ليفربول يكتب قصّة تساقط عمالقة أوروبا

بواسطة messaoud.allel , 21 فبراير 2021

تعيش موازين كرة القدم في أوروبا اختلالا وتغييرا غير مسبوق على إثر السقوط المدوّي لعمالقة الكرة في القارة العجوز بمختلف المسابقات، إذ تزامن ذلك مع الأزمة الصحية التي يشهدها العالم بتفشي جائحة كورونا، ما أثر بشكل رهيب على الموارد المالية للأندية ونتائجها على حد السواء.


يمثل نادي ليفربول الإنجليزي تجسيدا قويا ومثالا حيا لتلاشي أو تغيير موازين القوى على مستوى الكروية الكبيرة، فالنادي الأحمر الذي قدما أداء مميزا وحصد الكثير من الأرقام القياسية في السنوات الأخيرة، توج بلقب دوري أبطال أوروبا قبل موسمين، وعاد لمعانقة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز العام الماضي بعد 30 سنة من الانتظار، لكنه وجد نفسه فجأة في دوامة من التخبطات والنتائج السلبية.


سقوط ليفربول المدوّي في الدوري الإنجليزي فتح الباب أمام عودة أندية عريقة للتنافس على اللقب، إذ شهد الدوري منذ بداية الموسم حدثا استثنائيا وهو تداول 5 أندية على الصدارة على وأبرزها مانشستر يونايتد وليستر سيتي وإيفرتون، قبل أن يخطف مانشستر سيتي المقدمة وهو يبتعد بفارق مريح عن ليستر ويونايتد.

ويبدو السيتي في رواق جيد للسيطرة على كل الألقاب المحلية هذا الموسم، إذ سيلعب نهائي كاس الرابطة في أبريل/نيسان المقبل أمام توتنهام، كما أنه متأهل لربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في مواجهة إيفرتون، بجانب أندية قوية على غرار يونايتد وتشيلسي وليستر سيتي.

 

وبالمقابل خرج ليفربول من بطولتي الكأس، وضيع "منطقيا" كل فرصه للتتويج بلقب الدوري، بعد أن فقد معالمه في ظل الأزمة التي تعصف به، إذ أثخنت الإصابات صفوفه وخاصة تلك التي طالت صخرة الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك، إلى جانب ديوغو جوتا وجو غوميز وفابينيو وأخيرا جوردان هندرسون، فضلا عن تراجع قوته الدفاعية المتمثلة في ظهيريه أرنولد وروبيرتسون، وخط هجومه الناري الثلاثي (صلاح فيرمينو وماني) الذي فقد بريقه.

 

ويعيش "الريدز" حاليا أسوأ فتراته على الإطلاق، إذ عادل عند سقوطه على أرضه أمام إيفرتون في ديربي "الميرسي سايد" يوم السبت الماضي رقما سلبيا يبلغ قرنا من الزمن (منذ عام 1923)، ولم ينهزم ليفربول على أرضه من جاره منذ عام 1999. كما أن الهزيمة الأخيرة هي الرابعة على التوالي لحامل اللقب، وهو أمر لم يحصل منذ كانون الأول/ديسمبر عام 2002.

 

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
يورغن كلوب مدرب ليفربول في موقف حرج إزاء وضع ليفربول السيء (Getty)


وانتصر ليفربول فقط في 4 مناسبات من أصل آخر 14 مباراة في جميع المسابقات، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها لاعبو ليفربول في الوقت الحالي، وتبدو هذه الأرقام مرعبة جدا، وتكشف أن "الريدز" في أزمة حقيقية لا يعلم أحد كيف ومتى ستنتهي وينهض العملاق الأحمر من سباته.


وتجسدت ماساة ليفربول من خلال التصريحات الأخيرة لمدربه الألماني يورغن كلوب، الذي قال عما يعيشه حاليا:"عملت في كرة القدم لمدة 30 عامًا، منها 20 عامًا كمدرب..لحيتي تزداد شيبًا، لا أنام كثيرًا لكنني مليء بالطاقة. الوضع يمثل تحديا. لا أريد أن أعيش هذا الموقف، ولكني أرى أنه تحدٍ مثير للاهتمام". 


كما رفع كلوب الراية البيضاء بخصوص منافسة فريقه على لقب الدوري قائلا:" آمالنا انتهت...لا نستطيع أن ندرك فارق النقاط هذا الموسم"، لكن تتبقى أمام ليفربول فرصة أخيرة للخروج بلقب واحد خلال الموسم، إذ لا يزال في السباق بدوري الأبطال، ويمكنه بلوغ ربع النهائي بعد أن هزم لايبزيغ بثنائية نظيفة الأسبوع الماضي، ولكن الأمر يبدو صعبا جدا في ظل الظروف الحالية.


قطبا ميلانو يزيحان يوفنتوس من القمة 


وقبل ليفربول، هذا الموسم تراجعت نتائج عدة أندية كبيرة أخرى في أوروبا في صورة يوفنتوس الذي بسط هيمنته على الدوري الإيطالي في المواسم الأخيرة قبل أن تتلاشى هذه السيطرة لمصلحة قطبي ميلانو إنتر وميلان اللذان يسيطران على القمة.


يوفنتوس الذي كان إلى وقت قريب يحتكر لقب الدوري، أصبح يصارع لأجل الهروب من الصراع على المركزين الرابع والخامس، بينما تتبقى لديه فرصة للتتويج بكأس إيطاليا عندما يواجه أتلانتا في النهائي في مايو/أيار المقبل.

 

أتلتيكو ينهي سطوة الريال والبارسا!


وفي إسبانيا، لم يكن الحال أفضل بانسبة للعملاقين ريال مدريد وبرشلونة اللذان فقدا هيبتهما أمام العودة القوية لأتلتيكو مدريد، غذ فقد الريال والبارسا الكثير من النقاط في سباق الليغا هذا الموسم، بواقع 4 هزائم ومثلها من التعادلات لكل فريق، ما فتح الباب واسعا أمام قطب العاصمة الثاني للاستئثار بالصدارة في طريقه لحصد اللقب.


وخرج الريال وأتلتيكو من سباق كأس الملك هذا الموسم، ويوجد برشلونة على أعتاب الخروج أيضا بخسارته في ذهاب نصف النهائي بهدفين نظيفين من إشبيلية، امتدادا لخروجه لموسم صفري في الموسم الماضي، كما تلقى البارسا صفعة قوية في ذهاب دور الـ16 من دوري الأبطال، غذ خسر على ملعبه 4-1 أمام سان جيرمان. وبالمقابل ظهر الريال وأتلتيكو في المسابقة الأوروبية بمستوى مهتز، قد يرهن حظوظهما أيضا في التنافس على اللقب الأوروبي الكبير. 


بايرن ميونيخ..سداسية تاريخية ثم تخبّط


لم ينج بايرن ميونيخ من زمة سقوط الأندية الكبيرة في أوروبا، وبالرغم من أنه حقق سداسية تاريخية ختمها بالتتويج بكأس العالم للأندية في قطر يوم 11 فبراير الحالي، إلا أنه دخل مرحلة الترنح في الدوري الألماني، وبالرغم من وجوده في الصدارة برصيد 49 نقطة، إلا أنه فقد 17 نقطة كاملة هذا الموسم من خلال تعادله 4 مرات وخسارته في 3 مناسبات.

 

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
بايرن ميونيخ أنهى سداسيته التاريخية بلقب كاس العالم للأندية ثم دخل في فترة فراغ (Getty)


فضلا عن ذلك خرج بايرن من كأس المانيا في الدور الثاني بخسارته بركلات الترجيح بشكل مثير أمام هولشتين كييل من الدرجة الثانية، وسط مخاوف من تأثير "التشبّع" الذي أصاب الفريق من خلال السداسية التاريخية التي أحرزها، على حظوظه في سباق الاحتفاظ باللقب الأوروبي الذي أحرزه في النسخة الماضية.


سان جيرمان..تراجع محلي وتألق أوروبي


وفي فرنسا، التي تضم أحد الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، فقد باريس سان جيرمان بريقه في "الليغ 1"، إذ وبعد سيطرته على اللقب في العشرية الأخيرة، تراجعت نتائجه هذا الموسم لمصلحة أولمبيك ليون وليل اللذان يتداولان مركز الصدراة.


وفقد سان جيرمان 21 نقطة في صراعهم على الإحتفاظ بلقب الدوري من خلال سخارته في 5 مباريات إضافة إلى 3 تعادلات إلى غاية الجولة الـ25.وبامقابل يملك "الباريسي" الذي نشط نهائي دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية فرصة المضي قدما في البطولة، بعد أن قطع شوطا كبيرا نحو بلوغ دور الثمانية، إثر فوزه الكبير على برشلونة الأسبوع الماضي في ذهاب دور الـ16 بملعب كامب نو.

 

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.


 

Image
Liverpool
Author Name
Opinion article
Off
Source
Caption
(Getty)