أنس جابر قوة ناعمة تكسر حواجز الفشل في التنس العربي

بواسطة mohammad.khairy , 26 مارس 2020

محمد خيري الجامعي

شقّت البطلة التونسية في رياضة التنس أنس جابر، طريقها نحو العالمية في صمت وهدوء دون ضجيج، لتصبح بفضل تضحياتها الجسام أيقونة عربية تتلألأ في سماء التنس العالمية وتنافس بقوة أفضل اللاعبات في العالم، رافعة بسواعدها وقبضتها الحديدية اسم العرب عاليا في المحافل الكبرى لرياضة التنس.

 

تمسكت أنس جابر، الاسم العربي البارز في رياضة التنس والتي نشأت في ربوع مدينة قصر الهلال التابعة لمحافظة المنستير التونسية، بحلمها منذ الصغر بأن تصبح بطلة عالمية، قاومت بإصرارها أمواج الحياة العاتية، ووثبت فوق الصعاب بإصرار كبير، مضحية بالغالي والنفيس من أجل بلوغ القمة. فرضت منذ صغرها نفسها بقوة كبيرة، حيث تمكنت من حصد لقب بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثاني البطولات الأربع الكبرى لفئة الشابات، بفوزها على اللاعبة مونيكا بوينغ من بورتوريكو سنة 2011، ما جعلها تخطف الأنظار بكونها شابة يافعة تخطو بثبات نحو العالمية.

 

أنس جابر البالغة من العمر 25 عاما فضّلت رياضة التنس على دراستها، وسافرت إلى فرنسا من أجل صقل موهبتها ليشتد عودها ريضايا ثم انتقلت إلى بلجيكا لتستقر وتواصل التمرن بهدف تحقيق أحلامها، وهو ما تحقق في عام 2017 حين دخلت كوكبة أفضل 100 لاعبة في العالم، وعام 2018 انضمت لقائمة أفضل 60 لاعبة، كما تمكنت في عام 2020 من الوصول إلى المرتبة 39 كأعلى تصنيف لها منذ احترافها عام 2010، عقب وصولها إلى ربع نهائي دورة أستراليا المفتوحة، إحدى دورات الغراند سلاك الكبىيرة، في أول إنجاز عربي، وكذلك ربع نهائي بطولة قطر المفتوحة للتنس.

وسّعت أنس جابر من هامش نجاحاتها عندما بلغت الدور النهائي في دورة موسكو الدولية لكرة المضرب، في إنجاز فريد من نوعه وسابقة في تاريخ اللاعبات التونسيات والعربيّات والإفريقيات في بطولات رابطة التنس للمحترفات. نجاحات أنس جابر بالرغم من صغر سنها جعل لرياضة التنس صدىً كبيرا ليس في تونس فقط، بل في كامل أصقاع الوطن العربي، باعتبارها قدوة لللاعبات الشابات المولعات بكرة المضرب، وإنجازاتها محفز كبير لولوج عالم رياضة التنس التي لا تجد اهتماما كبيرا في الوطن العربي.

 

واجهت أنس جابر مصاعب عدة من أجل بلوغ الشهرة والعالمية، من خلال غياب الدعم اللازم، وعدم توفير بيئة رياضية تدعم لاعبي التنس في تونس، وتعويلها على مجهوداتها في الفردية لتحقيق النجاح، جعل اللاعبة التونسية تفكر في إنشاء أكاديمية خاصة بها في تونس، تضع فيها لَبِنات صنع نجوم عالميين في رياضة التنس، وعدم السقوط في فخاخ التهميش الذي تعرضت له في صغرها. تزوجت أنس جابر مبكرا لكنها لا تفكر حاليا في الإنجاب، فهي تركز على تحقيق المزيد من النجاحات والألقاب، باعتبار أن فكرة الإنجاب قد تبعدها لفترة عن الملاعب وهو خيار مؤجل في نظر البطلة العربية.

Image
Artboard 41 copy 13.png
Section
Sport
Caption
أنس جابر شرفت التنس العربي في المحافل الكبرى