، بعد إعفائه من باكورة أدوار القرعة الرئيسية.
ويترقب كثيرون تلك الحالة التي سيظهر عليها فيدرير بعد غياب دام أكثر من 13 شهرا، وتحديدا منذ إقصائه في الدور نصف النهائي لبطولة أستراليا المفتوحة 2020، على يد الصربي نوفاك ديوكوفيتش، وهي فترة قضاها اللاعب المُلقب بالمايسترو في إعادة التأهيل، بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين على صعيد الركبة، وتدهور عضلاته حسب ما ذكره مدربه البدني، بيير باجانيني.
ويأمل فيدرير أن يكون قادرا على مجاراة إيقاع لاعبين لم يتوقفوا عن المنافسات منذ عودتها في يوليو/تموز العام الماضي، ويُدرك صاحب الـ 39 عاما أن فوزه ببطولة قطر المفتوحة، وحضور نجوم بارزين ممن يُطلق عليهم "لاعبو الجيل الجديد"، على غرار النمساوي دومينيك ثيم، المُرشح الأول للقب والمُتوج قبل أشهر بلقب فردي الرجال بمنافسات أمريكا المفتوحة "فلاشينغ ميدوز"، والروسي أندري روبليف، المُصنف الثامن عالميا، إلى جانب مواطنه ستانيسلاس فافرينكا، البطل السابق لـ 3 من البطولات الأربع الكبرى؛ قد يمثل انطلاقة حقيقية لإحياء مسيرته المُعطلة، وعلى بُعد أسابيع معدودة من سفره "المُحتَمل" إلى العاصمة اليابانية طوكيو للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، وقبيل ذلك خوضه بطولة ويمبلدن المفتوحة، في مساعيه لإضافة لقب كبير إلى رصيده قبل اعتزال لا يبدو بعيدا.
ويُكمل فيدرير عامه الـ 40 خلال أغسطس/آب، ويظن مشجعون أنهم سيتوقفون عن مشاهدة اللعبة البيضاء فور اعتزال النجم السويسري، الذي يحظى بالشعبية الكبيرة حول العالم، ويُصنف على كونه اللاعب الأكثر أسطورية في تاريخ رياضة المضرب.
ويتفوق فيدرير على السويدي المعتزل ستيفان إدبرغ والبريطاني أندي موراي كأكثر لاعب تُوج ببطولة قطر المفتوحة، ويتطلع المُصنف الخامس عالميا لتكرار تجربة فوزه بثلاثة ألقاب كبيرة في 2006، وهي سنة تتويجه الثاني بملاعب الدوحة.
ويمكن لفيدرير أن يشارك في بطولات فرنسا "رولان غاروس" الترابية وويمبلدن العشبية وأمريكا الصلبة، بعد اعتذاره عن عدم المشاركة في أستراليا لدواعٍ صحية.
وينشد أنصار فيدرير إمكانية تتويجه بلقب كبير آخر؛ من أجل الانفراد مُجددا بصدارة اللاعبين الفائزين ببطولات فئة "الغراند"، وفضه الشراكة مع نادال.
وأصبح مؤكدا أن فيدرير سيفقد رقمه القياسي في عدد مرات وجوده على رأس التصنيف العالمي للاعبين المُحترفين، برصيد 310 أسابيع، مع تجاوزه بوساطة ديوكوفيتش، والذي يحتفل، الاثنين، بمناهزته حاجز الـ 311 أسبوعا كمُصنف أول عالميا.
ولا يُنظر للاعب الأكثر بقاءً في المركز الأول بتصنيف المحترفين على كونه الأفضل في التاريخ، ويستند تقييم الأمر في عصر ما بعد الهواة على حصيلة كل لاعب من الألقاب الكبيرة وفقا لاعترافات الشريحة الأكبر من المهتمين باللعبة، وهو أمر يزيد من حماسة فيدرير قبل تدشينه عودة مُنتظرة.
ويمثل الفوز بميدالية ذهبية في منافسات فردي الرجال بدورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020" حلما شخصيا لفيدرير، وهو الفائز بالميدالية الفضية لنسخة "لندن 2012" والذهبية لمنافسات الزوجي في "بكين 2008".
ولا أحد يعلم مدى قدرة فيدرير على المنافسة بهذا الكم من المنافسات القوية خلال الأشهر القليلة القادمة، لكن الأكيد أن كل شيء سيبدأ من الدوحة، حيث يعود "أسطورة اللعبة" في انطلاقة يأملها أن تُكلل ذات يوم بلقب كبير وذهبية أولمبية.