طموحات قوية لحضور عربي متميّز في قطر 2022

بواسطة messaoud.allel , 2 أكتوبر 2020

تطمح المنتخبات العربية لتسجيل حضور قوي خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 التي ستجرى في قطر ولأول مرة في التاريخ على أرض عربية، ويمثل هذا الرهان تحديا كبيرا لمنتخبات عرب إفريقيا وآسيا التي لا ترغب بتضييع هذه الفرصة لتعزيز حضورها واستغلال جملة من الحوافز والعوامل وأهمها الأرض والقاعدة الجماهيرية العربية العريضة المنتظرة خلال المسابقة، وذلك قصد المضيّ قدما في البطولة وتحقيق إنجازات جديدة للكرة العربية، التي لم تتعدّ حاجز الدور الثاني من المسابقة المرموقة.


على مر تاريخ نهائيات المونديال، لم تتخطّ المشاركة العربية حدود الأربع منتخبات على غرارالبطولة الأخيرة التي جرت في روسيا عام 2018، إذ شهدت حضور منتخبات تونس والمغرب ومصر بالإضافة إلى السعودية، ولم توفق هذه المنتخبات في العبور إلى الدور الثاني، في غياب منتخب الجزائر صاحب الإنجاز الباهر في مونديال 2014 بالبرازيل، حيث بلغ الدور الثاني، بينما كان منتخب "المحاربين" ممثل العرب الوحيد في نفس النسخة وفي تلك التي سبقتها بجنوب إفريقيا عام 2010.


وبلغت ثمانية منتخبات عربية فقط نهائيات المونديال منذ انطلاقه عام 1930، و3 منها فقط كانت الأكثر مشاركة بواقع 5 مرات وهي تونس والمغرب والسعودية، ثم الجزائر 4 مرات ومصر 3 مرات، والعراق والكويت والإمارات مرة واحدة فقط، بينما تمكنت 3 منتخبات فقط من بلوغ الدور الثاني كأقصى انجاز وهي الجزائر عام 2014، والمغرب عام 1986 والسعودية عام 1994، فيما انتهت باقي المشاركات من الدور الأول.


وخلال تصفيات الطبعة المقبلة من المونديال الذي سيجرى في قطر نهاية العام 2022، يخوض 19 منتخبا عربيا غمار التصفيات في قارتي إفريقيا وآسيا، مع استثناء قطر من حسابات التأهل بصفتها البلد المنظم للبطولة بالرغم من مشاركتها في التصفيات التي ستحدد أيضا المتأهلين لنهائيات كاس أمم آسيا التي ستجرى بالصين عام 2023.

وتتوزع المنتخبات العربية المشاركة في التصفيات بواقع 7 منتخبات في إفريقيا هي: الجزائر، وتونس، وموريتانيا، والمغرب، ومصر وليبيا والسودان، بينما تضم التصفيات الآسيوية 12 منتخبا عربيا، فبجانب قطر، هناك كل من: سوريا، الكويت والأردن، والعراق والبحرين، والسعودية واليمن وفلسطين، سلطنة عمان، والإمارات ولبنان، وبينما تتأهل 5 منتخبات فقط من إفريقيا للدورة النهائية، ستكون آسيا ممثلة بأربع منتخبات إضافة إلى إمكانية تأهل منتخب خامس في حال اجتاز الدور الفاصل الذي سيجرى في ختام التصفيات ضد منتخب من إتحاد قاري آخر سيحدد لاحقا.


وبينما انطلقت التصفيات الآسياوية العام الماضي وبلغت مرحلتها الثانية (دور المجموعات) التي توقفت عند الجولتين الرابعة والخامسة، بسبب انتشار وباء كورونا المستجدّ الذي تسبب في تأجيل المنافسات مرتين، الأولى من شهر آذار/مارس الماضي إلى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، والثانية من هذا الشهر إلى العام المقبل، أجل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" أيضا التصفيات من الربيع الماضي إلى غاية أيار/مايو من العام القادم لنفس السبب، وستنتهي هذه المرحلة في نوفمبر من العام المقبل بإجراء المباريات الفاصلة.


وأسفرت قرعة دور المجموعات (الدور الثاني) في التصفيات الإفريقية عن مجموعات متوازنة نوعا ما للمنتخبات العربية رغم أن 3 مجموعات ستشهد مواجهات عربية مباشرة، إذ ستنافس الجزائر بالمجموعة الأولى مع كل من النيجر وبوركينافاسو وجيبوتي، وتلعب تونس وموريتانيا في المجموعة الثانية رفقة كل من غينيا الاستوائية وزامبيا، ووقعت مصر وليبيا بالمجموعة السادسة رفقة أنغولا والغابون، وأخيرا المغرب والسودان بالمجموعة التاسعة رفقة غينيا وغينيا بيساو.


قطر وسوريا تحملان أحلام عرب آسيا


وأما بالتصفيات الآسيوية تتطلع المنتخبات العربية للتأهل إلى الدور الثالث الحاسم بالرغم من صعوبة المهمة، إذ سيبلغ هذا الدور متصدرو المجموعات وأربع أفضل ثوانيها، وتؤدي سوريا مشورا رائعا بتحقيقها العلامة الكاملة في 5 مباريات وتتصدر المجموعة الأولى برصيد 15 نقطة، متبوعة بالصين والفلبين برصيد 7 نقاط وجزر المالديف برصيد 6 نقاط وغوام دون رصيد.
ويحتل منتخبا الكويت والأردن وصافة المجموعة الثانية بعشر نقاط، بينما تتصدر أستراليا برصيد 12 نقطة، والنيبال في المركز الرابع برصيد 3 نقاط و أخيرا تايبييه دون نقاط، بينما يتصدر العراق المجموعة الثالثة برصيد 11 نقطة متبوعا بالبحرين 9 نقاط، ثم إيران 6 وهونغ كونغ 5 وأخيرا كمبوديا بنقطة وحيدة.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.


وتضم المجموعة الرابعة 3 منتخبات عربية هي السعودية واليمن وفلسطين، وتحتل السعودية الوصافة برصيد 8 نقاط مقابل 9 لأوزبكستان المتصدرة، بينما يتموقع اليمن رابعا بخمس نقاط وأخيرا فلسطين بأربع نقاط.


وتتصدر قطر البلد المنظم للمونديال المجموعة الخامسة برصيد 13 نقطة، أمام سلطنة عمان الثانية برصيد 12 نقطة، ثم أفغانستان برصيد 4 نقاط والهند بثلاثة وأخيرا بنغلادش بنقطة وحيدة، وتحتل الإمارات المركز الثالث برصيد 6 نقاط بالمجموعة السابعة بعدما لعبت 4 مباريات، وتتصدر فيتنام الترتيب برصيد 11 نقطة، ثم ماليزيا بـ 9 نقاط وتايلند بثمانية وأخيرا أندونيسيا دون رصيد.


ويحتل منتخب لبنان المركز الثالث بالمجموعة الثامنة والأخيرة برصيد 8 نقاط من 5 مباريات، ويتساوى مع مع كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، مقابل 9 نقاط لتركمنستان في الصدارة، وفي المركز الأخير سيريلانكا دون نقاط.


بلماضي وكتيبة "المحاربين" علاقة قوية مع أرض المونديال العربي


وببرز من بين المنتخبات العربية المنافسة على التأهل إلى مونديال قطر 2022، كل من الجزائر وتونس والمغرب والسعودية، والتي تملك تقاليد عريقة وتجربة كبيرة مع البطولة العالمية، إلا أن منتخب الجزائر هو أبرزها على الإطلاق في الوقت الحالي، بإشراف المدرب الاستثنائي جمال بلماضي، الذي يقود ثورة "محاربي الصحراء" منذ صيف 2018، إذ انتشل الفريق من القاع إلى قمة بتتويجه بأمم إفريقيا 2019 لثاني مرة في تاريخ البلاد.


ويرتبط المنتخب الجزائري ومدربه جمال بلماضي بعلاقة خاصة مع أرض المونديال العربي، إذ كانت هذه الأرض فأل خير على الجزائر بعدما استضافت آخر معسكر التحضيري لـ"الخضر" تحسبا لـ"كان 2019"، كما يمثل حلم خوض المونديال على أرض قطر رهانا وتحديا عظيما بالنسبة لمدرب الجزائر جمال بلماضي وهدافها بغداد بونجاح نجم نادي السد وهداف دوري النجوم على مر التاريخ.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.


واحترف بلماضي (44 سنة) في قطر قبل أن يشق طريقه للتدريب هناك عام 2010 مع نادي لخويا (الدحيل حاليا) ويتوج معه بالكثير من الألقاب، كما أشرف على منتخبي قطر الأول والثاني، إذ حقق لقبي كأس الخليج وبطولة غرب آسيا عام 2014، وحفزه ذلك لتكرار التحدي مع منتخب الجزائر، إذ أكد في الكثير من تصريحاته الصحافية عن أن هدفه الأول هو بلوغ مونديال قطر، بل وذهب لأبعد من ذلك في سيناريو يصل إلى حد "الجنون" عندما قال في تصريحات لقناة "أر أم سي" الفرنسية بأنه يريد التنافس على لقب كأس العالم في قطر 2022!


وبجانب مساعيه الدائمة لدعم قطر لأجل تقديم بطولة كبيرة على كافة المستويات، يشترك جمال بلماضي مع "القناص" بغداد بونجاح في الرهان على بلوغ المونديال العربي، وتقديم أشياء عظيمة خلال البطولة، مستمدّا ثقته وتفاؤله من تجربته الطويلة في الملاعب القطرية، التي صال وجال بها أكثر من 200 هدفا في 140 مباراة بمختلف المسابقات منذ انضمامه للسد عام 2015.


ومن العوامل التي تبرز ارتباط الكرة الجزائرية بقطر أيضا، هو تحوّل دوري النجوم إلى قبلة للاعبين الجزائريين في السنوات الأخيرة، إذ استقطب العديد من منهم سواء القادمين من مختلف الدوريات الأوروبية، أو من الدوري الجزائري.


ويضم دوري النجوم هذا الموسم 9 لاعبين هم: نجم نادي بورتو البرتغالي السابق ياسين براهيمي الذي التحق بصفوف نادي الريّان، وعدلان قديورة وسفيان هنّي اللذان انضما إلى نادي الغرّافة تواليا من نادي نوتينغهام فوريست الإانجليزي وسبارتاك موسكو الروسي، وكذلك محمد بن يطّو الذي التحق بصفوف نادي الوكرة قادما من نادي الفجيرة الإماراتي.


كما انضم كل من أيوب عزي لاعب فريق مولودية الجزائر السابق ووليد مسلوب لاعب نادي لانس الفرنسي السابق إلى نادي أم صلال الذي ضم في الموسم الحالي أيضا هداف اتحاد بلعباس الجزائري السابق عبد النور بلحوسيني.

 

جمال بلماضي: إذا تأهلنا لمونديال قطر 2022 .. سيكون هدفنا هو التتويج بكأس العالم pic.twitter.com/A27lEL9jbO

— EL BILAD - البلاد (@El_Bilade) January 16, 2020


وبجانب اللاعبين المذكورين، يضم دوري نجوم قطر أيضا بغداد بونجاح الهداف التاريخي لفريق السد ودوري نجوم قطر، وكذلك المخضرم نذير بلحاج الذي يلعب بنادي السيلية منذ العام 2017، كما سبق له وأن خاض 6 مواسم كاملة مع نادي السد ما بين 2010 و2016.


 ووضع اللاعبون الجزائريون بصمتهم على دوري نجوم قطر، إذ سيطروا على لائحة الهدّافين خلال الموسم الماضي، بفضل تألق كل من بونجاح، وبراهيمي وهني وبن يطو.


ومنذ مطلع الألفية استقطب دوري نجوم قطر، العديد من نجوم الكرة الجزائرية وفي مقدمتهم علي بن عربية وجمال بلماضي النجمان السابقان لفريقي باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإانجليزي السابقين، وكذلك رفيق صايفي الذي لعب للكثير من الأندية الفرنسية، ويوغرطة حمرون الذي لعب لنادي السد، إضافة إلى بلال دزيري، النجم السابق لفريق اتحاد العاصمة الجزائري.


 

Image
qatar mondial.jpg
Author Name
Opinion article
Off
Caption
قطر تمضي قدما لتقديم أفضل نسخة من المونديال(Getty)